لكى يثبت نادر بكار أنه سياسى معاصر، يقدم تنازلات باسم حزب النور الذى حقق ثانى أكثرية فى مجلس الشعب بفضل خلفيته الإسلامية. ولكى ينال خيرت الشاطر الرضا الأمريكى عن وصول جماعة الإخوان للحكم، جلس مع الصهيونى السيناتور جون ماكين أعدى أعداء استقلال مصر وخرجا سمنًا على عسل! نادر بكار السلفى، الذى يتجه بسرعة طائرة أسرع من الصوت نحو اللبرلة، أى التحول لليبرالية إرضاء لمحمد أبو حامد صاحب هرتلة الخرطوش ونائب الحمار زياد العليمى.. ويبدو أنه أعجبه مديح يكال لانفتاحه، وحضوره أفراحهم والجلوس وسط مجتمعاتهم المخملية، فراح يظهر مواقف لن تكون فى صالح حزبه على الإطلاق، وحتى الليبراليين يسخرون الآن من تحولاته الفكرية ويرمون بها كل الإسلاميين. يمارس ديكتاتورية غير مقبولة نحو ممثلى حزبه فى مجلس الشعب، فقد انتقدهم لأنهم لم يصوتوا لصالح مطلب النواب الثلاثين بإحالة مصطفى بكرى للتحقيق بشأن قوله بأن البرادعى يحرض العملاء ضد مصر، وكتب بكار على صفحته بأن ما فعله بكرى يستوجب الإدانة. فى حدود معلوماتى المتواضعة، لا يتولى البرادعى أى منصب رسمى كالمشير طنطاوي، فإذا كان يشعر أن بكرى أهانه فليتقدم ببلاغ ضده. مجلس الشعب ليس جهة قضائية يا صاحب الكاريزما! نادر بكار ضيف شبه دائم على برامج توك شو يديرها مناوئون لصعود الإسلاميين، وهذه حريته الشخصية، لكنه ليس حرًا فى أن يهاجم نوابا انتخبهم الشعب ويتأسف عن آرائهم تقربًا منه لهؤلاء. قد يغفر له أنه حديث عهد بالسياسة، أبهجته أضواءها، ولعله يكتسب بمرور الزمن الإحساس بقيمة الثبات على الموقف وقوة الشخصية. وإلا سيأتى يوم يحقق فيه مع كل نواب حزب النور لأنهم يخالفون ليبرالية بكار! أما خيرت الشاطر فأنا لا أعارض جلوسه مع ماكين الذى يقود حربا ضروسا ضد استقلال القضاء المصرى، وهدد القاهرة بقطع المعونة. يعنينى فقط هل تفاوض ماكين مع الإخوان للمساعدة فيرفع حظر السفر عن الأمريكيين التسعة عشر وإنهاء قضية التمويل الأجنبي؟ حدث لغط طوال ليلة الأربعاء عن الشخص المجهول الذى تدخل فى سيادة القضاء، وقام برفع الحظر الذى لا تملكه إلا المحكمة، وقد نفاه النائب العام عن نفسه.. هذا الشخص المجهول رمى بسمعة مصر فى الوحل، واكتملت الفضيحة بما تردد عن وصول طائرة عسكرية أمريكية إلى إحدى القواعد الجوية لنقل المتهمين التسعة عشر.. سيناريو أعطى انطباعا بأن الحميمية التى تخللت لقاء الشاطر وماكين، طمأنت الشخص المجهول وأعطته الضوء الأخضر، فعقب ذلك اللقاء خرج ماكين ثم هيلارى كلينتون بتصريحين متعاقبين بأن القضية ستحل قريبًا. سأقول لكم سرًا لا يعلمه الإخوان خاصًا بمقايضة الجاسوس الإسرائيلى عزام عزام بمصريين مسجونين فى إسرائيل. لقد ظل مبارك يتباهى باحترامه لقدسية القضاء أمام الضغوط الأمريكية والإسرائيلية، ولكنه خدعنا وخدعونا عندما وضعوا خطة تغسل ماء وجهه أمام الرأى العام، وذلك بتسفير عدد من الطلاب إلى إسرائيل بدون تأشيرة، والقبض عليهم هناك، وهكذا تمت مسرحية المقايضة. أنهى مقالى بما كتبه الأستاذ فهمى هويدى قبل يومين عن لقاء السيناتور جون ماكين ونائب مرشد الإخوان خيرت الشاطر "إذا أحسنا الظن فسنقول إن كلا منهما كذب على الآخر، علما بأن السيناتور ماكين ليس مضطرا إلى الكذب.. أما إذا أسأنا الظن فسنقول إن نائب مرشد الإخوان سلم للرجل بما يريد وطمأنه إلى أن حكومة الإخوان لن تسبب أى أزعاج لا للأمريكان ولا للإسرائيليين.. وهو ما أتمنى ألا يكون صحيحا". [email protected]