النمرود قصة عجيبة تتجلى فيها عظمة الله الخالق ودلائل قدرته، فهذا النمرود كان ملكًا جبارًا متكبرًا ومتجبرًا كافرًا بالنعمة، ومدعيًا للألوهية، وكان يحكم العالم من بابل في العراق. وهو الذي جادل إبراهيم عليه لسلام في ربه بعد أن سمع بدعوته إلى الله - عز و جل - فأنكر وعاند. وكان موت النمرود دليلًا على أنه لا يملك أي قوة فقد أرسل الله له جنديًا صغيرًا من جنوده، ذبابة، فكانت تزعجه حتى دخلت إلى رأسه، ولا تهدأ حركتها في رأسه حتى يُضرب هذا الملك الكافر بالنعال - على وجهه وعلى رأسه، وظل على هذا الحال حتى مات ذليلًا لكثرة الضرب على رأسه. وورد ذكر القصة في سورة البقرة - الآية258 قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.. وقال مجموعة من المفسرين، إن هذا الملك هو ملك بابل، واسمه النمرود بن كنعان بن كوش بن سام بن نوح، وقال آخرون هو نمرود بن فالح بن عابر بن صالح بن أرفخشذ بن سام بن نوح. وذكروا أن هذا النمرود استمر في ملكه أربعمائة سنة، ولما دعاه إبراهيم الخليل إلى عبادة الله وحده لا شريك له حمله الجهل والضلال على الإنكار، فحاجّ إبراهيم الخليل في ذلك وادعى لنفسه الربوبية، فلما قال الخليل: (ربي الذي يحيي ويميت قال: أنا أحي وأميت). وجمع النمرود جيشه وجنوده، وقت طلوع الشمس فأرسل الله عليه ذبابًا من البعوض، بحيث لم يروا عين الشمس وسلّطها الله عليهم، فأكلت لحومهم ودماءهم وتركتهم عظامًا باديةً، ودخلت واحدةٌ منها في رأس هذا الملك ولازمته حتى قتلته.