تباينت آراء النقاد والخبراء حول قرار اتحاد الكرة بإلغاء بطولة الدورى، واستبدالها بدورة تنشيطية, إذ أكد الناقد الرياضى ورئيس اتحاد الكرة الأسبق عصام عبد المنعم أن قرار إلغاء المسابقة يعد قراراً صائباً فى الوقت الراهن، مؤكداً أنه كان على علم بهذا القرار قبل صدوره وفقا للجلسة التى جمعته مع عماد البنانى، رئيس المجلس القومى للرياضة، منذ عدة أيام، والتى أسفرت عن أن استكمال منافسات الدورى سيكون صعباً من الناحية الفنية والتنظيمية. كانت اللجنة التنفيذية لاتحاد الكرة برئاسة أنور صالح القائم بأعمال رئيس الجبلاية، قد اتخذت قراراً بإلغاء مسابقة الدورى واستبدالها ببطولتى كأس مصر ودورة تنشيطية بالاتفاق مع مسئولى الأندية. وشدد عبد المنعم على رفضه فكرة تدخل الأندية لتحديد عقوبة النادى المصرى وجمهوره على خلفية مجزرة بورسعيد، موضحاً أن العقوبة لابد أن تطول أعضاء مجلس إدارة الاتحاد السابق، لأنهم مسئولون عن هذه الكارثة ولابد من حرمانهم من ممارسة أى نشاط رياضى خلال الفترة المقبلة. وحذر الناقد الرياضى من المماطلة فى إصدار عقوبة على المصرى، لأنها ستزيد من حده الكراهية والحقد بين الجماهير، فضلاً عن أنها ستؤدى إلى كارثة أكبر وهى تحويل الملاعب الرياضة إلى برك من الدماء. من ناحيته, أعتبر حلمى طولان المدير الفنى لاتحاد الشرطة أن قرار اتحاد الكرة بإلغاء مسابقة الدورى، هذا الموسم نتيجة أحداث بورسعيد الدموية "منطقى"ومقبول للغاية. وقال طولان، إن كل المؤشرات الأولية كانت تؤكد إلغاء البطولة فى ظل الأوضاع السيئة التى تمر بها الرياضة المصرية فى الفترة الأخيرة. وأضاف، المدير الفنى للشرطة، أن إلغاء الدورى سيكون فرصة للاعبى الأندية من أجل الحصول على فترة راحة مناسبة، بالإضافة إلى انطلاق الموسم الجديد لبطولة الدورى دون أى مشاكل وبشكل منظم. مشيرًا إلى أن فريقه سيخوض مبارياته الودية المتفق عليها حتى موعد إقامة الدورة التنشيطية من جانبه, أعرب طارق العشرى، المدير الفنى لحرس الحدود عن رضائه بإلغاء الدورى الممتاز هذا الموسم، بالرغم من تصدر فريقه لمسابقة الدورى قبل توقفها. وقال العشرى: من الضرورى عودة الحياة الرياضية إلى مصر بأى شكل، وأتمنى أن تتسم تلك الدورة بالجدية، وأن تكون مؤهلة للبطولات الإفريقية فى الموسم الجديد. وأعلن ترحيبه بإلغاء الدورى وإقامة دورة تنشيطية، موضحا أنه بالرغم من تصدر فريقه لمسابقة الدورى العام إلا أنه يحترم رأى الجماعه فيما يخص إلغاء الدورى وشدد المدير الفنى للفريق العسكرى على أن عودة النشاط الرياضى حتى تعود الحياة لطبيعتها، وأكد العشرى أن عودة الرياضة ستنعش الاقتصاد، مشيرا إلى أن مصلحة البلد أهم من المصالح الشخصية، وأوضح أن الفترة الحالية شهدت تقاربا بين الرياضيين والجمهور بعد أحداث بورسعيد، وأضاف أن الدورة التنشيطية بداية جيدة ويكفى أنها ستُعيد النشاط الرياضى وقدم طارق يحيى المدير الفنى لفريق مصر المقاصة اقتراحا جديدا إلى اتحاد الكرة بأن يتم إقامة بطولة كأس مصر قبل الدورة التنشيطية على اعتبار أنها بطوله رسمية وستكون أقوى وقال إن قرار المشاركة فى الدورة التنشيطية بيد مجلس إدارة الشركة برئاسة اللواء محمد عبد السلام، مؤكدا أن تلك الدورة غير مجدية لأنها دون حافز للاعبين، خاصة أنهم لن يحصلون على مكافآت فى حالة الفوز، لأن تلك المباريات لا تفرق عن المباريات الودية. وأشار نجم الزمالك السابق، إلى أن فريقه جاهز بدنيا للمشاركة فى الدورة، لكنه ينتظر قرار الإدارة، متسائلا: لماذا لم يبدأ المسئولون ببطولة الكأس بدلا من الدورة التنشيطية؟ وأشاد محمد حلمى ،المدير الفنى لفريق الإنتاج الحربى بقرار إلغاء مسابقة الدورى هذا الموسم، مؤكداً أن الأجواء المضطربة فى الوقت الراهن لا تساعد على إقامة أى بطولات رسمية. وقال حلمى، إن هناك حالة احتقان شديدة ضد النادى المصرى وجماهيره منذ وقوع المذبحة، وهو الأمر الذى كان سيتسبب فى حدوث كارثة جديدة داخل الملاعب. وأضاف حلمى، أن فريقه مستمر فى التدريبات وأداء المباريات الودية على غرار الفترة الماضية حتى موعد الدورة التنشيطية المقرر إقامتها نهاية مارس الجارى، موضحاً أن هذه البطولة ستساهم فى الحفاظ على مستويات اللاعبين. وأكد إبراهيم يوسف، المدير الفنى لفريق غزل المحلة، أن قرار اتحاد الكرة بإلغاء بطولة الدورى الممتاز هذا العام هو قرار صائب، نظرا لحالة الفوضى التى تمر بها البلاد وحالة الانفلات الأمنى التى يعانى منها الجميع. وكان الجهاز الفنى للمحلة، قد تلقى خبر إلغاء بطولة الدورى هذا العام بفرحة شديدة، خاصة وأن القرار جاء بمثابة طوق النجاة الذى أنقذ الفريق من دوامة الهبوط. فى حين أبدى شريف حبيب، عضو مجلس إدارة نادى المقاولون العرب، استياءه من قرار مسئولى اتحاد الكرة بإلغاء مسابقة الدورى فى هذا التوقيت، واصفاً إياه ب"المتأخر" وكان لابد من الإعلان عنه عقب أحداث بورسعيد "الدامية" مباشرة وأشار إلى أن الأهم بالنسبة لمسئولى اتحاد الكرة عقب إلغاء بطولة الدورى هو النظر إلى المشاكل الفرعية للأندية مالياً، وكيفية تدبير حلول جذرية خاصة المرتبطة بعقود اللاعبين مع أنديتهم والرعاة والقنوات الفضائية لأن هذا الأمر سيثير جدلا كبيرا خلال الفترة القادمة. وعلى صعيد نادى بتروجت فقد أعلن مسئولوه رفضهم إقامة اى مباريات بما فيها الدورة التنشيطية.