أبو موسى الأشعري من كبار الصحابة آمن فور سماعه بدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام ولازمه. أسلم أبو موسى بمكة، ثم رحل إلى قبيلته في اليمن ثم خرج مع جمع من الرجال من قومه في سفينة، فجرفهم البحر إلى الحبشة، حيث كان جعفر بن أبي طالب وأصحابه مهاجرون. فخرجوا جميعًا في سفينتين متوجهين إلى المدينةالمنورة، فوجدوا النبي صلى الله عليه وسلم عائدًا من فتح خيبر. فكانت غزوة خيبر أول المشاهد التي شهدها أبو موسى الأشعري مع النبي محمد. شارك أبو موسى بعدئذ في أوطاس التي بعثها النبي محمد بعد غزوة حنين قادها أبو عامر الأشعري عم أبي موسى لقتال فلول هوازن بقيادة دريد بن الصمة، فقُتل فيها أبا عامر، وقتل أبو موسى قاتله. ودعا لهما النبي الرسول عليه الصلاة والسلام عند عودته، فقال: «اللهم اغفر لعبيد أبي عامر، ثم قال اللهم أجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك»، ثم قال: «اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه، وأدخله يوم القيامة مُدخلاً كريمًا». كان أبو موسى أكتر أهل القرآن حفظًا، وعملاً، واتقانًا وكان سباقًا للجهاد.