دخل مديري ... يسألني هل سمعت عن مشروع الفاتح في تركيا ...فبادرته قائلاً : .. وما هو ... فقال لي ادخل على محرك البحث جوجل لتقرأ عنه . ونظراً لإرتباط اسم الفاتح بالثورة الليبية التي قادها معمر القذافي في ستينيات القرن الماضي ... فقد استغربت من ارتباط الإسم بمشروع تنموي تركي ... وزادني الفضول رغبه في معرفة تفاصيل المشروع . فبدأت البحث ووجدت أن مشروع الفاتح العظيم هو ثورة مثل الثورة الليبية تماماً ... لكنها ثورة تعليمية , وليست سياسية . فمشروع الفاتح العظيم هو عبارة عن قيام الدولة بتوزيع عدد من الآيباد IPADs - ولمن لا يعرف الآيباد فهو تقنية حديثة تشبه كثيرا اللابتوب ولكنه أصغر حجما وأقل سمكاً ويعمل باللمس Touch Screen ، كما أنه يسهل حمله جداً ، خاصة للصغار. فما هي قصة الآيباد إذن وارتباطها بثورة التعليم في تركيا، والتي تم تسميتها بمشروع الفاتح . لقد قررت الدولة التركية توزيع 15 مليون جهاز آيباد على الطلبة بالإضافة إلى مليون جهاز آخر على المدرسين ، ليصبح الإجمالي 16 مليون جهاز يخدم العملية التعليمية من مهدها وحتى التخرج . وبعد قيام الحكومة التركية بتوزيع الكتب المدرسية على الطلاب هذا العام ، ستقوم بتوزيع كتب الكترونية في السنة الدراسية القادمة . هذا ما صرح به رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عند إطلاقه مشروعه التعليمي باسم "مشروع الفاتح" تيمنا بالقائد العظيم "محمد الفاتح"؛ الذي سيتم من خلاله الإنتقال بالتعليم المدرسي التركي إلى العالم الرقمي؛ حيث ستوزع الحكومة الحاسوب اللوحي المعروف باسم آي باد (iPad) مشمولاً ببرنامج "الفاتح"، على 15 مليون طالبٍ ومليون مدرّس مجاناً، وستقوم بتركيب ألواحٍ ذكية –بدلاً من الألواح السوداء- في 260 ألف صف مدرسيّ، ومن المتوقع ان يشمل التوزيع الولايات ال 81 جميعاً خلال السنوات الأربعة القادمة، لينقل أردوغان بذلك تركيا إلى عالم التقنية والحداثة. هذا ويُعدّ مشروعُ الفاتحِ أكبرَ مشروعٍ استثماريٍّ في مجالِ التربيةِ والتعليمِ في تاريخِ الجمهوريةِ التركية، حيث تقدّر كلفته بسبعة مليارات دولار، تم إحالته إلى الشركات. ويؤدي هذا المشروع إلى إنقاذ الطالب من حمل الكتب الكثيرة؛ إذ سيتمكن من الحصول على جميع الكتب المدرسية من حاسوبه اللوحي. ما أثار دهشتي أكثر هو ضرورة توفير بنية تحتية من شبكات لاسلكية WiFi ، وخبرة بالتعامل مع تكنولوجيا المعلومات من جانب المدرس والطالب على حد سواء ، وما يستلزمه ذلك من وجود بريد الكتروني لكل طالب ومدرس . أيضاً الانتقال باستراتيجية التعليم من الوصف المكتوب الى الصور ومقاطع الفيديو ةاستخدام الموسوعة العلمية " Wikipedia " للحصول على مصادر علمية موثقة لكل معلومة . أذهلني كذلك أن الطالب سيكون بمقدوره معرفة الأشكال الهندسية المتعددة ثنائية وثلاثية الأبعاد ، وكذلك العلوم الجغرافية التي ستمكن الطلب من رسم خرائط أي دولة بمجرد الدخول الى مواقع مثل جوجل ايرث " Google Earth " ؛ ليشاهد دولته بالكامل وحدودها الجغرافية بنظرة واحدة من خلال مواقع دعم نظم المعلومات الجغرافية . في الواقع انها نقلة علمية كبيرة ، بل قل ثورة علمية كبيرة ستنقل الأجيال القادمة للأتراك في مصاف الدول الأكثر تقدما ً على مستوى العالم ، تفوقت بها تركيا حتى على اليابان والغربين الأوربي والأمريكي . كلمة أخيرة .... سُئِل رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان كيف حَوّل ميزانية تركيا من عجز إلى فائض فأجاب بكل عفوية : لأنني لاأسرق"............ ذلك هو النموذج التركي يا قادة مصر ، ونحن مازلنا نحرق مجمعاتنا العلمية ، ونسرق تاريخنا وحضارتنا من خلال سرقة الآثار المصرية ، ومازالت السبورة والطباشير هما أدواتنا في تعليم أبناؤنا ... والله المستعان . [email protected]