وقفت هند أمام محكمة الأسرة بزنانيرى تحكى تفاصيل دعواها قائلة: بدأت قصة زواجنا جميلة واستمرت لمدة أربعة أعوام، رزقنا الله خلالها بطفلين جميلين، ما زاد حياتنا بهجة واستقرارًا، كنت أعلم قبل أن يتقدم لى زوجى طالبًا يدى أنه مدخن شره ولا يستطيع الاستغناء أو الإقلاع عن هذه العادة المدمرة للصحة والمال. وحينما تقدم إلى أسرتى للزواج بى رفضته وحذرتنى من الارتباط به، لكنى لم أستمع لأحد منهم وصممت أذنى عن نصائحهم، وبالرغم أنى كنت أكابر كان الخوف يملأ قلبى قدر رغبتى فيه كزوج. فقد كنت أتمنى الارتباط به وتمنيت أن أعيش معه بقية حياتى، لما كان يمتلكه من صفات أخرى طيبة جذبتنى إليه ومع إصرارى وضغطى على عائلتي، وافقت أسرتى وتم الزفاف بعد فترة قصيرة من الخطبة، وأنا كلى أمل فى التأثير عليه لتغيير بعض سلوكياته التى حذرنى منها الجميع، وخاصة التدخين المفرط، وقد اكتشفت أنى واهمة بعد شهور قليلة من الزواج، فالبرغم من أنه طيب القلب وسخى وحنون إلا أن هذه العادة تخرجه أحيانا عن شعوره فأراه رجلاً آخر قاسيًا وعصبيًا وأنانيًا. رضيت بحياتى معه واستسلمت حتى لا أفتح أبواب المشاكل، وحفاظًا على أسرتى الصغيرة، وفعلا مرت سنون وبيتنا هادئ ومستقر بصبرى عليه وتركيزى على إيجابياته والتغاضى عن سلبياته فقد كنت دائما أنظر إلى النصف المملوء من الكوب وكنت أستمد القوة من عيون أطفالى. لكن ما جعل صبرى ينفد وقواى تتفكك، هو تغيير حالة زوجى من السيئ إلى الأسوأ، فقد تمادى فى إدمانه فى التدخين حتى وصل به الحال إلى تعاطى المواد المخدرة إلى حد الإدمان أيضا، وهو ما أطاح بأمنى واستقرارى أنا وأطفالى، ولم أعد أحتمل الحياة معه، وبت أخشى على صغارى من انفلاته وتصرفاته التى أصبحت خارجة ومخجلة. وقد حاولت مساعدته فى الإقلاع عن تعاطى هذه المواد المخدرة القاتلة مرارًا وتكرارًا، فى استماتة منى لعدم هدم هذا البيت وتشريد أطفالى بين أبوين منفصلين، ولكن لم يحالفنى النجاح. وقاومت كثيرًا من أجل بيتى وأطفالى دون جدوى، ولم أجد أمامى طريقًا إلا أن "أنفد بجلدى" أنا وأبنائى من هذا الزوج المدمن، ونصحنى أهلى بالانفصال عنه، فقررت هذه المرة أن أستمع لنصحهم وألا أصم أذنى وألهث وراء أهوائى فتوجهت إلى محكمة الأسرة التى أيدت طلبى بالخلع.