أعربت الأممالمتحدة، اليوم الاثنين، عن قلقها إزاء تقارير أفادت بمقتل 28 من مسلمي الروهينغا، في غارات نفذها جيش ميانمار على قرى في إقليم أراكان، غربي البلاد. وطالبت الأممالمتحدة ب"ضرورة التزام السلطات في ميانمار باحترام القانون الدولي وحماية المدنيين". وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، في تصريحات للصحفيين بمقر المنظمة الدولية في نيويورك "نحن قلقون للغاية إزاء التقارير التي تحدثت عن أعمال عنف في إقليم أراكان، ونريد من جميع الأطراف ممارسة ضبط النفس من أجل خفض حدة العنف". وأكد "حق" أن "مكتب الأممالمتحدة في ميانمار على اتصال مع السلطات هناك، ونحن ندعو إلى ضرورة التزام الهدوء في تلك اللحظات". وقتل 28 مسلما روهينغيا، جراء غارات نفذها الجيش الميانماري على قرى إقليم أراكان الذي يشهد اشتباكات متواصلة منذ الهجمات على مراكز شرطة في أكتوبر/ تشرين اول الماضي. وذكرت وسائل إعلام رسمية ميانمارية، أن الغارات جاءت بعد مقتل عسكريين اثنين و6 مهاجمين، في كمين نصب لدورية عسكرية في الإقليم، السبت الماضي. بدورها، ذكرت قناة "بي بي سي" البريطانية، أن الحكومة الميانمارية أقرت استهداف مروحياتها العسكرية لقرى المسلمين في أراكان. وردا علي أسئلة الصحفيين بشأن موقف الأمين العام للأمم المتحدة من مقتل مدنيين مسلمين علي أيدي قوات الجيش الميانماري، قال حق: "نحن لا نستطيع أن نتحقق من تلك التقارير، ونطالب سلطات ميانمار بالحذر وحماية المدنيين واحترام القانون الدولي". من جهة أخرى، أفاد ناشطون مدافعون عن حقوق مسلمي الروهينغا، أن الحكومة الميانمارية تعمل على تهجير المسلمين من أراكان ب"شكل ممنهج". إلى ذلك، كشف تقرير نشرته منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن الصور التي التقطتها الأقمار الاصطناعية بين 22 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، و10 نوفمبر/ تشرين ثاني الحالي، تظهر حرق 430 منزلا في الإقليم. وجددت الأممالمتحدة، في التاسع من نوفمبر/تشرين ثاني الحالي، دعوتها سلطات ميانمار بفتح تحقيق مستقل حول ادعاءات تتعلق ب "اغتصاب جنود ميانماريين نساء مسلمات في أراكان ثم قتلهن". وفي 8 أكتوبر الماضي، اقتحم نحو 400 مسلح، يحملون بنادق وسكاكين ومتفجرات، 3 مراكز شرطة في بلدتي "ماونغداو"، و"ياثاي تايونغ" في أراكان، ما أسفر عن مقتل 4 جنود، و9 من أفراد الشرطة إضافة إلى سرقة عشرات الأسلحة وآلاف الذخائر. وأطلق الجيش حملة عسكرية، عقب الهجمات، شهدت أعمال عنف، واعتقالات واسعة في صفوف سكان الولاية. وتشهد الولاية حالة من القلق مع استمرار العملية العسكرية، لملاحقة أعضاء منظمة "مجاهدين أكا مول"، التي حملتها الرئاسة الميانمارية مسؤولية الهجمات. ويعيش نحو مليون من مسلمي الروهينغا، في مخيمات بولاية "أراكان"، بعد أن حُرموا من حق المواطنة بموجب قانون أقرته ميانمار عام 1982، إذ تعتبرهم الحكومة مهاجرين غير شرعيين من بنغلاديش، بينما تصنفهم الأممالمتحدة ب "الأقلية الدينية الأكثر اضطهادًا في العالم. ويُعرّف "المركز الروهينغي العالمي" على موقعه الإلكتروني، الروهنغيا بأنهم "عرقية مضطهدة في إقليم أراكان منذ 70 عامًا، وقد مُورس بحقها أبشع ألوان التنكيل والتعذيب، حيث تعرضت للتشريد، والقتل، والحرق". ومع اندلاع أعمال العنف، ضد مسلمي الروهينغا، في يونيو/حزيران 2012، بدأ عشرات الآلاف منهم بالهجرة إلى دول مجاورة، على أمل الحصول على فرص عمل؛ ما أوقعهم في قبضة تجار بشر.