انقطاع المياه بمدينة طما في سوهاج للقيام بأعمال الصيانة | اليوم    المقاومة الإسلامية في العراق تستهدف مناطق حيوية في تل أبيب وبئر السبع بإسرائيل | فيديو    جناح ضيف الشرف يناقش إسهام الأصوات النسائية المصرية في الرواية العربية بمعرض أبو ظبي    محمد مختار يكتب عن البرادعي .. حامل الحقيبة الذي خدعنا وخدعهم وخدع نفسه !    عيار 21 بعد الانخفاض.. سعر الذهب بالمصنعية اليوم الجمعة في الصاغة    أسعار اللحوم اليوم 3-5-2024 للمستهلكين في المنافذ ومحلات الجزارة    "عيدنا عيدكم".. مبادرة شبابية لتوزيع اللحوم مجاناً على الأقباط بأسيوط    إسرائيل: تغييرات في قيادات الجيش.. ورئيس جديد للاستخبارات العسكرية    طائرات الاحتلال تستهدف محيط مسجد "أبو شمالة" في تل السلطان غرب رفح الفلسطينية    ملف يلا كورة.. قرعة كأس مصر.. موعد مباراتي المنتخب.. فوز الزمالك.. وطلب الأهلي    جمال علام: أناشد جماهير الأندية بدعم منتخب مصر.. والاتحاد نجح في حل 70% من المشكلات    خالد الغندور: محمد صلاح «مش فوق النقد» ويؤدي مع ليفربول أفضل من منتخب مصر    إبراهيم سعيد: مصطفى شوبير لا بد أن يكون أساسي فى تشكيل الأهلي علي حساب الشناوي وإذا حدث عكس ذلك سيكون " ظلم "    أحمد الكأس: سعيد بالتتويج ببطولة شمال إفريقيا.. وأتمنى احتراف لاعبي منتخب 2008    «تغير مفاجئ في الحرارة».. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم في مصر والظواهر الجوية المتوقعة    خبيرة أسرية: ارتداء المرأة للملابس الفضفاضة لا يحميها من التحرش    «دفاع الشيوخ»: اتحاد القبائل العربية توحيد للصف خلف الرئيس السيسي    «زي النهارده».. اليوم العالمي لحرية الصحافة 3 مايو 1991    جامعة فرنسية تغلق فرعها الرئيسي في باريس تضامناً مع فلسطين    ليفركوزن يتفوق على روما ويضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي    طبيب الزمالك: شلبي والزناري لن يلحقا بذهاب نهائي الكونفدرالية    اليوم.. الأوقاف تفتتح 19 مسجداً بالمحافظات    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    موعد جنازة «عروس كفر الشيخ» ضحية انقلاب سيارة زفافها في البحيرة    تحذير شديد اللهجة حول علامات اختراق الواتساب    ميزة جديدة تقدمها شركة سامسونج لسلسلة Galaxy S24 فما هي ؟    مجلس الوزراء: الأيام القادمة ستشهد مزيد من الانخفاض في الأسعار    سفير الكويت: مصر شهدت قفزة كبيرة في الإصلاحات والقوانين الاقتصادية والبنية التحتية    رسائل تهنئة شم النسيم 2024    الحمار «جاك» يفوز بمسابقة الحمير بإحدى قرى الفيوم    أول ظهور ل مصطفى شعبان بعد أنباء زواجه من هدى الناظر    ماما دهب ل ياسمين الخطيب: قولي لي ماما.. انتِ محتاجة تقوليها أكتر ما أنا محتاجة أسمعها    شايفنى طيار ..