يستمر الخلاف السياسي بين مصر والسعودية، أكبر قوتين في الشرق الأوسط حول الملفات الإقليمية، وكان أبرز هذا الخلاف الذي تفجر مع إعلان الرياض استيائها من تصويت القاهرة أخيرًا في مجلس الأمن إلى جانب مشروع القرار الروسي، ووقف شركة "أرامكو" السعودية لإمدادات البترول إلى مصر خلال الشهريين الماضيين، وهذا الخلاف استغلته إيران في إعادة فتح العلاقات من جديد مع القاهرة، التي تأثرت كثيرًا بهذا الأزمة من الناحيتين الاقتصادية والسياسية بالداخل والخارج . ورفعت إيران، الستار عن استعدادها لإقامة علاقات قوية من النظام الحاكم بشكل رسمى، حيث أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية، أمس الاثنين، أن بلاده على استعداد لإقامة علاقات مع مصر عن طريق تسوية الخلافات حول بعض القضايا، وذلك بحسب ما نقلت عنه وكالة "تسنيم" الإيرانية. وقال باهرام قاسمي، في المؤتمر الصحفي الأسبوعي: إن "مصر دولة قائدة في العالم الإسلامي"، مشيرًا إلى أن إيران تفضل العلاقات الأخوية بين كل الدول الإسلامية، مضيفًا أن النظام الإيراني يرغب في إقامة علاقات مع مصر وشعبها في ظل ظروف أفضل حتى تكون هناك استفادة لكلا البلدين. ووجَّه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية مزيدًا من الانتقاد للمملكة العربية السعودية بسبب تكثيف تحركاتها ضد إيران في منظمة التعاون الإسلامي في الأسابيع الأخيرة، قائلًا: إن "مثل هذه التحركات المعادية مستمدة من المشاكل الداخلية والخارجية للنظام في الرياض". وأضاف "لدينا علاقات جيدة مع الدول العربية والإقليمية، ويقولون لنا إنهم تحت ضغط عنيف من المملكة العربية السعودية لتبني مواقف معادية لإيران"، منوهًا أن بلد مثل السعودية ليس من المتوقع أن تعتمد نهجًا عقلانيًا في الوقت الحاضر، وهي مؤسسة ومصدر للإرهاب، كما أنها غارقة في الأزمات وفشلت في تحقيق أي شيء في حربها في اليمن". ورأي الدكتور يسري العزباوى، الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن طهران تريد إقامة علاقات مع مصر بأى شكل من الأشكال، خاصة وأنهما بلدان أصحاب حضارة، فضلاً عن تقارب وجهات النظر السياسية حيال الكثير من الملفات والأزمات في المنطقة، كما أن مصر ليس لديها أي تخوفات من مسألة التشيع وتصدير الثورة الإيرانية . وأضاف العزباوى ل" المصريون"، أن مصر يمكنها الاستفادة من طهران في المجالين الاقتصادي والنووي، خاصة أن إيران اثبت خلال الفترة الأخيرة أنها متفوقة في هذا المجال وبالتالي ستقوم بمساعدة مصر في تطوير القدرات النووية، موضحًا أن إيران ستعوض مصر من النفط الذي قطعته المملكة بعد الأزمة الأخير بينهما. ونوه الخبير السياسي، إلى أن التقارب الذي سيتم خلال الفترة المقبلة بين مصر وإيران سيكون له تأثير سلبي على المملكة مما يزيد من الأزمة بين الرياضوالقاهرة، موضحًا أن العلاقات المصرية الإيرانية هي في مصلحة العرب جميعًا. ومن جانبه قال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن تصريح إيران الأخير يعطى الضوء الأخضر للقاهرة في فتح القنوات الدبلوماسية بين البلدين وتبادل اللقاءات والزيارات بينهما لتحسين العلاقات بين الدولتين بعد الأزمة التي تمر بها العلاقات المصرية السعودية. وأضاف نافعة ل " المصريون"، أن مصر ستستفيد من تقاربها من طهران، وخاصة أنها كانت قريبة للغاية من دول الخليج خلال الفترة الماضية، وهذا التقارب لم يجد مصر نفعًا، لذلك كان علينا التحالف مع إيران، لأن إيران لها ثقل في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدًا أن هذا التقارب سيغير الكثير بالمنطقة في ظل التغيرات التي تشهدها العالم.