انتقد جهاد الخازن، الكاتب الصحفى بجريدة الحياة اللندنية،الهجوم المتكرر للصحف الغربية على حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي في مصر في الوقت الذي تترك فيه إسرائيل وما ترتكبه من إرهاب وجرائم في حق الشعب الفلسطيني. واعتبر الخازن في مقال له على "الحياة" بعنوان: "عصابة إسرائيل تستهدف مصر والسعودية" أن مصر تتعرض لتحديات كبيرة نسبة إلى ارتفاع عدد سكانها والإرهاب الذي تواجهه من قبل جماعة الإخوان وذلك على حد قوله. وأكد الكاتب الصحفي أن رئيس مصر يستطيع أن يقضى على المصالح الأمريكية كلها فى الشرق الأوسط بخطاب أو اثنين، قائلا: أرجو أن يفعل ليرى الجبان أوباما العمق الشعبى العربى لمصر. والى نص المقال: أمامى أرقام صادرة عن جماعة اسمها «عدد سكان العالم» تقول إن سكان مصر سنة 2016 هذه بلغوا 90.631.747 مواطناً ومواطنة، وإن العدد زاد 4.695.950 نسمة هذه السنة. كنت أعتقد أن سكان مصر يقتربون من مائة مليون، وأن الزيادة السنوية في حدود 2.5 مليون نسمة.
مشكلة مصر الأولى والأخيرة هى عدد السكان فى أرض لا تُطعم 20 مليوناً، فماذا يفعل كتّاب افتتاحية «واشنطن بوست»؟ قرأت لهم هذا الشهر مقالاً عنوانه «هل يساعد دونالد ترامب هذه الأمريكية المسجونة فى مصر؟» أول سطر فى المقال يقول إن مصر تتلقى مساعدات أمريكية سنوية مقدارها 1.3 بليون دولار، ولكن لا تقول إن دولة الإرهاب إسرائيل تتلقى 3.8 بليون دولار وفيها سبعة ملايين مستوطن مقابل مائة مليون مواطن فى مصر. فى تموز (يوليو) الماضى كتب جاكسون دييل، وهو صهيونى النفس عمله نائب رئيس صفحة الرأى، مقالاً عنوانه: إدارة أوباما تتجاهل أمريكية مسجونة فى مصر. السجينة هى آية حجازى التى تعمل للعناية بأولاد الشوارع. هناك ألوف منهم فى مصر وأرجو أن يتلقوا عوناً على الحياة، كما لا أريد أن تسجن أمريكية - مصرية أو غيرها ثم أقول إن أولاد الشوارع الحقيقيين هم بعض كتّاب افتتاحية الجريدة الأمريكية الذين لا يقولون إن إسرائيل تقتل الأطفال. افتتاحية أخرى لهم كان عنوانها: رهان سيئ على الرجل القوى فى مصر، تبدأ بهذه الكلمات: منذ قاد عبد الفتاح السيسى انقلاباً ضد حكومة إسلامية منتَخبَة شرعياً.. هذا كذب، فملايين المصريين تظاهروا ضد نظام «الإخوان»، وكانوا حتماً أكثر عدداً من الذين تظاهروا ضد حسنى مبارك، وتدخل الجيش لإنقاذ البلد. هم لا يرون هذا وإنما يكتبون افتتاحية أخرى عنوانها: انتخاب ترامب يهدد حقوق الإنسان حول العالم، تبدأ بهذه الكلمات: الرجل القوى (معناها ديكتاتور) فى مصر عبدالفتاح السيسى يقول إنه أول رئيس يهنئ ترامب بفوزه، وهما تبادلا كلمات طيبة عن أحدهما الآخر. وفى افتتاحية أخرى عنوانها: الفرق الصارخ بين مقابلة ترامب وكلينتون ديكتاتوراً، أول كلمات تقول: عندما قابل كل من هيلارى كلينتون ودونالد ترامب عبدالفتاح السيسى، الجنرال الذى قاد انقلاباً عسكرياً ضد حكومة مصرية منتخَبَة.. لم أقرأ أن أرض مصر لا تستطيع تأمين عيش كريم لحوالى مائة مليون مواطن إذا لم يتحسن نظام التعليم، ولم تقم مشاريع زراعية وصناعية كبرى، ولم يعُد المصريون المؤهلون إلى العمل فى بلدان عربية كثيرة تستضيف عمالاً من بلاد العالم لقلة عدد المواطنين فيها. ليكود أمريكا يقولون إن مصر وإسرائيل لهما علاقات غير معلنة. إذا كان هذا صحيحاً فأنا ضده، إلا أنهم يكذبون. مصر تتعرض لإرهاب يومى وراءه «الإخوان المسلمون» ودول تساعدهم. الهجوم على كنيسة قبطية قتل عشرات وقبله قتل ستة من رجال الشرطة بانفجار على طريق الهرم، وقبل ذلك بيوم قتل مدنى وجرح ثلاثة من رجال الشرطة بانفجار فى كفرالشيخ. أين سيكون الإرهاب غداً؟ كل هذا لا يراه كتّاب الافتتاحية في جريدة رئيس صفحة الرأى فيها فريد هيات ونائبه دييل، وكلاهما من أنصار إسرائيل وهى تحتل وتقتل وفى طريقها إلى إكساب المستوطنات شرعية ليست لإسرائيل نفسها، ناهيك عن أن تكون لمستوطنات يسكنها غزاة من بلاد بعيدة على أساس خرافات لا آثار إطلاقاً على الأرض تؤكدها. إزاء خلفية صعوبة الوضع فى مصر وإرهاب إسرائيل، ماذا فعلت إدارة أوباما؟ هى أوقفت تصدير أسلحة دقيقة التوجيه إلى المملكة العربية السعودية بسبب الحرب فى اليمن. كانت إدارة أوباما تؤيد السعودية فى البداية، ثم يبدو أنها خضعت لإملاءات الكونجرس الذى يصوّت أحياناً بالإجماع انتصاراً لإسرائيل. رئيس مصر يستطيع أن يقضى على المصالح الأمريكية كلها فى الشرق الأوسط بخطاب أو اثنين، وأرجو أن يفعل ليرى الجبان أوباما العمق الشعبى العربى لمصر. الدول العربية القادرة تؤيد مصر رغم أنف عصابة إسرائيل، وصندوق النقد الدولى قدّم لها قرضاً قيمته 12 بليون دولار لأنه يوافق على إجراءاتها الاقتصادية. ثم هناك فى المقابل إسرائيل وعصابتها الأمريكية عدوّتا الإنسانية.