محمد أحمد ماهر: أبويا كان شبه هيقاطعنى عشان الفن    حسام موافي يكشف سبب الهجوم عليه: أنا حزين    بسعر 829 جنيها، فاكسيرا توفر تطعيم مرض الجديري المائي    بعد تصدره التريند.. حسام موافي يعلن اسم الشخص الذي يقبل يده دائما    سفير الكويت بالقاهرة: رؤانا متطابقة مع مصر تجاه الأزمات والأحداث الإقليمية والدولية    فلسطين.. قوات الاحتلال تطلق قنابل الإنارة جنوب مدينة غزة    مباراة مثيرة|رد فعل خالد الغندور بعد خسارة الأهلى كأس مصر لكرة السلة    أمين «حماة الوطن»: تدشين اتحاد القبائل يعكس حجم الدعم الشعبي للرئيس السيسي    تعرف على طقس «غسل الأرجل» بالهند    البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يحتفل برتبة غسل الأرجل    خطوات الاستعلام عن معاشات شهر مايو بالزيادة الجديدة    برج السرطان.. حظك اليوم الجمعة 3 مايو 2024: نظام صحي جديد    د.حماد عبدالله يكتب: حلمنا... قانون عادل للاستشارات الهندسية    جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات    بسبب ماس كهربائي.. إخماد حريق في سيارة ميكروباص ب بني سويف (صور)    بطريقة سهلة.. طريقة تحضير شوربة الشوفان    «يا خفي اللطف ادركني بلطفك الخفي».. دعاء يوم الجمعة لفك الكرب وتيسير الأمور    مدير مشروعات ب"ابدأ": الإصدار الأول لصندوق الاستثمار الصناعى 2.5 مليار جنيه    محافظ الجيزة يزور الكنيسة الكاثوليكية لتقديم التهنئة بمناسبة عيد القيامة    تركيا تفرض حظرًا تجاريًا على إسرائيل وتعلن وقف حركة الصادرات والواردات    القصة الكاملة لتغريم مرتضى منصور 400 ألف جنيه لصالح محامي الأهلي    صحة الإسماعيلية تختتم دورة تدريبية ل 75 صيدليا بالمستشفيات (صور)    أستاذ بالأزهر يعلق على صورة الدكتور حسام موافي: تصرف غريب وهذه هي الحقيقة    بالفيديو.. خالد الجندي يهنئ عمال مصر: "العمل شرط لدخول الجنة"    محافظ جنوب سيناء ووزير الأوقاف يبحثان خطة إحلال وتجديد مسجد المنشية بطور سيناء    أمين الفتوى ب«الإفتاء»: من أسس الحياء بين الزوجين الحفاظ على أسرار البيت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا يغيب الإبداع عن الإسلاميين؟
نشر في المصريون يوم 24 - 09 - 2016

الأبنودى ونجم أبرز شعراء اليسار.. وحنفي ونجيب محمود أشهر فلاسفة مصر
سيد قطب ومحمد عمارة قياديان إسلاميان نشأتهما يسارية.. والمسيري أشهر المفكرين الذي تحول من الفكري الإسلامي إلى اليساري

يفتقر التيار الإسلامي في مصر والذي يتصدره جماعة الإخوان المسلمين إلى الإبداع، فعلى الرغم من أن الجماعة الإخوانية قد أسسها حسن البنا في عام 1928 لكنها لم تقدم خلال ما يقرب من المائة عام مفكرًا أو أديبًا أو فيلسوفًا وسط مئات من المفكرين المنتمين للأفكار المنافسة للفكر الإسلامي وعلى رأسهم الفكر اليساري.
وقد لجأ عدد كبير من المفكرين والتي بدأت نشأتهم من الإخوان إلى الهروب من الجماعة، وذلك بسبب أن الإخوان جماعة منغلقة على ذاتها لا يتوافر بها أي إبداع؛ لأن أي عمل إبداعي لابد أن يتضمنه حرية الرأي، الأمر غير المتوفر لدى الإخوان الذين يتربون على مبدأ السمع والطاعة.
وعلى خلاف جماعة الإخوان المسلمين كفل التيار اليساري إلى المنتمين إليه حرية الرأي والتفكير، مما خرج عن ذلك مجموعة كبيرة من الفنانين والشعراء والأدباء والعلماء في مختلف المجالات كان أبرزهم الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي والكاتبة نوال السعداوي.
فيما كان الفكر اليساري هو البداية الحقيقة للقيادات الإسلامية سواء حاليًا أو سابقًا، فقد كانت نشأة سيد قطب، مفكر الجماعة، يسارية الأساس كما كانت بدايات كل من عبدالوهاب المسيري والصحفي فهمي هويدي.
