قالت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، إن قائمة أولويات المرشحة الديمقراطية للرئاسة "هيلاري كلينتون" ستخلو من الرئيس "عبد الفتاح السيسي" حال انتخابها، فمن غير المرجح أن تكون أول مكالمة ل"كلينتون" من داخل البيت الأبيض ل"السيسي"، مؤكدةً أن القائمة الأولية للاتصالات الهاتفية التي ستجريها المرشحة لا بد أن تكون وثيقة الصلة بالمجتمع الدولي. ونقلت الصحيفة عن مستشار حملة "كلينتون"، أنها تخطط من الآن لما ستفعله بمجرد فوزها، من طمأنة للحلفاء وردع للأعداء، ومحاولة إصلاح ما أفسدته تصريحات منافسها "دونالد ترامب"، مشيرةً إلى أن أكبر تساؤل سيواجه "كلينتون" بعد استقرارها في البيت الأبيض هو لمن تكون محادثتها الهاتفية الأولى؟ الجميع يريد أن يكون في قائمة أولويات "كلينتون"، والعامة يشتعل فضولهم لمعرفة أي دولة ستقوم "كلينتون" بزيارتها الأولى. وذكرت "بوليتيكو" أن لقاء "كلينتون" الأخير بالرئيس "عبد الفتاح السيسي" على هامش فعاليات الجمعية العامة كان مثالًا واضحًا للعلاقات المعقدة بين البلدين، ففي الوقت الذي تصف فيه "السيسي" بالحاكم الديكتاتوري النمطي الذي ينتهك حقوق الإنسان، إلا أنها غير مستعدة لخسارة علاقتها معه كونه حليفًا قويًا لأمريكا في حروبها ضد الجماعات الإسلامية المتطرفة. ورجحت "بوليتيكو" أن فوز "كلينتون" بالرئاسة أصبح مجرد عملية وقت، فعلى الرغم من كونها وزيرة الخارجية السابقة لإدارة أوباما التي مزقت الشرق الأوسط وحولته إلى حروب وصراعات لا تنتهي، ولكن أسلوب "ترامب" المعادي للمهاجرين والمسلمين أكسبه كثيرًا من العداوات مع الشرق، حتى مع البلدان التي لم تشكك من قبل في كون الولاياتالمتحدة حليفًا لها، مثل اليابان والمكسيك. وقال "كارلوس غوتيريز" الذي خدم كوزير تجارة في عهد الرئيس الأمريكي "جورج بوش" إن زيارة "كلينتون" الأولى لا بد أن تكون للمكسيك، فبالإضافة لكونهما "جيران"، فهي أيضًا ثالث أكبر شريك تجاري لأمريكا، وعنها لا بد من تقوية العلاقة بين البلدين خاصةً بعد التصريحات المهينة ل "ترامب" ووصفه المهاجرين المكسيكيين بالمغتصبين، معتبرًا أن الخطابات لا تهم كثيرًا وإنما الزيارات الرسمية هي التي تحدد طبيعة العلاقات الخارجية بين البلاد.
من جانبه عبر رئيس مجلس العلاقات الخارجية بشيكاغو "إيفو دالدر" عن خوفه من أن تقع "كلينتون" في الفخ الذي سبقها إليه رؤساء أمريكيون بالظن أن الشرق الأوسط يمثل أولوية، واضعًا نفسه مكان الرئيس القادم، قائلا: أول ما كنت سأفعله هو وضع استراتيجية محددة للأولويات المهمة حقًا، وفيها تأتي دول آسيا في المرتبة الأولى، تليها أوروبا، ثم نبدأ النظر في مشاكل الشرق الأوسط حينها.