قال خبراء إستراتيجيون إن حدوث تغييرات في العلاقات المصرية الأمريكية مرتبط بشخصية وفكر الرئيس القادم الذي سيتم انتخابه في غضون أقل من ثلاثة شهور، الأمر الذي قد يترتب عليه تحولات في شكل العلاقة بين البلدين الحليفين. وتوقع الدكتور جمال عبد الجواد، مستشار دراسات الرأى العام بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام" في حال فوز حازم صلاح أبو اسماعيل المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية أن تحدث تغيرات جذرية فى شكل العلاقات المصرية الأمريكية، لأنه لن يستطع أن يقف عند نقطة توازن، بخلاف الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح المرشح الرئاسي المحتمل، باعتباره أكثر مرونة فى كيفية التعامل مع القوى الخارجية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة. وأضاف في ندوة أقامها منتدى رفاعة الطهطاوى للدراسات الديمقراطية وحقوق الإنسان حول المعونة الأمريكية، أن العلاقات بين مصر والولاياتالمتحدة متشعبة وعلى أى نظام قادم أن يفكر جيدا فى العواقب المترتبة على أى تغير قد يحدث فى العلاقات بين الدولتين. وقال إن العلاقات المصرية الأمريكية مرتبطة إلى حد كبير بالأوضاع المحيطة فى المنطقة، معتبرا أن حدوث أى حرب على قطاع غزة من شأنه أن يدفع الدولة المصرية لاتخاذ مواقف أكثر حدة مع إسرائيل ومن ثم حدوث اضطرابات فى العلاقات الأمريكية. ولفت إلى أن الأزمة فى المعونة الأمريكية ليست فى الجزء الاقتصادى، مؤكدا على إمكانية الاستغناء عن الجانب الاقتصادى، خصوصا أنه لا يشكل سوى 2% من الدخل القومى المصرى وهى نسبة لا تذكر، إلا أن أهميتها تتمثل فى المعونة العسكرية، التى لا تقتصر على المبلغ المادى (مليار و300 مليون دولار)، لكنها تمتد إلى امتيازات تتمتع بها مصر كإمكانية حصولها على أسلحة متطورة، وتدريبات عسكرية مشتركة بين القوات المصرية ونظيرتها الأمريكية. واتفق معه في الرأي الدكتور عماد جاد، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب، مشيراً إلى أن مدى صعوبة الدخول فى خلافات مع الولاياتالمتحدة فى ظل العمل على إعادة بناء الدولة، مبررا ذلك بأن اضطراب العلاقات مع الأمريكيين سينعكس بالسلب على العلاقات المصرية الدولية.