وفي إطار ذلك كله، ترصد "المصريون" لماذا لم يقدم التيار الإسلامي بصفة عامة وجماعة الإخوان المسلمين بصفة خاصة مبدعين ومفكرين خلال مائة عام؟.
الأبنودي وفؤاد نجم وحنفي وزكي نجيب محمود.. أبرز رموز الفكر اليساري المصري
يتميز الفكر اليساري بالتحرر وقدرته على إدراك الواقع وقراءة جيدة له، وأبرزهم زكي نجيب محمود، والشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي، وشاعر العامية أحمد فؤاد نجم، وحسن حنفي، بخلاف المنتمين للفكر الإسلامي الذي دائمًا ما يتربى على فكرة السمع والطاعة والذي لم ينتج مفكرين من خلاله، وقد التحق عدد كبير من المفكرين إلى جماعة الإخوان المسلمين في البداية، إلا أنهم تحولوا بعد ذلك وأبرزهم على الإطلاق المفكر عبد الوهاب المسيري.
زكي نجيب محمود.. فيلسوف الإبداع
يعد الدكتور زكي نجيب محمود، من أهم علامات الفكر اليساري في علوم الفلسفة، وهو من أهم الفلاسفة العرب، فهو يقدم الفلسفة بأسلوب أدبي ممتع وشارح، ويقدمها بلغة أدبية سهلة، وقد تتلمذ على يده الكثير من المفكرين العرب من بينهم الدكتور إمام عبدالفتاح إمام، والصحفي الشهير أنيس منصور.
ولد زكي نجيب محمود عام 1905، وحصل على الدكتوراه في الفلسفة من جامعة لندن عام 1947، ثم عمل بتدريس الفلسفة في جامعات عدة حول العالم، في أمريكا ومصر والكويت، وعمل فترة من حياته وزيرًا للثقافة في مصر..
يُشهَد له أنه استطاع الخروج بالفلسفة من أروقة الجامعات وكتب الأكاديميين إلى القارئ العادي، واستطاع تقديم فلسفة تهتم بالقضايا العربية، حيث جعل العقل العربي والارتقاء به هدفًا لكتاباته.
من كتبه الهامة (ثقافتنا في مواجهة العصر) و(تجديد في الفكر العربي) و(مجتمع جديد أو الكارثة) و(نحو فلسفة علمية)، كما قدم سيرته الذاتية في كتاب بعنوان (قصة عقل) اعتبر واحدًا من أهم كتبه؛ حيث قدمه بأسلوب أدبي رائع، ولم يتخل فيه عن اهتمامه الفلسفي ومناقشاته للقضايا الفكرية، مستعرضًا لها من خلال رحلة حياته بين الشرق والغرب، و(قصة عقل) هو الجزء الثاني من ثلاثية سيرته الذاتية التي تتكون من (قصة نفس) و(قصة عقل) و(حصاد السنين).
حنفي.. المزج بين الفكر اليساري والإسلامي

من أهم المفكرين الذين انتموا إلى الفكر اليساري يأتي الدكتور حسن حنفي، الذي ولد عام 1935، حصل على الدكتوراه في الفلسفة من جامعة السوربون، وعمل مدرسًا للفلسفة في عدد من الجامعات العربية، كما عمل مستشارًا علميًا في جامعة الأمم المتحدة بطوكيو.
ينتمي حسن حنفي إلى التيار اليساري؛ حيث اهتم بالمزج بين الفكر اليساري والفكر الإسلامي، وكان يشغله دائمًا سؤال النهضة والهوية، اهتم بدراسة وتحليل طريقة تفسير العقل العربي للعالم، وعلاقة الشرق بالغرب، ومن أهم كتبه في هذا المجال كتاب (من مانهاتن إلى بغداد) الذي نشره عام 2004 وتناول فيه عالم ما بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001، كما تناول أيضًا تحول الموقف الأمريكي تجاه الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، وقدم فيه مجموعة مقالات تنبأت بالكثير من التغيرات التي تشهدها المنطقة العربية الآن.
من كتبه الهامة الأخرى (حوار المشرق والمغرب) و(اليمين واليسار في الفكر الديني) و(الهوية).
