شدد خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، على عدم السماح باستغلال الأراضي المقدسة لأغراض سياسية. وأضاف خلال مؤتمر صحفي: "أهلا بكل إيراني مسلم يمثل الإسلام الحقيقي على هذه الأرض الإسلامية، والأراضي السعودية يشرفها أن تستقبل أي إنسان يريد أن يحج من إيران إذا سمحت له الحكومة الإيرانية". وقال: "أدعو الله أن يهدى القيادات والحكومة الإيرانية، ويردع توجهاتهم الخاطئة نحو إخوانهم المسلمين من العرب في العراق وسوريا واليمن وكل أنحاء العالم". وتابع: "إذا كانوا يجهزون لنا جيش لغزونا، فنحن لسنا لقمة سائغة، ونسوف نردع كل معتدى ولن نتوانى أبدًا في حماية هذه الأراضي المقدسة، وكل شبر لا يمكن أن يدنس وباقي علينا إنسانًا على هذه الأرض". وكان يفترض أن يؤدي 64 ألف إيراني هذا العام مناسك الحج، ولكن في نهاية مايو الماضي، أعلنت مؤسسة الحج والزيارة الإيرانية، أن "الحجاج الإيرانيين سيحرمون من أداء هذه الفريضة الدينية للعام الجاري، بسبب مواصلة الحكومة السعودية وضع العراقيل بما يحملها المسؤولية في هذا الجانب"، حسب بيان أصدرته آنذاك. بدورها، حملت الرياض، طهران، مسؤولية منع مواطنيها (الإيرانيين) من أداء الحج هذا العام، وقالت وزارة الحج والعمرة السعودية، إن وفد منظمة الحج والزيارة الإيرانية، غادر البلاد، دون التوقيع على محضر إنهاء ترتيبات حج الإيرانيين لهذا العام، مؤكدة "رفض المملكة القاطع لتسييس شعيرة الحج أو المتاجرة بالدين". وشهدت الأيام القليلة الماضية حرب تصريحات بين طهرانوالرياض تبادل فيها الطرفان الاتهامات حول المسؤولية عن منع حجاج إيران من أداء الفريضة هذه العام. واعتادت المملكة أن تصدر سنويًا، تحذيرًا لحجاج إيران من إقامة مراسم "البراءة من المشركين"، وتقول الرياض إن تلك المراسم من شروط طهران هذا العام للسماح لمواطنيها بأداء الحج. وإعلان "البراءة من المشركين" هو شعار ألزم به المرشد الإيراني الراحل، "روح الله الخميني"، حجاج بيت الله الحرام (من الإيرانيين) برفعه وترديده في مواسم الحج، من خلال مسيرات أو مظاهرات تتبرأ من المشركين، وترديد هتافات بهذا المعنى، من قبيل "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل"، باعتبار أن الحج يجب أن يتحول من مجرد فريضة دينية عبادية تقليدية إلى فريضة عبادية وسياسية. وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران، أزمة حادة، عقب إعلان الرياض في 3يناير الماضي، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة، في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد، شمالي إيران، وإضرام النار فيهما، احتجاجًا على إعدام نمر باقر النمر رجل الدين السعودي (شيعي)، مع 46 مدانًا بالانتماء ل "التنظيمات الإرهابية".