قالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، إن تصويت الكونجرس الأمريكي، بغرفتيه الشيوخ والنواب، ضد «فيتو» الرئيس أوباما، برفض قانون «رعاة الإرهاب» الذي يسمح لضحايا أحداث 11 سبتمبر بمقاضاة المملكة العربية السعودية، سببه مخاوف الغرب من الحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن. ويوم أمس الأربعاء، صوت مجلس الشيوخ الأمريكي، لصالح رفض «فيتو» أوباما بمجموع 97 صوتا مقابل صوت واحد، تلاه تصويت مجلس النواب الذي رفض «الفيتو» كذلك، بأغلبية 348 صوتا مقابل 76 وبذلك يصبح القانون ساريا. وأضافت الصحيفة في تقرير نُشر اليوم الخميس على موقعها الإليكتروني إن رفض " فيتو" أوباما على القانون يعد أول توبيخ يُوجه إلى إدارة الرئيس الأمريكي الحالي، مضيفة أن التشريع يعد جزء من تغير محتمل في علاقات المملكة العربية السعودية بالغرب بسبب صلتها المزعومة بالتطرف الديني والحرب التي شنتها في اليمن. من جانبه قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إن الموافقة على القانون خطأ جسيم، وسابقة خطيرة، مصرحاً لشبكة «سى ان ان»، :"إذا ألغينا فكرة الحصانة السيادية فإن رجالنا ونساءنا من العسكريين حول العالم قد يرون أنفسهم عرضة لخسائر متبادلة"، في إشارة إلى الدعاوى القضائية المحتملة التي قد ترفع بعد إقرار هذا التشريع. وقال الرئيس أوباما إن المشرعين ارتكبوا "خطأ،" مشيرا إلى أن القانون قد يعرض الشركات والمسؤولين والقوات الأمريكية إلى دعاوى قضائية محتملة خارج البلاد. وعلقت وزارة الدفاع الأمريكية " البنتاجون" ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية " سي أي إيه" بقولهما إن القانون من الممكن أن يفتح الطريق أمام مقاضاة مسؤولين في الحكومة الأمريكية أمام المحاكم الأجنبية. وقال كريس مورفي، السيناتور الديمقراطي:" نرجوا منهم ( يقصد السعودية) أن يتخذوا قرارا أفضل فيما يتعلق بشن الغارات الجوية في اليمن. لقد أطلعناهم بالأهداف التي لا يتعين الاقتراب منها، ولم ينصتوا لكلامنا." من جهته، عزى المحللون الأمريكيون تنامي مشاعر العداء للبلد الخليجي في واشنطن، إلى تصاعد وتيرة الحرب السعودية في اليمن. وقال أندرو بوين، الزميل في برنامج الشرق الأوسط بمركز ويلسون:" بعض الأصوات في مجلس النواب تنظر إلى ربط مشكلات الحملة السعودية العسكرية في اليمن بأحداث 11 سبتمبر، لخلق قصة ضخمة مغادها أن الرياض حليف ينبغي إعادة النظر في العلاقات معه." وكان مدير كالة الاستخبارات المركزية الأمريكية جون برينان قد حذر من أن مشروع القانون ستكون له تداعيات جسيمة على الأمن القومي للولايات المتحدة. وأشار برينان في بيان إلى أن أكثر العواقب الوخيمة ستقع على الموظفين الحكوميين الذين يخدمون خارج البلاد. وقال إن مبدأ "الحصانة السيادية" للدول التي تحمي المسؤولين الأمريكيين يوميا قائم على أساس المعاملة بالمثل. وأضاف أنه إذا فشلت واشنطن في الحفاظ على هذا المعيار للدول الأخرى، فإنها ستضع مسؤولي الولاياتالمتحدة في خطر. وتؤيد أسر ضحايا الهجمات اصدار القانون، وتقول هذه الأسر إنها ما زالت تبحث عن العدالة بعد مضي 15 عاما على هجمات سبتمبر. يُشار إلى أن15 من الخاطفين ال 19 في هجمات سبتمبر يحملون الجنسية السعودية، لكن السعودية تنفي أي دور لها في هذه الهجمات التي أودت بحياة نحو 3 آلاف شخص. وهذه المرة الأولى التي يرفض فيها مجلس الشيوخ اعتراض الرئيس أوباما على قانون صدق عليه الكونجرس في فترتي ولايته. واستخدم أوباما حتى الآن الفيتو الرئاسي 11 مرة، من دون أن يتم جمع الأصوات المطلوبة لتجاوزها وهي ثلثا أعضاء الكونجرس. جدير بالذكر أن هيلاري كلينتون، المرشحة الديمقراطية في انتخابات الرئاسة الأمريكية تؤيد قانون "معاقبة رعاة الإرهاب"، ومعها السيناتور الديمقراطي تشاك شومر.