الأبنودي.. شاعر اليسار الذي خطف قلوب المصريين
يعتبر الشاعر عبدالرحمن الأبنودي والذي توفي في 2015 ، من أشهر شعراء العامية في مصر وقد ولد عام 1938 في قرية أبنود بمحافظة قنا في صعيد مصر، لأب كان يعمل مأذونًا شرعيًا وهو الشيخ محمود الأبنودي، وانتقل إلى مدينة قنا وتحديدًا في شارع بني على؛ حيث استمع إلى أغاني السيرة الهلالية التي تأثر بها وتزوج الأبنودي من المذيعة المصرية نهال كمال وله منها ابنتان آية ونور.
تعتبر السيرة الهلالية من أشهر الأعمال التي قدمها الأبنودي والتي جمعها من شعراء الصعيد ولم يؤلفها, ومن أشهر كتبه كتاب (أيامي الحلوة) والذي نشره في حلقات منفصلة في ملحق أيامنا الحلوة بجريدة الأهرام تم جمعها في هذا الكتاب بأجزائه الثلاثة، وفيه يحكي الأبنودي قصصًا وأحداثًا مختلفة من حياته في صعيد مصر.
أحمد فؤاد نجم.. شاعر اليسار المصري
يعتبر أحمد فؤاد نجم، أحد أهم وأبرز شعراء اليسار في مصر، وأحد ثوار الكلمة، واسمًا بارزًا في الفن والشعر العربي، ولقب "بالفاجومي المصري"، وبسبب ذلك سجن عدة مرات.
يترافق اسم أحمد فؤاد نجم مع ملحن ومغن هو الشيخ إمام؛ حيث تتلازم أشعار نجم مع غناء إمام لتعبر عن روح الاحتجاج الجماهيري الذي بدأ بعد نكسة 1967.

في عام 2007 اختارته المجموعة العربية في صندوق مكافحة الفقر التابع للأم المتحدة سفيرًا للفقراء.
بدأ نجم كتابة الشعر في الخمسينيات، وعرف في مصر في الستينيات بقصائده السياسية النقدية المرتكزة على حس اجتماعي عميق تجاه الحرية والعدالة الاجتماعية، ما أدى إلى اعتقاله أكثر من مرة في فترة حكم الرئيسين الراحلين جمال عبدالناصر وأنور السادات.
وكما تنقل بين الأماكن، تنوعت به الأعمال التي كان أغلبها يدويًا، وخلال عمله بوظيفة حكومية في أربعينيات القرن الماضي دخل السجن للمرة الأولى، التي كانت لسبب جنائي؛ حيث حكم عليه بثلاث سنوات لتزوير في قسائم شراء.
وفي السنة الأخيرة له في السجن، اشترك في مسابقة الكتاب الأول التي ينظمها المجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون وفاز بالجائزة، عن أشعار له أصدرها بديوانه الأول من شعر العامية المصرية «صور من الحياة والسجن»، وخرج الشاعر اليساري من محبسه ذا شهرة وديوان مطبوع.
بعد خروجه من السجن، أصبح أحد شعراء الإذاعة المصرية وعاش فترة من أخصب أيام حياته، إثر تعرفه على الموسيقي الكفيف الشيخ إمام عيسى؛ حيث كونا معًا ثنائيًا صار رمزًا مرادفًا للثورة في معظم أنحاء الوطن العربي، خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
تعرض الثنائي إمام ونجم للسجن مرات عديدة خلال حكم الرئيسين الأسبقين جمال عبدالناصر ومحمد أنور السادات، على خلفية أغانيهما المنتقدة للسلطة، وبالمقابل انتشرت تلك الأغنيات خلال تلك الفترة كالنار في الهشيم، ورددها طلاب الجامعة في تظاهراتهم، والمثقفون في جلساتهم، وطارت إلى أنحاء الوطن العربي في حفلات للثنائي بعدة أقطار عربية.
كانت قصائد نجم أكثر انتقادًا للسادات تحديدًا، وتقاطرت بغزارة في تلك الفترة منتقدة الانفتاح الاقتصادي والاتجاه الرأسمالي اليميني الذي انحرفت إليه مصر بعد اشتراكية "عبدالناصر".
