أثار الاقتراح بدمج مادتي التربية الدينية الإسلامية والتربية الدينية المسيحية في مادة واحدة، يكون مسماها مادة "العلوم الدينية"، جدلاً بين أعضاء مجلس النواب والسلفيين. واقترح الدكتور سعد الدين الهلالي، الأستاذ بجامعة الأزهر، دمج مادتي التربية الدينية الإسلامية والتربية الدينية المسيحية في مادة واحدة، يكون مسماها مادة العلوم الدينية، جاء ذلك خلال كلمته باليوم الثاني من الحوار المجتمعي الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم لتطوير التعليم، في المدينة التعليمية بمدينة 6 أكتوبر. وقال الهلالي: إننا نرغب في أن يتعلم الطالب المسلم ثقافة زميله المسيحي والعكس، مضيفًا أن الهدف هو أن يتلقى الطلاب معلومات دينية ويتعلمون قيم الإخاء والتسامح. وقال النائب عمر حمروش، وكيل اللجنة الدينية بمجلس النواب، إن "خلط مادة الدين الإسلامي والمسيحي في كتاب واحد قد يأتي بنتائج عكسية، ومن الأفضل أن تظل كل مادة تدرس كما هي بعيدًا عن الخلط، خاصة فيما يخص تعاليم كل دين". وأضاف: "الأفضل من دمج المادتين أن يتم استحداث مادة اسمها "الأخلاق"، لأن الأخلاق واحدة في كل الشرائع السماوية ويتم تدرسيها للطلاب، بحيث نرتقي بأخلاقهم ويعرفون معلومات عن الأديان الأخرى". وأكد حمروش أنه ضد مقترح الدمج بشكل عام، والأولى أن يكون هناك فصل بين الاثنين كأفضلية لكل طالب أن يدرس الدين الإسلامي كمسلم والدين المسيحي كمسيحي. في المقابل، أيد عفيفى كامل، عضو لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، فكرة ضم كتاب التربية الدينية الإسلامية بكتاب التربية المسيحية في مادة واحدة، قائلاً: "لا مانع من وضعهما في كتاب واحد، لأن الأديان متفقة في القيم والسلوك". وأضاف ل"المصريون" أن هناك اختلافًا في فروع الأديان السماوية الثلاث، إلا أنها متفقة في أصولها، مقترحا أن يسمى هذا الكتاب بكتاب السلوك والأخلاق. وتابع: "لا بد من ترك المجال للمتخصصين في وضع المادة التي يتناولها هذا الكتاب"، مؤكدا أن هذه الخطوة تدعم مفهوم المواطنة بين المسلم والمسيحي، فضلا عن التقارب بين الأديان". وقال سامح عبدالحميد حمودة، الداعية السلفي، إن مقترح الهلالي لا يجوز، فالإسلام يختلف عن النصرانية فكيف نجمع دينين مختلفين في كتاب واحد..؟ وأوضح عبدالحميد ل"المصريون"، أن المسلمين يُؤمنون بعيسى عليه السلام عبد الله ورسوله، والمسيحيون لا يُؤمنون برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يُؤمنون بالقرآن، والنصارى يُؤمنون بأن عيسى قُتل وصُلب، والقرآن ينفي ذلك (وما قتلوه وما صلوبه) فكيف نجمع بين النقيضين في كتاب واحد..؟ مؤكدا في الوقت ذاته، أن المسيحيين إخوة في الوطن وشركاء فيه. وطالب دار الإفتاء بالتعامل بحسم مع أصحاب الفتاوى والآراء الشاذة، قائلا: "على دار الإفتاء محاسبة سعد الهلالي على فتاواه الشاذة التي أضرت بسمعة الأزهر، وهو ما يُسبب الفتنة والبلبلة في المجتمع".