أثار تصريح السفير حسام القاويش، المتحدث باسم رئاسة مجلس الوزراء، حول غرق مركب رشيد، غضب العديد من أهالي ضحايا المركب الذي خلف أكثر من 200غريق أثناء محاولتهم الهجرة غير الشرعية لإحدى الدول الأوروبية. وقال القاويش خلال مداخلة هاتفية عبر برنامج "يوم بيوم" على قناة "النهار"، إن البطالة ليست سببًا للهجرة غير الشرعية، مضيفًا أن أسباب الهجرة قد تكون مختلفة، أبرزها الأسباب اجتماعية، فتكلفة مشاركتهم في السفر تصل ل30 ألف جنيه، وهذا يخرجهم من طبقة "تحت خط الفقر"، ويمكن توجيه هذه المبالغ لأنشطة اقتصادية بسيطة داخل القرى بدلاً من الدفع بأرواحهم في هجرة غير آمنة. وقال محمد عبد الظاهر، شقيق أحد الضحايا من محافظة الشرقية، إن الحكومة لا تعيش الواقع الذي يعيشه المواطن الفقير, مرددًا: "حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من تسبب في مقتل أخي وكل من أوصلنا إلى هذا الحال"، موضحًا: "الكلام ليس عليه جمرك من المسئولين". وتابع عبد الظاهر في تصريح إلى "المصريون"، أن سبب سفر أخيه بطريقة غير شرعية "هو الفقر والجوع الذي لاقاه في مصر", مشيرًا إلى أن لديه أخوات "إناث" يحتجن إلى تجهيز, وهو أيضًا يحتاج إلى شقة يتزوج فيها، ولا توجد فرص عمل توفرها الحكومة للشباب وهذا ما دفعه للسفر. واستطرد: "الموت خارج البلد أرحم من الموت داخله", مشيرًا إلى أن العيش تحت أقدام الطليان والألمان في ظل وجود آدمية واحترام للإنسانية، أرحم من العيش في بلد لم يوفر كرامة ومعاملة آدمية لشبابه. وأوضح عبد الظاهر، أن "الحكومة تقوم بإبادة الشعب بالموت البطيء"، متسائلاً: "ماذا تبقى من المواطن بعد رفع الأسعار وعدم قدرته على الحياة الصعبة؟ مضيفا: "نحمد الله أن الحكومة سيبانا نعيش من الأساس". كما حمل عبد الظاهر، مقتل أخيه، للنظام الحالي, موجهًا رسالة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، مفادها: "حرام عليك يا ريس الشعب في عهدك ذاق المر ومش قادر يتحمل, فين وعودك قبل متبقى رئيس مش حضرتك، قولت إن المواطن الفقير هو كل اهتماماتي, يا ريس أخويا والشباب اللي غرق لم يجدوا من يحنو عليهم، عشان كده سافروا علهم يجدون من يحنو عليهم في بلاد الكفر التي تراعي الآدمية". وتساءل: "أليس الكل سواسية يا سيادة الرئيس؟ هل الوطنية تتجزأ بين فقير ووزير يا ريس لكي يعيش الوزير والمسئول في نعيم والفقير يعيش في جحيم؟". من جانبه، قال محمد عبد الستار، والد أحد الناجين من غرق مركب رشيد، إن الحكومة لم تشعر بالشباب ولم تقدم لهم ما يحتاجونه من فرص عمل، مشيرًا إلى أن الحكومة تفشل في تقديم حلول للبطالة والفقر اللذين يعاني منهما الشباب. وفي تصريح إلى "المصريون" تساءل عبدالستار: أين المشاريع التي تتحدث عنها الحكومة الخاصة بالشباب؟ وهل كان يذاكر الطالب ليتفوق وبعدها يشتغل سواق "تك توك" أو يقف على عربة لب أو ترمس أو يكون سائق لودر، كما أشار الرئيس والمهندس إبراهيم محلب؟ هل هذه مشاريع تليق بشعب ينادي بعيش وحرية وعدالة اجتماعية؟ وأشار إلى أن "كلام الحكومة معسول لكن لا تجد له حقيقة على أرض الواقع", لافتًا إلى أن "الفقر والبطالة اللذين تعجز الحكومة عن مواجهتهما أديا إلى مقتل العشرات من الشباب حول هجرتهم بطريقة غير مشروعة، لإحدى الدول الأوروبية بحثًا عن رزق أو فرصة عمل تليق بالكرامة الإنسانية المفقودة في مصر". وتابع: "ابني سافر إلى إيطاليا ليعامل معاملة لاجئ ويحصل على الإقامة بجانب فرصة عمل تمكنه من مساعدة نفسه في مواجهة الظلم الواقع على الشباب هنا". وأوضح أن ابنه قام بالاتصال به فور وصوله إلى إيطاليا, مؤكدًا له أن السلطات الإيطالية قدمت لهم المساعدات الطبية والمعاملة الحسنة فور وصولهم, في حين أن أهالي الضحايا في الجانب المصري عانوا الأمرين في البحث عن جثث أبنائهم. وأكد عبد الستار، أن الذي يتحمل مسئولية سفر هؤلاء الشباب، المجتمع عامة وحرس الحدود خاصة، لأن هذه المنطقة يعبر منها العشرات من المراكب للهجرة غير الشرعية تحت أعين المسئولين. بدوره، قال فادي وجدي، المحامى في المؤسسة المصرية للنهوض بأوضاع الطفولة، والائتلاف المصري لحقوق الطفل، إن "ظاهرة الهجرة غير الشرعية سببها الفقر والبطالة اللذان يواجههما الشباب في الفترة الأخيرة, بجانب أسباب أخرى مثل سوء التعليم، والبحث عن فرصة عمل أفضل لتحسين الدخل ومواجهة الغلاء". وأضاف وجدي ل"المصريون"، أن الأوضاع التي تشهدها البلاد خلال الفترة الأخيرة من ارتفاع للأسعار وعدم وجود اهتمام من الحكومة تجاه الشباب، أدت إلى الإحباط فجعلت الشباب يفكر في ترك البلاد. وأشار إلى أن الدولة هي التي تتحمل مقتل الشباب، لأنها لم تقدم وعيًا للمخاطر, ورقابة وآليات للحد من أسباب الهجرة غير الشرعية, مؤكدًا أن اتفاقية حقوق الإنسان تحمل الدولة موت الشباب التابعين لها".