يذكر أن انتقادات نجم للسلطة في عهدي حسني مبارك ومحمد مرسي، استمرت من دون أن يتعرض للسجن في أي من العهدين.
توفي أحمد فؤاد نجم في ديسمبر 2013 عن عمر يناهز 84 عامًا، بعد عودته مباشرة من العاصمة الأردنية عمّان، التي أحيا فيها آخر أمسياته الشعرية برفقة فرقة الحنونة بمناسبة ذكرى اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وقد تم تشييع الجثمان من مسجد الحسين بمدينة القاهرة.
السعداوي ولميس.. رائدتا نساء اليسار
لم يقتصر مبدعو الفكر اليساري فقط على الرجال ولكته شمل أيضًا النساء ومن أبرز مفكري اليسار المصري في الوقت الحالي الدكتورة نوال السعداوي، بالإضافة إلى الكاتبة والناقدة لميس جابر.
نوال السعداوي.. الطبيبة والناقدة
تعتبر الدكتورة نوال السعداوي من أهم رموز الفكر اليساري المصري، فهي طبيبة وكاتبة، ولدت عام 1930م في حي العباسية بالقاهرة, حصلت على بكالوريوس الطب والجراحة العامة من جامعة القاهرة عام 1954, كما حصلت على ماجستير الصحة العامة عام 1966م من جامعة كولومبيا بنيويورك.
تزوجت السعداوي عدة مرات، كان آخرها من الطبيب والروائي “شريف حتاتة” قائد التنظيم الشيوعي الماركسي في مصر الذي اُعتقل في عهد الرئيس عبدالناصر، ولكنهما انفصلا في مايو 2010م.
بدأت نوال حياتها المهنية عام 1955م كطبيبة امتياز بقصر العيني، ثم فُصلت بقرار من وزير الصحة؛ بسبب كتابها "المرأة والجنس" الذي نشرته باللغة العربية في بداية الستينيات بالقاهرة، والذي منع توزيعه من قبل السلطات السياسية والدينية.
اتجهت السعداوي بعد ذلك إلى الكتابة العلمية والأدبية لتدور الفكرة الأساسية لأعمالها حول الربط بين تحرير المرأة والإنسان من ناحية وتحرير الوطن من ناحية أخرى من مختلف الجوانب الثقافية والاجتماعية والسياسية، وهو الأمر الذي وضعها في مقدمة المدافعين عن حقوق الإنسان بشكل عام وحقوق المرأة بشكل خاص.
عُرفت نوال السعداوى بشطحاتها الفكرية التي تتعارض مع العقيدة وأصول الإسلام، فطالبت بأن يكون نصيب المرأة من الميراث مثل نصيب الرجل, وأن ينسب الولد لأمه؛ حيث أصرت على تسمية نفسها “نوال زينب” نسبة إلى أمها.
نتيجة لتلك الآراء والكتابات واجهت نوال السعداوي العديد من الصعوبات؛ حيث تعرضت للسجن في 6 سبتمبر عام 1981م لمدة شهرين، واُتهمت بالردة من قبل بعض المحامين الذين قاموا برفع دعوى قضائية ضدها لتطلق بالقوة من زوجها لكنها فازت بالقضية عام 2008م.
تم إغلاق مجلة "الصحة" التي أسستها نوال السعداوي؛ بسبب أفكارها، واستمرت في تحريرها لأكثر من ثلاث سنوات بأمر من المحكمة عام 1973, وفي عام 1991م تم إغلاق مجلة "نون" الصادرة عن "جمعية تضامن المرأة العربية" التي قامت بتأسيسها للاهتمام بشئون المرأة في العالم العربي عام 1982م، وبعد ستة أشهر من إغلاق المجلة أصدرت الحكومة مرسومًا لإغلاق الجمعية التي كانت ترؤسها وتسليم أموالها إلى جمعية "المرأة في الإسلام"، حتى أُعيد تأسيسها مرة أخرى.
أصدرت نوال السعداوى نحو 40 كتابًا, أُعيد نشرها وترجمتها لأكثر من خمسة وثلاثين لغة, من أبرز هذه الكتب "المرأة والجنس" و"المرأة هي الأصل" و"الرجال والنساء" و"الوجه العاري للمرأة العربية" و"المرأة والعصاب" و"المعنى بالمرأة" و"معركة جديدة في تحرير المرأة العربية" و"كسر الحواجز".
خلال مشوار السعداوي الأدبي حصلت على العديد من الجوائز منها جائزة رابطة الأدب الأفريقي، جائزة جبران الأدبية، جائزة من جمعية الصداقة العربية الفرنسية، جائزة من المجلس الأعلى للفنون والعلوم الاجتماعية، بالإضافة إلى الدكتوراه الفخرية من قبل الكثير من الجامعات الأجنبية.
لميس جابر.. فنانة اليسار في العصر الحديث
من أهم أعلام اليسار في الفترة الحالية الدكتورة لميس جابر، وهي طبيبة وكاتبة وأديبة من مواليد حي شبرا بالقاهرة، تزوجت من الفنان يحيي الفخراني عقب تخرجهما في كلية الطب، ولديهما اثنان من الأبناء هما "طارق" والمخرج "شادي الفخراني".
مارست جابر مهنة الطب عقب تخرجها، وهي المهنة التي استمرت بها حتى الآن إلى جانب اتجاهها للكتابة الصحفية في العديد من الصحف القومية والمستقلة، وأيضًا الكتابة الأدبية، فهي باحثة في تاريخ مصر المعاصر ويُعد مسلسل "الملك فاروق" الذي تم إنتاجه عام 2007م أحد أشهر أعمالها، بالإضافة إلى فيلم "مبروك وبلبل" الذي تم إنتاجه في عام 1998م ومثل دور البطولة فيه زوجها الفنان يحي الفخراني.
وقد تم اختيار الدكتورة لميس جابر مؤخرًا نائبة في البرلمان المصري من ضمن النواب المعينين بقرار من رئيس الجمهورية واشتهرت بمواقفها القوية داخل البرلمان وقدرتها على النقد والتحليل داخل البرلمان.
قيادات إسلامية بدايتها يسارية
ينتمي معظم قيادات التيار الإسلامي إلى المرجعية اليسارية قبل التحول الفكري والانضمام لمعسكر الإسلاميين، ويعد سيد قطب مفكر الجماعة وأبرز رموز الإخوان في الخمسينيات أهم نموذج للتحول الفكري؛ حيث شهدت بدايات قطب فكرًا يساريًا قبل أن يتحول بعد ذلك إلى الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين، لم يقتصر الأمر عند قطب، فقد شهد أيضًا المفكر الكبير الدكتور محمد عمارة وعدد كبير من المفكرين الكبار تحولات إسلامية كانت بدايتها يسارية وأيضًا الدكتور عبدالوهاب المسيري الذي تحول من الإخوان إلى اليسار ثم العودة لأحضان الإسلاميين مرة أخرى.
قطب.. النشأة يسارية والنهاية إخوانية
يعتبر سيد قطب من أكثر الشخصيات تأثيرًا في الحركات الإسلامية التي وجدت في بداية الخمسينيات من القرن الماضي، إلا أن البداية تختلف تمامًا عن نهايته؛ فسيد قطب ولد في 9 أكتوبر 1906، بقرية موشا التابعة لمحافظة أسيوط، وتلقى بها تعليمه الأولى، وحفظ القرآن الكريم، ثم التحق بمدرسة المعلمين الأولية عبدالعزيز في القاهرة، وتخرج في كلية دار العلوم عام 1933، وعمل بوزارة المعارف، التي أرسلته في بعثة إلى أمريكا لمدة عامين ليعود في 3 نوفمبر 1948 في الوقت الذي شهد اغتيال حسن البنا.
كان من أوائل منظري فكر السلفية الجهادية منذ ستينيات القرن العشرين، استنادًا إلى بعض توجهات الإخوان، ونشأة التنظيم الخاص للجماعة.
ألف قطب أكثر من 400 كتاب أشهرها كتاب "مفترق الطرق" و"معالم في الطريق" الذي كان أحد أسباب إعدامه، اعتبره الرئيس جمال عبدالناصر هجومًا صريحًا على السلطة الحاكمة، بعد حادثة المنشية في عام وكان سببًا في إعدامه عام 1956.
عمارة.. من فلسفة الاشتراكية للتنظير الإسلامي
بدأ الدكتور محمد عمارة، حياته اشتراكيًا حتى صار فيلسوف الاشتراكية المقدَّم، وبينما الاشتراكيون فرحون به، تحول عن الفكر الاشتراكي لينضم إلى الركب الإسلامي.
وعاش عمارة سلسلة من التحولات الفكرية وقد مر بأطوار من الماركسية إلى الاعتزال فالسلفية إلى غير ذلك، هو واحد من كوكبة انتقلت من الفكر الماركسي إلى الفكر الإسلامي.
المسيري.. الإخواني الذي تحول إلى يساري

بدأ الدكتور عبدالوهاب المسيري، حياته لفترة قصيرة، منتميًا لجماعة الإخوان المسلمين، ثم تحول بعد ذلك إلى اليسار المصري وتحديدًا للحزب الشيوعي، وفي 2004 انضم لحزب الوسط الإسلامي ليصبح من أوائل المؤسسين، وقبل وفاته شغل منصب المنسق العام لحركة كفاية، التي تأسست في نهاية 2004 للمطالبة بإصلاح ديمقراطي في مصر، ونظمت سلسلة تظاهرات احتجاجًا على إعادة انتخاب الرئيس المخلوع حسني مبارك لولاية خامسة في 2005، وتعرض للاعتقال أكثر من مرة.
وبدأ الدكتور المسيري حياته المهنية معيدًا في جامعة الإسكندرية فور تخرجه، وإثر عودته من الولايات المتحدة قام بالتدريس في جامعة عين شمس وفي عدة جامعات عربية من أهمها جامعة الملك سعود في المملكة العربية السعودية وجامعة الكويت.
كما تقلّد عدة مسئوليات أبرزها أستاذ زائر في أكاديمية ناصر العسكرية، وفي جامعة ماليزيا الإسلامية، وعضو مجلس الخبراء في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، ومستشار ثقافي للوفد الدائم لجامعة الدول العربية لدى هيئة الأمم المتحدة في نيويورك، ومستشار أكاديمي للمعهد العالمي للفكر الإسلامي بواشنطن. في يناير 2007 تولى منصب المنسق العام للحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) وهي الحركة التي عارضت في تلك الفترة حكم مبارك وسعت لإسقاطه من الحكم بالطرق السلمية ومعارضة تولي ابنه جمال مبارك منصب رئيس الجمهورية من بعده.
حسن: المبدعون يهجرون الإخوان بسبب رفضها "التنظير"
يقول الدكتور عمار على حسن، المفكر والباحث في علم الاجتماع السياسي، إن جماعة الإخوان تعانى منذ نشأتها ما يمكن أن نسميه "الفقر في الإبداع"؛ نتيجة استخدام أسلوب "الرأي الواحد"، السبب الذى جعل الكثير ممن ينضمون إليها يهجرونها سريعًا بعدما يصطدمون بواقع أنها تمثل حاجزًا أمام أفكارهم وإبداعهم الذي ينطلق بعد انشقاقهم عنها.
ولفت حسن إلى أن الجماعة تكره "التنظير" وكل إنسان صاحب فكر ورأى مستقل، لأنها ترى أنهم يشكلون تهديدًا عليها وعلى فكرة التنظيم؛ حيث يأتي ذلك في ظل شعورهم الدائم بأنهم يملكون مقررات دينية كافية، وبالتالي ليس هناك حاجة لديهم إلى أي معارف جديدة، وهذا ما يفسر أن الكثير من قيادات الإخوان من خريجى الكليات العملية التطبيقية مثل الطب والهندسة وغيره، والذي تمت ملاحظة تراجع مستواهم المهني بعد انضمامهم لها بسبب انشغالهم بأمور التنظيم والسياسة.
