فيما تتواصل الحرائق في إسرائيل التي أدت إلى إجلاء عشرات الآلاف من منازلهم، ربط أزهريون بين ما وصفوه ب "العقاب الإلهي" وقرار سلطت الاحتلال بمنع الآذان في القدس لمنعها شعيرة من شعائر الله تعالى. وفي 13 نوفمبر 2016، أقرت اللجنة الوزارية الخاصة بالتشريعات مشروع قانون يمنع رفع الأذان عبر مكبرات الصوت في مساجد القدس والمناطق القريبة من المستوطنات وداخل أراضي فلسطين عام 1948، وذلك تمهيدًا لعرضه على الكنيست (البرلمان) لمناقشته والمصادقة عليه في ثلاث قراءات حتى يصبح قانونًا واجب النفاذ. وأعلن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو -الذي أخفق في تمرير قانون مماثل في لجنة التشريعات 2011- تأييده للمشروع قائلاً: "لا أستطيع أن أعدّ كم مرة توجه إلي مواطنون من جميع الشرائح وجميع الأديان واشتكوا من الضجيج والمعاناة التي يعيشونها". وأضاف أن "إسرائيل ملتزمة بحماية من يعانون من الضجيج الذي تسببه مكبرات الصوت رغم أنها "دولة تحترم حرية العبادة لأبناء جميع الأديان". واندلعت حرائق ضخمة، الأربعاء، في مدن عدة بدولة الاحتلال منها المناطق الحرشية غرب القدس وبالقرب من بلدة أبو غوش وأتت على العديد من المنازل باتجاه طريق تل أبيب - القدس. وصلت الحرائق أيضًا إلى منطقة باب الواد واللطرون، والتي يكافحها رجال الإطفاء، رغم الرياح التي تعرقل عمليتهم. وامتدت النيران إلى باب الواد واللطرون لم تشكل حتى الآن خطرا على البيوت والممتلكات، لكنها أتت على مئات الدونمات من الأراضي الحرجية. وقال الدكتور أحمد حسن غنيم، الأستاذ بكلية أصول الدين والدعوة بأسيوط جامعة الأزهر، إنه "لا شك في أن يكون ما يحدث في الكيان الصهيوني المحتل عذاب من الله عز وجل، على ما فعلوه تجاه الشعب الفلسطيني المسلم، وبما فعلوه تجاه العالم أجمع، بعد أن دأب بنو إسرائيل على الفساد والإفساد في الأرض". واستند غنيم في تصريحات إلى "«المصريون" على وجهة نظره بقوله سبحانه وتعالى: "لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون"، معتبرًا أن ما حدث "جزاء لهم على منعهم المسلمين من إقامتهم لشعائر دينهم لأن الله عز وجل يقول: "ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها". ولفت الأستاذ بجامعة الأزهر إلى أن "الله عز وجل ينصر أمته على أعدائها مهما طالت السنين ومرت العصور فانتصار الحق هو النهاية العادلة لكل صراع مهما طال زهو الباطل ويقول تعالى في كتابه العزيز: "هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولوكره الكافرون". من جهته، أرجع الدكتور أحمد محمد شبل، أستاذ الحديث بكلية أصول الدين جامعة الأزهر، الحرائق التي تشهدها دولة الاحتلال، إلى أنها "من المحتمل أن تكون عقابا وعذابًا من الله لهم، لأن النار تعد جندًا من جنود الله عز وجل يسخرها كيفما يشاء ووقتما يشاء". واستشهد في تصريحات إلى "المصريون" كلامه بقوله تعالى "وما يعلم جنود ربك إلا هو"، موضحًا أن الله عز وجل أرسل الريح على أعداء الله ورسوله في "غزوة الأحزاب" حتى اقتلعت خيامهم وألقى الرعب في قلوبهم حتى أيده الله بنصره ورجعوا خائبين. وأشار إلى أنه "لا يجب حمل هذا الأمر كليًا على أنه عقاب من الله عز وجل، معللاً ذلك بأن "الكيان الصهيوني فعل ما هو أشنع وأبشع من ذلك حيث قتل الأطفال الأبرياء والنساء حتى الشيوخ والضعفاء لم يرحمهم مع أن ذلك كله من موجبات عذاب الله". وقال الدكتور محمد عبد العاطي، رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية جامعة الأزهر، إن "الحرائق التي تشهدها دولة الاحتلال لون من ألوان عذاب الله سبحانه وتعالى، وإن الآيات القرآنية التي نزلت في عذاب الأمم والأقوام السابقة كثيرة جدًا"، مشيرًا إلى أن "الله لا ينزل العذاب على هؤلاء إلا بسبب جرم عظيم ارتكبوه في حق البشر وفي حق خالقهم". وأضاف عبدالعاطي ل "المصريون"، أنه "من المحتمل أن يكون الله عز وجل قد صب عليهم غضبه فأرسل عليهم هذه النيران التي تأكل الزروع والثمار وتهلك الحرث والنسل، مدللاً على ذلك بقوله تعالى في سورة العنكبوت:" "فكلاً أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون". وأشار إلى أن أمة الإسلام هي الأمة الوحيدة المحصنة من هذا اللون من العذاب ومن هذه الآيات الكونية، مدللاً بقوله تعالى:" وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون".