أيام قليلة ويهل فصل الشتاء الذي يعد موسمًا لسقوط الأمطار في مصر، وفي محافظة سوهاج يعتبر قدوم الشتاء مثار قلقٍ ورعب، لما تشهده المحافظة من أمطار غزيرة تصل إلى حد السيول، خاصة في مراكز "طهطا، ساقلتة، دار السلام" وبالتحديد قرى "نزلة عمارة، الجلاوية، أولاد يحيى". الخوف من السيول، جاء نتيجة تكرار واقعة حوادث السيول الجارفة، التي وقعت العام قبل الماضي، في تلك المناطق، وأسفرت عن انهيار شبكة الطرق وعلى رأسها طريق "سوهاجالبحر الأحمر" وعشرات المنازل، كما تسببت السيول أيضًا في اقتلاع العديد من أعمدة الإنارة والأشجار الضخمة، وهو ما أعاد للأذهان سيول 1992، التي جرّفت المحافظة ودمرت الأخضر واليابس أمامها. السيول التي ضربت محافظة سوهاج العام قبل الماضي أظهرت عجز الأجهزة التنفيذية بالمحافظة، وعدم قدرتها على تخفيف التأثير المدمِّر للسيول، كما لم تقدم العون أو المساندة للمتضررين، حتى بعد انحسار المياه. 6 سدود بقرية نزلة عمارة في منطقة غرب طهطا الجبلية، تم إنشاؤها في أعقاب سيول 1992 لم تفلح في مقاومة السيول، التي وقعت العام قبل الماضي، فانهارت 3 سدود منها ولم يكن للباقي أدنى فائدة، نظرًا لعدم ارتفاعها بالقدر اللازم، فضلًا عن كونها عبارة عن أحجار متراصة فوق بعضها بدون أسمنت، ما جعلها عرضة للانجراف أمام المياه، فتخطتها المياه واتجهت للمنازل والزراعات المجاورة، فدمرت زراعات (القمح والبطاطس والبرسيم والطماطم) بمساحات تجاوزت حوالي 300 فدان. ورغم ما قامت به الأجهزة التنفيذية بالمحافظة من سيناريوهات محاكاة سقوط سيول أكثر من مرة، والاجتماعات التي ينظمها المحافظ لرؤساء المدن والأحياء بحضور كل الأجهزة والإدارات المعنية، إلّا أن مخرات السيول المتواجدة بالقرى المتاخمة للجبال غير جاهزة لاستقبال أمطار غزيرة وخارج الخدمة، ما يهدد بتكرار نفس السيناريو الذي حدث العام قبل الماضي. فيما أهابت الوحدة المحلية لمركز ومدينة دار السلام، بالمواطنين القاطنين بالمناطق الجبلية بدار السلام، وخاصة منطقة مخر السيول بنجع الدير بأولاد يحيى بحرى، توخى الحيطة والحذر تحسبًا لنزول سيول بمركز دار السلام، وطالبت المواطنين بمساعدة الأجهزة التنفيذية في الحفاظ على أرواحهم وممتلكاتهم، من مخاطر السيول باتباع التعليمات حال سقوط أمطار. من جانبه، قال علي رفاعي، رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة طهطا، إن مديرية الري أنشأت 6 سدود على مخرات السيول بقرية نزلة عمارة بتكلفة 7 ملايين و500 ألف جنيه، لمواجهة أي سيول قد تحدث ومنعها من الوصول لسكان القرية، مضيفاً أن الوحدة المحلية استعدت لتوفير المياه الصالحة للشرب، وشركة الكهرباء بتوفير المولدات الكهربائية اللازمة في حالة انقطاع التيار الكهربائي، لتقديم الخدمات والمساعدات للمتضررين من السيول. فيما قال المهندس علي عبد الحفيظ، وكيل وزارة الري بسوهاج، إن الوزارة جاهزة لمواجهة أي سيول قد تشهدها مراكز المحافظة خلال فصل الشتاء القادم، مؤكداً أنه تم رفع درجة الاستعداد للقصوى لمواجهة مخاطر السيول، مضيفا أنه تم تظهير مخرات السيول في مراكز طهطا وساقلتة ودار السلام، لافتًا إلى أنه تم تجهيز المعدات اللازمة للانتقال الفوري لمكان الأزمة، مشيرًا إلى أن المحافظ يتابع استعدادات المديرية الخاصة بالسيول بشكل يومي. من جانبه، قال الدكتور أيمن عبد المنعم، محافظ سوهاج، إنه لن يسمح بحدوث كوارث في المحافظة، حال حدوث سيول إذ تم إعلان حالة الطوارئ بجميع القطاعات، مؤكدًا أن من يقصر في عمله سيحاسب حسابًا عسيرًا. وأوضح أنه وضع خططًا عاجلة للتحرك والتعامل مع أزمة السيول والتي تبدأ فور هطول الأمطار، مشيرا إلى أن السيول لا تحدث فور هطول الأمطار بل بعد مرور 4 ساعات على الأقل وفق الدراسات العلمية، وهو الوقت الكافي لتحريك المعدات اللازمة للتعامل مع الموقف في الأماكن التي يُتوقع أن تحدث بها سيول. وأشار المحافظ إلى أن كل القيادات التنفيذية بالمحافظة حضروا منذ عدة أيام محاكاة لسيناريو تعرض قرية نزلة عمارة بمركز طهطا للسيول، لقياس مدى استعدادات الوحدات المحلية ومديريات الخدمات والإسعاف والأجهزة الأمنية والحماية المدنية للتعامل مع الموقف، وأكد أنه تم تدريب كل الجهات المعنية على مواجهة السيول وتم نقل المتضررين إلى مناطق آمنة، وإقامة معسكر للإيواء بمركز شباب قرية نزلة القاضي، مع توفير الرعاية الصحية والأدوية اللازمة، وكذلك توفير المواد الغذائية التي يحتاج إليها المتضررون. شاهد الصور: