لمدة 96 ساعة، وتستمر الحرائق في اجتياحها الأراضي المحتلة، غير أن حريقًا من نوع آخر اجتاح موقعي التواصل "فيسبوك" و"تويتر"، بين العرب والإسرائيليين. وكما قيل في الأثر إن "الدين أفيون الشعوب"، استشهد كلا الطرفين، بآيات قرآنية في تفسيره لتلك الحرائق، فبينما عزاها مغردون عرب إلى منع كيان الاحتلال رفع الأذان في القدس، رد متحدث جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي بآيات اعتبرها ردًا على الشامتين. وتميزت تعليقات كثير من العرب، التي عبَروا من خلالها عن سعادتهم برؤية إسرائيل وهي تحترق، على غرار "إسرائيل تحترق، كيان الاحتلال تلتهمه النار، الغضب الإلهي لمنع الأذان". وأرجع بعض من العرب سبب الحرائق التي اشتعلت في أغلب مستوطنات الاحتلال الإسرائيلي، إلى منع سلطات الاحتلال للأذان وعللت الأخيرة أنه يسبب إزعاجًا لهم. واستشهد مغردون عرب بالآية 114 في سورة البقرة وهى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) ونشرت على نطاق واسع عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي. وعلق الاحتلال الإسرائيلي عبر صفحات كبار المسئولين منهم، ردًا على السخرية التي لاقتها تلك الحرائق بآيات قرآنية أيضًا، زاعمين بأن هذا بمثابة حقد وكراهية وشماتة وتحريض من قبل العرب. وأعرب أفيخاي أدرعي، المتحدث بلسان عربي لجيش الاحتلال الإسرائيلي، عن امتعاضه من ردات الفعل، قائلاً: «في أعقاب الحرائق المفتعلة، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعقيبات، ليتأجج بعضها حقدًا وتحريضًا وشماتة فيما تميز البعض الآخر بالعقلانية رغم الاختلاف مع دولة إسرائيل». وعزا «أدرعي»، عبر الصفحة الرسمية له على موقع التواصل الاجتماعي، صباح اليوم، أن هذه التعليقات أفرحت القلب وأثبتت أن الإنسان موجود ولا يمكن للاختلاف أن يلغي الحس الإنساني، مضيفًا: «وصوت الله الحقيقي في قلوب البعض على عكس أولئك الذين يدعون اتباعه، سررت كثيرًا بقراءتها شاكرًا حكمتها منحنيًا أمام أصلها الشهم». واستشهد بالآية 27 من سورة البقرة أيضًا، وهى: ﴿الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾. ومن جانبها، استشهدت الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية للاحتلال الإسرائيلي الناطقة بالعربية، بالآية 11 من سورة الحجرات وهى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ)، ردًا على سخرية وشماتة البعض، على حد قولها. وعللت الصفحة، أن الحرائق المشتعلة في إسرائيل تصيب الإنسان بغض النظر عن عرقه أو دينه وتتخطى اختلاف البشر، حيث يثبت التضامن والمساعدة بين الدول المختلفة لإخمادها أهمية التعاون لما فيه خير الإنسان وطبيعته. فيما ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي من مختلف الدول العربية بالسخرية والدعاء بأن تستمر الحرائق وتزيد وأعربوا عن أن الرياح هى أحد جنود الله التي فعلت ما لم يستطع فعله العرب بأكملهم في إسرائيل، مهللين بتلك الحرائق. ومنذ أربعة أيام، اندلعت حرائق غابات، في إسرائيل، استمرت حتى اليوم، مع محاولات السلطات الإسرائيلية إخمادها، حتى أنها طلبت من 5 دول أوروبية بينها روسيا، إمدادها بطائرات لمساعدتها في إخماد الحرائق، في مناطق عدة.