وأكد حسن أن الكثير من الباحثين في العلوم السياسية المتعاطفين مع جماعة الإخوان حاولوا بعد انضمامهم لها أن يطوروا من أفكارها، إلا أنهم واجهوا حروبًا ضارية من قبل القيادات، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن الجماعة لا تتقبل الرأي الآخر ودائمًا ما يكون هناك انشغال دائم بفكرة "التنظيم"؛ حيث إنها لا تؤمن بالديمقراطية كفكر، أو الشورى كأسلوب لإدارة الأمور كما تدعي.
وأشار حسن إلى أن الإخوان دائمًا ما يحاولون "أسلمة" كل شيء بما فيها العلوم، في تصور منهم بأن هذا هو الأصح، على الرغم من أن المولى عز وجل أمر الإنسان بأن يتفكر ويعمل عقله، موضحًا أن هناك شعورًا دائمًا يسيطر عليهم وهو أنهم على صواب وأنهم سيفوزون في النهاية؛ لأنهم يرون في أنفسهم الإسلام الصحيح بحسب تصورهم، لذا لا نجد تواصلاً بينهم وبين الآراء المخالفة لهم أو حتى العلوم والمعارف الأخرى.

الشرقاوى: غياب "الإنسانيات" عن الإخوان سبب فقر "الإبداع"
من جانبه، قال الدكتور فتحي الشرقاوي، أستاذ علم النفس السياسي بجامعة عين شمس، إن الجماعات المنغلقة على ذاتها لا يتوافر بها أي إبداع لأن أي عمل إبداعي لابد أن يتضمنه حرية الرأي، وهو الأمر غير المتوفر لدى الكثير من الجماعات الإسلامية بما فيها جماعة الإخوان التي دائمًا ما يكون "السمع والطاعة" إحدى السمات الأساسية لها، فهم يميلون إلى السير وراء آرائهم أيًا كانت، سواء تحظى بقبول لدى الرأي العام أم لا.
ولفت الشرقاوي إلى أن الأفراد الذين ينتمون إلى مثل هذه التنظيمات دائمًا ما يكونون باحثين علميين، وهو ما يفسر وجود نسبة لا بأس بها من أساتذة الجامعات الذين ينتمون إليها؛ وذلك لأن البحث العلمي غير قائم على الإبداع الفني، بقدر ما هو معتمد على القدرة على البحث الجاف، عكس الفنون التي تحتاج إلى إبداع وإعمال للعقل والتفكير خارج الصندوق حتى يمكن أن تقدم في النهاية ما يمكن أن يكون محل جذب في كل الفنون سواء في الأدب والشعر أو الفكر.
وأكد الشرقاوي أن "الإنسانيات" التي تعتبر المحتوى الرئيس للإبداع والفن، غائبة عن تفكير هذه الجماعات؛ لأنها لا تحرص على التواصل الإنساني والتعرف على الآخر وطريقة تفكيره، ضاربًا المثل بالأديب العالمي نجيب محفوظ الذي كان يحرص على التعرف على ثقافات العالم من حوله، حتى أصبح في النهاية يستطيع أن يعبر عن نفسه وعن الشخصية المصرية التي يقابلها بواقعها بتفرد مبدع؛ لأنه لم ينغلق على ذاته بل تعرف على ثقافة الآخرين، ولم يكتف بما يعرفه كما تفعل مثل هذه التنظيمات التي دائمًا ما تتعامل بتعالٍ مع مَن يخالفها ولا تكلف نفسها جهد معرفته أو حتى كيفية التواصل معه.
ولفت الشرقاوي إلى أن الجماعات الإسلامية لا تملك قدرة على مخاطبة المخالفين لها في الرأي سواء في الداخل أو الخارج، وهذا ما يفسر سقوط "الإخوان" عن الحكم بعد عام، فهناك تعامل دائم مع "الأنا"، وليس هناك قدرة على التعامل مع المتغيرات بمرونة، وهذا يبرر فشلهم السياسي الذي نتج من عدم قدرتهم على فهم أبعادهم وأبعاد الآخر، إضافة إلى سيطرة شعور المظلومية عليهم والبكاء على الأطلال دون الاهتمام بمعرفة مدى صحة منهجهم حال تعثرهم؛ حيث إن أي إنسان عاقل إن تعرض لفشل يراجع نفسه حتى يتعلم من أخطائه وهذا الأمر لم تصل إليه هذه الجماعات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.