شن إعلاميون موالون للسلطة الحالية، هجومًا حادًا على الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية السابق؛ على خلفية بيانه الذي أصدره أمس ووصفه ب"التوضيح الموجز" للفترة التي تلت أحداث الإطاحة بمحمد مرسي، في 3 يوليو 2013، متهمين إياه بالعمالة والخيانة. إذ اتهم الإعلامي خالد صلاح، البرادعي بالعمالة والخيانة، وذلك بسبب بيان الأخير، قائلا: "البرادعي يلعق أحذية الغرب وأمريكا، ولا يظهر إلا وقت الأزمات في مصر". وأضاف خلال تقديمه برنامج "على هوى مصر" على فضائية "النهار" قائلا: "البرادعي سابنا في وقت الأزمة وهرب على أمريكا يعني الراجل ده خاين". وتابع: "البرادعي لم يقدم لمصر إلا مجموعة تغريدات على تويتر، وكان بيتعامل بالجزمة مع كل الناس، وفشل في لم شمل الشباب حوله، وكان سبب في تفكيك جبهة إنقاذ مصر". فيما رأى الإعلامي تامر أن "البرادعي يصطاد في المياه العكرة"، مضيفا: "لازم أوجه التحية له لانتقاله من التغريدات على تويتر إلى التدوينات على فيسبوك"، مشيرًا إلى أن "الراجل بيعاني حالة من الفراغ". وتابع أمين عبر برنامجه "الحياة اليوم" المذاع على فضائية "الحياة": "البيان يحمل الكثير من المعاني، منها، أنه قد يكون تحريضيًا قبل 11/11، أو اعتزال ورحيل من الحياة السياسية"، متابعا: "حاول مرة تانية يا بلبل و11 نوفمبر مش هتفرقع غير في وشكم". كما هاجم أحمد موسى، مقدم برنامج "على مسئوليتي" على فضائية "صدى البلد"، البرادعي، قائلاً: "إن بيان البرادعي كله تزوير وافتراءات بهدف توريط الدولة"، مشيرًا إلى أن البرادعي يريد أن يعطي الإخوان قبلة الحياة، وأنه ما زال مستمرًا في نشر الأكاذيب عن الجيش والترويج لها". وأشار موسى "إلى أن البرادعي كان خائنًا، وكان يعي جيدًا أن اعتصام رابعة العدوية مسلحًا"، متسائلًا: "لماذا خرج البرادعي بشهادته الكاذبة عن اعتصام رابعة حاليًا؟، خاصة أن الجماعة رفضت جميع سبل المصالحة التي عرضتها عليهم الدولة قبل فض اعتصامي رابعة والنهضة". وانتقد الكاتب الصحفي، مصطفى بكري، بيان البرادعي قائلا: "كان يقابل كاثرين أشتون وجون ماكين وحيدًا واعترض على وجود سكرتيرة من الرئاسة، وأنه هو الوسيط بين المعزول محمد مرسى والمجلس العسكري، بالإضافة إلى أنه كان يحرض المجتمع الدولي للضغط على المجلس العسكري"، قائلا: "كان يلعب دورا تخريبيا في ذلك الوقت لصالح جماعة الإخوان". وأكد بكري خلال اتصال هاتفي ببرنامج "عين على البرلمان" قائلا: "إنه كان يعلم أن اعتصام رابعة مسلحًا واتخذ من هذا الأمر ذريعة حتى يذهب عن السلطة لكونه كان يطمح لأكبر من ذلك"، وتابع: "بيانه هذا يقصد منه أن يقول للإخوان أنا مازالت موجود اعتقادًا منه أن الدولة ستسقط في 11/11، وأن الإخوان سيعودون، الآن هو يقدم أوراق اعتماده للإخوان ويقول لهم سامحوني واعذروني واقبلوا توبتي". أما الإعلامي جابر القرموطى فقد وجه اللوم للبرادعي على البيان، متسائلا: "لماذا يصدر البرادعى هذا البيان في هذه اللحظة، ولماذا يدين من كانوا على رأس الحكم في مصر الآن رغم أن وسائل الإعلام تنتظر أحاديثه وردوده منذ عام 2009، فالمسألة باتت وجهات نظر، والأمر برمته سيصبح ملكًا للتاريخ". وتابع القرموطى عبر برنامجه "مانشيت القرموطى"، بفضائية "العاصمة الجديدة" قائلا: "عندما ترك حزب الوفد قديمًا الحكم في مصر هل قام بتفجيرات أو اغتيالات، وعندما أسقط الضباط الأحرار حكم الملك فاروق، هل ظهر تابعو الملكية ومحبوها ليقوموا بثورة لتفجير المنشآت، وقتل شخصيات عامة، فكل ما يتعلق بالتفجيرات والتحريض والقتل، لا يأتي إلا من الإخوان والمنتسبين والمحبين لهم، إيه اللي حصل يعنى لما سبتوا الحكم، الدنيا اتهدت؟". وشن محمد الغيطي المعروف بولائه الشديد للسلطة الحالية، هجوما لاذعا على البرادعي، قائلًا: "أنت بتجمل الإخوان، دا أنت ما كنتش بردعة الإخوان، دا أنت طلعت جحش الإخوان". وأضاف الغيطي، خلال برنامجه "صح النوم" المذاع على فضائية "ltc": "البرادعي هو السبب الرئيسي في ثورات الربيع العربي حيث كان المسئول عن دخول أمريكا للعراق"، متابعا: "أنت مُصر تستفزني علشان أهزقك، مين اللي جعلك تتحدث باسم المصريين، لو طالوك هيقطعوك نساير"، بحسب تعبيره. من جانبه، قال الدكتور أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن ما يفعله هؤلاء الإعلاميون من أجل تحقيق مصالح شخصية. وأضاف دراج ل"المصريون"، أن هؤلاء الإعلاميين مصنفون بين جاهل ومنتفع وصاحب مصلحة، مبينًا أن التاريخ شهد الكثير من أمثال هؤلاء الإعلاميين، فهم مثل الطحالب يعيشون على أنقاض الآخرين. وقال هشام قاسم، الخبير الإعلامي، إن "هذا الأمر المصري دليل واضح على غياب المهنية التامة"، مضيفًا: "الإعلاميون في مصر أصبحوا في الفترة الأخيرة لا يمارسون أي شيء لا من قريب ولا بعيد عن الإعلام؛ بل تحولوا لساسة ينطقون باسم الحاكم". وتابع ل"المصريون": "الكثير من الإعلاميين أصبحت مهمتهم الدخول في اشتباكات سياسية مع كل من يعارض النظام القائم من أجل إرضائه"، متابعًا: "هذه الأشكال من الإعلاميين لا بد أن يجلسوا في بيوتهم لأن هذا يعد أكرم لهم وللمواطنين".