أبرزت صحيفة "الجارديان" البريطانية, الاعترافات التي تؤكد مسئولية روسيا عن قصف قافلة المعونات الإنسانية, التي كانت في طريقها لتقديم الإغاثة للمحاصرين في مدينة حلب شمالي سوريا. وقالت الصحيفة في تقرير لها في 22 سبتمبر, إن مسئولين في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أكدوا وجود أدلة قوية على أن الغارات الجوية التي استهدفت القافلة, نفذتها الطائرات الروسية. كما نسبت الصحيفة إلى وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون, قوله :" إن هناك جهتين اثنتين فقط مسئولتان عن القصف الجوي الذي تعرضت له القافلة، وهما الطائرات الحربية الروسية وطائرات نظام بشار الأسد"، ولكنه استدرك, قائلا :"الطائرات السورية لا يمكنها الطيران والتحليق ليلا, ولذا فإن الأدلة على تورط الطائرات الحربية الروسية في قصف القافلة التابعة للأمم المتحدة في 19 سبتمبر, قوية للغاية". وكانت الأممالمتحدة قررت وقف قوافل المساعدات في سوريا فورا بعد قصف قافلة مساعدات الاثنين الموافق 19 سبتمبر في ريف حلب أسفر عن مقتل 13 من الهلال الأحمر السوري، وهو ما أثار غضبا وتنديدا دوليين. ونقلت "الجزيرة" عن المتحدث باسم مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية ينس لاركي قوله خلال مؤتمر صحفي في جنيف في 20 سبتمبر ، إن المنظمة الدولية علقت تحركات كل قوافل المساعدات في سوريا بعد الغارة الجوية, التي أدت إلى حرق عشرين شاحنة بمن فيها. وتابع المسئول الأممي أن هذه الخطوة هي "إجراء فوري بانتظار تقييم جديد للوضع الأمني"، مشيرا إلى أن القافلة, التي تعرضت للقصف, كانت تنقل بصورة خاصة مساعدات من الأممالمتحدة. وفي السياق ذاته، أعلن الهلال الأحمر السوري أيضا تعليق كل أنشطته في محافظة حلب لثلاثة أيام احتجاجا على استهداف قوافل المساعدات ومقتل عدد من أفراده. وقال في بيان إن القصف أسفر عن مقتل مدير الهلال الأحمر العربي السوري عمر بركات، وعدد من سائقي الشاحنات وغيرهم من العاملين. ومن جهته, قال ستيفن أوبراين مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية إنه يشعر بمنتهى الاشمئزاز والغثيان والرعب من قصف القافلة. وأضاف في مقابلة مع "الجزيرة"، أنه إذا ثبت أن هذه الشاحنات استهدفت عمدا، فإن ذلك يعدّ جريمة حرب. كما عبر مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا عن غضبه إزاء استهداف قافلة الإغاثة. وكانت قافلة إغاثة تابعة للأمم المتحدة تعرضت في 19 سبتمبر لغارات في ريف حلب الغربي، مما أدى إلى احتراق عشرين شاحنة بمن فيها وقتل 13 شخصا من القائمين عليها. في الأثناء نفى المتحدث باسم الكرملين ديميتري بسكوف الاتهامات الموجهة إلى روسيا باستهداف القافلة الأممية، ووصفها بأنها عارية من الصحة. واعتبر الوضع في حلب متوترا للغاية، قائلاً إن الأمل ضئيل جداً في عودة تطبيق الهدنة من جديد. وجاء قصف القافلة بعد ساعات قليلة فقط من إعلان نظام الأسد انتهاء سريان الهدنة التي كانت بدأت في 12 سبتمبر بموجب اتفاق روسي - أمريكي.