قبل خمس سنوات من الآن انطلقت شرارة ثورة الخامس والعشرين من يناير، والتي أسقطت حكم الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك واختفى رجاله عن الأضواء, ولكن سرعان ما عادت "دولة مبارك" بكاملها من جديد, ولم تلبث إلا ليلة وضحاها" لتعود الأسماء لتتلألأ في سماء الحياة السياسية والعملية . "وعلى طريقة جس النبض" يخرج علينا المحسوبون على دولة مبارك, بشكل مختلف, فأحمد عز الذي كتب مقالا عن التفاؤل ليثير غضب المصريين, وجمال مبارك الذي تترد حوله دائما الكثير من الشائعات حول ترشحه لرئاسة الجمهورية, وأحمد نظيف الذي أقرت جامعة القاهرة عودته للتدريس بها مرة أخرى, وعلى المصيلحى الذي قام بعقد مؤتمرًا اقتصاديًا ضخمًا, يطالب فيه الدولة بمساعدة رجال الإعمال في جذب الاستثمارات , وحسين سالم الذي يعود مرة أخرى وبقوة للظهور في الإعلام كأكبر مستثمر في مصر, وبطرس غالى الذي تستعين الدولة بخبراته على حد وصفه . ووسط حالة من الصمت الرهيب لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، يبقى السؤال, هل يمكن أن يصبح جمال مبارك يوما رئيسا للجمهورية؟, ويصبح حسين سالم رئيس للوزراء؟ وعز وزير للاقتصاد؟ لتصدق هذه الإشاعات . وردا على هذه التساؤلات قال يسرى السعيد أستاذ علوم السياسية بجامعة السويس, أن دولة مبارك لم ترحل من أساس, فقط "أخدت هدنة", وعادت من جديد لميراثها, مؤكدًا أن مبارك ورجال أعمال استطاعوا سرقة أموال الشعب قديما وحديثا شرقوا أحلام الشباب ودماء ثوار راحوا ضحية العدالة الاجتماعية , مؤكد " سبق وقلتها سيعود رجال مبارك على دماء المصريين " وهذا ما تم فعليا , علد قولة. وأضاف السعيد في تصريح خاص ل"المصريون"أن الشائعات حول ترشح جمال مبارك لرئاسة الجمهورية وتمهيد بعض المواقع الإخبارية الكبرى لذلك ليس من فراغ , فدائمًا ما تصدق الشائعات في مصر متوقعًا ترشح جمال مبارك وأحمد شفيق لرئاسة الجمهورية لعام 2012 وأحمد عز بعد مقاله وزيرًا للاقتصاد على حد قوله . من جانبه الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، قال إن ظهور رجال ورموز مبارك على الساحة هذه الفترة لا يمثل إلا شو إعلامى فقط ولا تأثير لهم ،وما يقوم به هؤلاء من محاولة للتقرب الى المواطنين من خلال زيارات الأماكن السياحية أو التواصل على مواقع التواصل الاجتماعي للتأثير على المواطنين محاولة فاشلة . وأضاف صادق ل"المصريون"، أنه لا يمكن لأحد منهم العودة مرة أخرى ويسند إليه منصب فى الدولة بعد أن ثار الشعب عليهم فى25 يناير، فضلاً عن الأحكام القضائية، لافتًا إلى أن الثورات نوعان أولهما يسمي "ثورة راديكالية" وهي تعتمد على التنظيف الجزري لكل رموز الحكم مثلما حدث في الثورة "الفرنسية والإيرانية والليبية" تبعد كل من له صله بنظام الحكم القديم.
اما النوع الثاني، فهي ثورة تفاوضية، وهي تعتمد على التصالح مع رموز الحكم القديم كما يحدث الآن في "تونس" و"مصر" بالتصالح مع رموز مبارك على حد قوله . وأوضح الخبير السياسي، أن هذه المصالحات في أغلبها اقتصادية وليست سياسية هدفها المحافظة على المصالح الشخصية لهؤلاء لكنهم يقومون باستفزاز الجماهير الرافضة لعودتهم. وتابع، أن هناك أطرافًا وراء ظهور رجال مبارك في الوقت الحالي من أجل مصالح شخصية هدفها استعراض التواجد ويمثل ائتلاف مصالح اقتصادية سياسية ولكن ظهور هؤلاء يحدث حالة من الاستفزاز والغضب لدى المواطنين.