قبل نحو 24 ساعة، أعلنت وزارة الداخلية، إحباط مخطط إخواني؛ لخلق مناخ تشاؤمي، يدفع إلى إفشال الدولة في التنمية، وهي الاتهامات التي استنكرتها "الجماعة"، وحملت الحكومة مسئولية "الفشل" الذي تشهده البلاد. وأعلن مسئول الإعلام الأمني بوزارة الداخلية أمس، السبت، إحباط الأمن الوطني مخططًا لخلق مناخ تشاؤمي؛ بدعوى إفشال الدولة في التنمية، والقبض على 17 من عناصر الإخوان، لإثارتهم الأزمات، وتنفيذ مخطط يستهدف الإضرار بمقدرات الدولة الاقتصادية. جماعة الإخوان المسلمين، من ناحيتها شككت في رواية الداخلية، بشأن إعلانها القبض على كيان تحت مسمى "وحدة الأزمة"، هدفه خلق مناخ تشاؤمي؛ لإفشال الدولة في تنفيذ مخطط التنمية. وقال المتحدث باسم الإخوان، طلعت فهمي، إن "أعضاء الجماعة الذين تم إعلان القبض عليهم أمس، السبت، معتقلون منذ أغسطس الماضي، وتعرضوا للتعذيب". وشكك فهمي، في رواية الداخلية، متهمًا النظام ب"إلقاء مسئولية فشله على عاتق الإخوان". وتهكم "فهمي"، على رواية "خلق بيئة تشاؤمية"، بقوله، إنها "اتهامات لا يصدقها عقل طفل"، مضيفًا أن "هذه البيئة التشاؤمية خلقها النظام". ووفق بيان لمسئول الإعلام الأمني، بوزارة الداخلية، فإنه "توافرت معلومات لقطاع الأمن الوطني بتشكيل قيادات التنظيم (الإخوان) الهاربين خارج البلاد، كيانًا تحت مسمى وحدة الأزمة؛ يتمثل دوره في إيجاد وسائل جديدة لاختلاق وإثارة الأزمات من خلال كوادره داخل البلاد، وتنفيذ مخطط يستهدف الإضرار بمقدرات الدولة الاقتصادية، والسعي لإيجاد مناخ تشاؤمي؛ من خلال اصطناع الأزمات، بدعوى فشل الدولة في تنفيذ خطط التنمية". وذكر بيان الداخلية، أنه "تم رصد أحد اللقاءات التنظيمية لعناصر هذا التحرك ومقر انعقاده بمركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية؛ لتدارس التكليفات الصادرة بشأن تنفيذ هذا المخطط". وحسب البيان ذاته، "باستهداف الوكر المُعد لعقد اللقاء التنظيمي عقب استئذان نيابة أمن الدولة العليا، تم ضبط القيادي، شعبان جميل عواد السيد، و11 من العناصر القيادية الإخوانية، بالإضافة إلى خمسة آخرين اضطلعوا بتأمين اللقاء المشار إليه من الخارج، وعُثر بحوزة أحدهم على فرد خرطوش محلي الصنع وعدة طلقات". وتابع: أنه "تم العثور على مبالغ مالية وقدرها 40ر70 ألف دولار، ومطبوعات تنظيمية تحتوى على هيكل وحدة الأزمات وآليات تحركها إعلاميًا وجماهيريًا، والمؤسسات والكيانات وكافة شرائح المجتمع التي تستهدفها الجماعة من خلال تصعيد المطالب الفئوية في أوساطهم واستثمار القرارات الاقتصادية الأخيرة للتشكيك في قدرة الاقتصاد القومي، وحث المواطنين على الوقوف في وجه عملية الإصلاح الاقتصادي". وتسبب اتهام، الداخلية، لجماعة الإخوان المسلمين، ب"خلق مناخ تشاؤمي"، موجة من السخرية والانتقادات. واعتبر مراقبون، أن هذه التهمة تتسق مع نهج النظام، في تجاوز الواقع، وتحميله المعارضة المسئولية عن كل الكوارث والأزمات. الخبير في شئون الجماعات الإسلامية، سامح عيد، قال إن الداخلية تحاول توجيه مثل تلك الضربات الأمنية لمنع استقرار شعور الطمأنينة لدى الجماعة؛ من أجل عرقلة خططها الخاصة بالعودة على سطح الدولة من جديد. وفي مداخلة هاتفية لبرنامج "ساعة من مصر"، على قناة "الغد"، أوضح عيد، أن "ضبط الخلية بتهمة خلق حالة من التشاؤم في المجتمع أمر غير واقعي، خاصة أن الخلية لا تتعدى 12 شخصًا؛ فكيف تصنع حالة تشاؤمية لما يقارب 90 مليون مواطن". وأشار إلى أن "المناخ التشاؤمي موجود بالفعل في المجتمع، ولا يحتاج إلى أي صناعة، وإذا كان يجب معاقبة مسئول ما عن تلك الحالة؛ فإنه يكون رئيس الحكومة شريف إسماعيل، وحكومته إلى جانب البرلمان كونهم المسئول عن ارتفاع الأسعار والأزمات الاقتصادية الأخيرة".