لم تتعرض قافلة المساعدات الدولية المتجهة إلى سوريا وحدها للتلف! مصداقية واشنطن نفسها تعرضت لتلف مماثل؛ وبالطبع مصداقية موسكو ومصداقية كيري ولافروف بل ومصداقية أوباما وبوتين! أشياء كثيرة تعرضت للنسف والهدم والتلف وليس مدينة حلب وحدها! مقر الأممالمتحدة ومقر مجلس الأمن ومقرات حقوق الإنسان في كل مكان. ضمير العالم الحر بل والعالم غير الحر تعرضا للتلف.. مواثيق الأممالمتحدة واتفاقيات فيينا ومقررات جنيف وكل الأوراق المتعلقة بمبادئ العدالة تعرضت للتلف! السؤال الآن هل كانت مأساة سوريا هي وحدها الكاشفة للتلف والعطب والدمار الذي لحق بالضمير العالمي واتفاقيات حقوق الإنسان؟ أم أن مآسٍ أخرى سبقت؛ ومجازر أخرى وقعت دون أن يتحرك أحد؟ لماذا لا يعترف أسياد أو ملاك العالم بأنهم يمارسون الآن أبشع ألوان التسلية الرخيصة بل الحقيرة تجاه الشعوب؟ إنهم يصنعون الحروب عبر سماسرتهم ويبيعون الأسلحة! يصنعون النزوح ويستقبلون اللاجئين! يحرقون الأخضر واليابس ويعقدون قمم البيئة والمناخ والأرض! إنه المكياج العالمي للدمامة.. ولأنها دمامة فلن تصلح «البزات الاسموكن» والياقات الحمراء والزرقاء والصفراء فضلاً عن العطور العالمية في اخفاء الرائحة المنبعثة من مقر الأممالمتحدة حيث يحترق الضمير العالمي! لقد جاء نسف قافلة المساعدات الأممية ليؤكد جرأة هؤلاء على نسف كل الحلول السياسية وكل الحلول العسكرية وكل الاتفاقيات الدولية والوعود الإقليمية. لماذا؟ لأنهم لم يتقاسموا بعد! لم يتفقوا بعد! وبالتالي لم يقرروا بعد! ولحين الانتهاء من القسمة والاتفاق تتكاثر المؤتمرات واللقاءات وتظل رائحة الضمير المحترق تنبعث من مقر الأممالمتحدة بحراسة مجلس الأمن!.