المدير التنفيذي لجمعية الصداقة المصرية اليابانية ل"المصريون": الموظفون فى مصر يحتاجون لثورة ثقافية.. والتعليم فى اليابان حق للجميع فقيرًا وغنيًا أخدم بلدى من اليابان.. و"لو كنت فى مصر كان زمانى قاعد على القهوة" الظروف الأمنية أثقلت كاهل الدولة.. ولا يجب أن نلقى اللوم عليها التعليم فى حاجة لبرامج متخصصة لإنقاذه طالب الدكتوراه فى اليابان بيشتغل فى محطات البنزين أكد الدكتور حسين زناتي، المدير التنفيذى لجمعية الصداقة المصرية اليابانية، أن هناك فرقًا فى ثقافة التعامل مع الكوارث بين مصر واليابان، وقلة الإمكانيات ظلمت المواطن المصري. وقال زناتي، فى حواره مع "المصريون"، إن الموظفين فى مصر يحتاجون لثورة ثقافية، والتعليم فى اليابان حق للجميع فقيرًا وغنيًا. وإلى نص الحوار.. ** فى البداية.. ما الدور الذى تقوم به جمعية الصداقة المصرية اليابانية فى تنمية المجتمع المصري؟ جمعية الصداقة المصرية اليابانية منذ تأسيسها عام 1970، وعلى مدار 46 عامًا وهى تسعى أن تكون حلقة وصل بين الثقافة المصرية والثقافة اليابانية، فتقوم بإعادة تأهيل الطلبة وتعريفهم بالثقافة والحياة فى اليابان، فتقوم الجمعية بتقديم دورات تدريبية قبل سفرهم إلى اليابان، بالإضافة إلى أنشطة وفعاليات اجتماعية تقيمها الجمعية داخل الجامعات المصرية، عن طريق برتوكول مشترك مع الجامعات المصرية، مما ساعدنا على زيادة عدد المبتعثين إلى اليابان عن طريق الجمعية، فنحن نقوم بتبادل ثقافى اجتماعى علمى بين البلدين. ** كيف ترى الفرق بين المصريين واليابانيين خاصة أننا لم نستطع النهوض بالدولة إلى صفوف الدول المتقدمة؟ يجب أن تعلمي.. أن المقارنة هنا فيها ظلم كبير للمصريين، لأن كل منا له طاقته، لذلك لا نستطيع أن نعمم تجربة اليابانيين على المصريين، فإذا كان يوجد لديك إمكانيات بشرية دون إمكانيات مادية، فلن تستطيع أن تحقق شيئًا مما تحلم به وسيحدث لك إحباط، لذلك لا نستطيع أن نعاتب المصري. **اليابان بعد الحرب العالمية الثانية كانت مدمرة.. عن أى إمكانيات نتحدث؟ الجميع يعلم أن أساس التنمية اليابانية هو التعليم، فهو أساس أى تطور وصل إليه اليابانيين، فلدينا فى اليابان بنية تحتية من التعليم قوية جدًا، بمعنى أننا نجد تكافؤ الفرص فى التعليم، فنجد الإمكانيات فى مدرسة فى قرية عدد طلابها لا يتجاوز 4 أفراد، تماثل الإمكانيات المتوفرة فى المدرسة فى المدن الكبرى. **من السبب فى النهضة اليابانية هل..؟ مقاطعًا.. كما نعلم أن الحكومة اليابانية بنيت على أساس قوى فى التعليم، وبالتالى عندما تحدث كارثة فى المجتمع الياباني، نجد اليابانى يستطيع أن يتعامل معها لأنه تم تدريبه على التعامل مع الكوارث، أما فى مصر عندما تحدث كارثة لا يعلمون طريقة الوقاية منها، أو كيفية التعامل معها، فثقافة التعامل مع الكوارث ليست موجودة لدى المصريين، وكل ما نستطيع أن نفعله أن نقوم بإلقاء اللوم على الحكومة. ** ما سبب أنه ليس لدينا القدرة على التعامل مع الكوارث على عكس اليابان؟ ذلك لأن النظام فى اليابان نفسه يدعم ذلك، فهم لديهم خطة واضحة للتعامل مع الأزمات، وكذلك مجموعات عمل داخل المحليات للتدريب على إدارة الكوارث، لكن فى مصر لا أعلم كيف يتعاملون مع الكوارث. **هل تقصد أننا نتعامل بعشوائية مع الكوارث؟ ليس بهذا الشكل، ولكن يمكن القول بأنه ليس هناك رؤية واضحة فى التعامل مع الكوارث. ** ما الذى ينقصنا حتى يكون لدينا تعليم قوى مثل اليابان؟ تطوير التعليم لا يحتاج "الآيباد"، فالنهضة التعليمية فى اليابان بدأت بالتعليم التقليدي، وهو كيفية تأسيس الطفل على المبادئ، فتجد برامج خاصة لكل مرحلة، وهذه البرامج ليست عشوائية، لكنها برامج لها أهداف محددة يتم الوصول إليها، فتجد المدارس فى اليابان عبارة عن عائلة، تعلم طلابها كيف يتعامل مع الطبيعة، وكيف ينتج، وكيف تنمى قدرات الطالب من صغره، "فليس لدينا طالب يهرب من المدرسة ولا ينط من على السور" ولذلك فكرة التنمية فى مصر تحتاج لثورة ثقافية للموظفين فى مصر. **كيف نصنع الثورة الثقافية؟ نصنع هذه الثورة الثقافية عن طريق برامج خاصة للخريجين يقوم بتصميمها أساتذة الجامعات حتى أعطيه فرصة ليساعد المجتمع.. ويتوقف عن إلقاء اللوم على الدولة، لأن لدينا ظروفًا أمنية فى البلد يجب احترامها. **ما علاقة التعليم بالظروف الأمنية؟ موضوع التعليم مسؤولية الوزير وفريق العمل الذى يعمل معه، فيجب أن يعلموا أن وزارة التربية والتعليم ليست مجرد امتحانات فقط، ويجب أن يكون هناك برامج من المتخصصين للنهوض بالتعليم، فهل من المعقول أن تظل الثانوية العامة مشكلة تؤرق الشعب المصرى منذ 40 عاما. **هل نتوقع فى الفترة القادمة أن يكون هناك برتوكول تعاون مع وزارة التربية والتعليم فى تطوير المناهج؟ لا نستطيع تطوير المناهج، ولكن يمكن أن نقوم بعمل برتوكول تعاون فى مجال الأنشطة كتدريب المدرسين فى الأماكن النائية. ** لكن نحن لدينا مشاكل فى المناهج التعليمية؟ بالطبع.. ونحتاج تغييرًا فى المناهج.. وأيضا يجب أن نهتم بالمجال التنموي. ** كيف نحدث تنمية والشباب محبط؟ هناك فئة من المتفائلين.. ونستطيع أن نقوم بتغيير أفكارهم. **كيف نستطيع بتغيير هذه الأفكار؟ نحن نعلم.. إنه من السهل أن نقوم بإلقاء اللوم على المسئولين، لأننا لا نريد أن نكتشف عيوبنا، "فالشباب فى مصر عايز يشتغل على مكاتب يابلاش"، فهو يرفض العمل الحرفي، ولكن طالب الدكتوراه فى اليابان تجده يعمل فى محطة البنزين وهذا هو الفارق الذى يصنع التنمية، فالله لم يخلق اليابانيين هكذا، ولكنهم صنعوا ثقافتهم وحضارتهم بأنفسهم لأنهم أردوا النهضة، فاليابانيون جاء عليهم الوقت كانوا يأكلون أوراق الشجر من الجوع، لذلك نجد نسبة كبيرة من كبار السن لديهم أمراض سرطانية بسبب ذلك. ** هل تقصد أن الشعب المصرى هو السبب.. ؟ مقاطعًا.. المصريون قاموا بأعظم ثورة فى تاريخ البشرية.. ثم ماذا بعد الثورة.. لذلك أتمنى من كل مسئول أن يشاهد أوبريت "همى يا مصر". ** ما هدف هذا الأوبريت؟ إعادة تفكير والتخطيط للمستقبل خطوة بخطوة. **كيف نخطط ؟ أن نقوم بعمل لجان شعبية لتطوير المجتمع، رغم علمى أن الناس محبطة وأن الصورة أمامهم غير مكتملة لكن نحن لدينا كارثة ويجب أن نتعامل معها. ** لماذا سافرت إلى اليابان ولم تحاول تنمية مصر من خلال موقعك؟ أنا أقوم بخدمة مصر أكثر من خلال تواجدى فى اليابان، فقمنا بزيادة عدد البعثات إلى اليابان، بالإضافة إلى المشاريع الاجتماعية والثقافية التى نقوم بها، "لو كنت فى مصر كان زمانى قاعد على القهوة دلوقتي".