عشرات الصحفيين يقبعون خلف القضبان بتهمة ممارسة العمل الصحفي، ويتعرضون يوميًا للتعذيب والقتل داخل السجون والمعتقلات, ذلك منذ أحداث الثالث من يوليو 2013، التي أطاحت بالرئيس الأسبق محمد مرسي. لم تكتف الجهات الأمنية بهذا الحد, حيث يتعرض الصحفي المعتقل كل يوم إلى أبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي ومنع العلاج والإهمال الطبي, إلى جانب التعنت معهم, ومع ذويهم أثناء الزيارات. على الرغم من أن المادة "71" من الدستور حظرت العقوبات السالبة للحرية للصحفيين بسبب عملهم، حيث تنص المادة على: "يحظر بأي وجه فرض رقابة على الصحف ووسائل الإعلام المصرية أو مصادرتها أو وقفها أو إغلاقها، ويجوز استثناء فرض رقابة محددة عليها في زمن الحرب أو التعبئة العامة، ولا توقع عقوبة سالبة للحرية في الجرائم التي ترتكب بطريق النشر أو العلانية". وفي هذا السياق، أكدت منظمات حقوقية، أن هناك ما يقرب من 92 صحفيًا معتقلاً في مختلف السجون على ذمة قضايا سياسية وحظر نشر، وممارسة المهنة. ولم يقتصر الأمر على ذلك بل يتعرض الصحفيون كل يوم داخل أماكن محبسهم للعديد من الانتهاكات والتعذيب المنهج، وهناك من تدهورت حالته الصحية بعد الاعتقال ومنهم من أصيب بالعمى والشلل وفيروس "سي" والسكر وأمراض القلب، بسبب الإهمال الطبي ومنع العلاج مع التعذيب مع منع الزيارات عنهم. ويقبع أغلب صحفيي مصر في سجن "العقرب" وداخلة يتعرض الصحفيون إلى أشكال عديدة من الانتهاكات منها قطع المياه للتأديب وتارة أخرى قطع الإضاءة، وتارة ثالثة تغلق إدارة السجن الشبابيك، وإذا وجدت إدارة السجن أن هذا العقاب غير كافٍ، فهناك عشرون زنزانة للتأديب يمارس فيها أبشع أنواع التعذيب الجسدي، إلى جانب الإهمال الطبي. ومن هؤلاء.. شوكان محمود أبو زيد، المصور الصحفي المعروف بشوكان، هو شاب عشريني تخرج في أكاديمية أخبار اليوم واحترف مهنة التصوير وبدأ بالتدريب في جريدة الأهرام المسائي بالإسكندرية. وتفرغ شوكان للتصوير الصحفي حتى جاء اعتصام رابعة العدوية من قبل أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي وظل هناك ليأخذ عدة صور ولقطات صحفية، إلى الفض، وتم حينها إلقاء القبض عليه ووجهت إليه تهم سياسية أغلبها يتعلق بمهنته، وحتى الآن تم ما يقرب من ثلاث سنوات في سجن ليمان طرة تحت الحبس الاحتياطي دون أن يحكم عليه، وتدهورت صحة شوكان بشكل كبير بسبب سوء المعاملة ومنع العلاج عنه، بحسب محاميه. الصحفي يوسف شعبان يتعرض الصحفي يوسف شعبان، لوعكة صحية داخل السجن، بسبب إصابته بالكبد، حيث أصبح ينام ل 18 ساعة يوميًا، هذا وفقًا لحديث زوجته. جاء ذلك على إثر منع العلاج عنه منذ أكثر من عشرة أشهر، حيث إنه يعاني من أمراضٍ بالكبد وفيروس سي، فيما حملت أسرته إدارة سجن برج العرب المحتجز فيه المسئولية الكاملة على تدهور صحته. تدهور الحالة الصحية لحسام السيد ونقله للمستشفى وتعرض الصحفي حسام السيد, عضو نقابة الصحفيين, لوعكة صحية حادة داخل سجن العقرب, بسبب سوء المعاملة من قبل إدارة السجن, الأمر الذي أدى إلى نقله لمستشفى السجن بطرة لتلقيه العلاج هناك، وتم إلقاء القبض عليه بعد مداهمة منزله في العام الماضي. مجدى حسين الصحفي مجدي حسين، رئيس تحرير جريدة الشعب, ورئيس حزب الاستقلال، دخل في عامه التالي على التوالي داخل سجن العقرب, بتهمة الانتماء لجماعة محظورة وغيرها من القضايا التي تخص الأمن القومي. مجدي حسين دخل العقرب وهو يعانى من مرض السكري, وازدادت حالته الصحية سوءًا، خاصة أن إدارة السجن منعت عنه الدواء, ومنعت عنه الزيارة. هشام جعفر الصحفي هشام جعفر, رئيس مجلس أمناء مؤسسة مدى الإعلامية, حيث تعرض للاعتقال بتهمة الانضمام لجماعة الإخوان المسلمين, وتم تحويله لسجن العقرب ليحبس احتياطيا هناك, جعفر تم إلقاء القبض عليه في أكتوبر الماضي, بعد مداهمة منزله ومكتبه. وبدأت المعاناة مع جعفر بعد ترحيله لسجن العقرب, خاصة أنه يعانى من فقرات ظهره، ولديه مشكلة كبرى في شبكية العين, حيث تعسفت إدارة السجن معه وتعمدت منع العلاج، وخلال الأيام الماضية تدهورت حالته الصحية ودخل مستشفى السجن. حسن القبانى وكذلك الصحفي حسن القباني، الذي تم اعتقاله بتهمة التخابر وتم تحويله لسجن العقرب، ومارست ضده سياسة التجويع حتى فقد 22 كيلو من وزنه. فى هذا السياق، قالت آية علاء زوجة حسن القبانى أحد الصحفيين المعتقلين, والمتحدثة باسم رابطة أسر معتقلي العقرب: يواجه زوجى أبشع أنواع التعذيب داخل العقرب مع ممارسة سياسة التجويع الممنهجة ضده ومنع العلاج، كل هذا وأكثر كان له تأثير سلبي على صحة زوجي، مشيرة إلى أن هذا حال جميع الصحفيين المعتقلين في العقرب. وتقول إيمان محروس، زوجة الصحفي أحمد المسجون بسجن العقرب، إن إدارة السجن تتعنت وترفض السماح لها بزيارته منذ أول أيام عيد الأضحى. وأوضحت في تصريح صحفي لها، أنها ذهبت أول أيام عيد الأضحى للدخول للزيارة الاستثنائية، لكن إدارة السجن رفضت دخولها وسمحت ل 15 أسرة فقط بالدخول، وأخبروها أن الزيارة الاستثنائية ألغيت، وعندما تحدثت للضابط المخول بالأمر قال لها "إحنا نديكى فوق دماغك"، بحسب قولها.