أستاذ علم اجتماع: الحاجة تدفع المرأة لاستغلال أبنائها.. وخبير أمنى: الجسد أسهل وسيلة للتهريب والنسب تتزايد تمردن على الحياة ولجأن إلى الطرق غير المشروعة لتحقيق مكاسب مالية، استغللن أنوثتهن وقدرتهن على المراوغة، "نساء تربعن على عرش تجارة الكيف"، وجاء اقتحامهن لتلك التجارة، نتيجة لأسباب اختلف الخبراء وأساتذة علم الاجتماع فى تأويلها ما بين "حب المال، والإدمان وغياب الرقابة المجتمعية والنازع الديني"، فيما نجحت الأجهزة الأمنية فى تقويض بعضهن، إلا أن الأسرة المصرية تبقى أكبر خاسر.. "المصريون" ترصد أشهر تاجرات المخدرات. "لو عايز ترتاح روح عند نجاح" "ماما نجاح" سيدة أربعينية ألقت بأنوثتها عرض الحائط، لتحقيق ثروات طائلة من تجارة المخدرات بمصر القديمة، وأصبحت تناطح الرجال فى عالم الكيف، ودأبت على تكوين مملكة البرشام بالاستعانة بمسجلين خطر يوزعون البضاعة ويجمعون ثمنها فى اليوم التالي. "نجاح" لجأت إلى مواقع التواصل الاجتماعى لتوسيع تجارتها وآخر ما كتبته عليه قبل القبض عليها "لو عايز ترتاح روح عند نجاح"، وسبق أن نشرت على صفحتها "بانجو ملفوف على شكل قلب" مرفق معه عبارة "ده كان حاجة كده عاملينها بمناسبة الفلانتين"، وهو أحد المنشورات الموجودة على الصفحة الخاصة بتاجرة المخدرات، التى نجح رجال العمليات الخاصة بالتنسيق مع مباحث مصر القديمة فى القبض عليها، بعد تكوينها عصابة للاتجار فى المواد المخدرة. وكان آخر ما كتبته أخطر تاجرة مخدرات فى مصر، على صفحتها "صباح الاصطباحات من ماما نجاح". "رضا" الهرم الرابع تقاسمت شهرتها مع شهرة الهرم الأثري، وتحولت إلى أكبر تاجرة كيف حتى قبض عليها وبحوزتها 60 قطعة حشيش، وزنت 5 كيلو ومبلغ 206 آلاف جنيه، فضلاً عن "سيدة" بحوزتها (250 طربة من مخدر الحشيش وزنها 25 كيلوجرامًا، وكمية من مخدر الأفيون، و35 جرامًا، ومبلغ مالى قدره 2500000 جنيه، وكمية من المشغولات الذهبية وزنت 178 جراما من حصيلة تجارة المواد المخدرة) بالقليوبية مارس الماضي. "آمال فياض" ملكة تجارة الهروين ملكة الهيروين، هكذا يسمونها روادها، من طالبى الكيف، سيدة أربعينية من أشهر تاجرة هيروين بمنطقة الملكة بفيصل، وسبق اتهامها فى العديد من القضايا، كما تم القبض على المعلمة، وبحوزتها 60 طربة حشيش وربع مليون جنيه. "صباح" دليفرى "الحشيش" بالعاصمة "نصلك إلى باب البيت"، لعل ذلك شعار صباح، تلك الأربعينية التى تبنت فكرة توزيع الكيف على عملائها أينما وجدوا، ذاع سيطها بالعاصمة خاصة منطقة المرج، حيث كانت تقوم بترويج المواد المخدرة بنفسها على عملائها حتى وقعت فى فخ الداخلية أثناء عملها. مداهمة أمنية توقع ب"سعاد" فى شباك الداخلية "سعاد برشامة التخصص مبدأنا ومزاج العميل يهمنا".. هذا ما فعلته سعاد الشابة التى لم تتجاوز الخامسة والعشرين من العمر، والتى ناطحت عتاولة تجارة المخدرات بتخصصها فى بيع البرشام، حتى أوقعت بها مداهمة أمنية وقبض عليها وبرفقتها عدد من المتعاطين للمواد المخدرة، وبتفتيش المنزل عثر على 250 ألف قرص مخدر. "نعمات" تجر طفلتها للاتجار بالكيف ضمانًا لمستقبلها أوقعت ربة منزل، طفلتها التى لم تتجاوز ال 14 عامًا فى شراك الشر بعد أن أجبرتها والدتها نعمات، أكبر تاجرة مخدرات بأكتوبر، على رعاية تجارتها واستلام وتسليم المواد المخدرة، حتى ألقى القبض عليها. "آية.ب" مازالت طفلة فى حكم القانون، ولكنها كانت أشهر مروجى المخدرات بمنطقة أكتوبر، بعد أن اندمجت فى عصابة المخدرات التى تتزعمها والدتها، حتى سقطت فى يد قوات الشرطة، وبحوزتها 16 كرتونة حشيش، بداخلها 160 قطعة كبيرة الحجم وزنت 40 كيلو. "شادية" سيدة الكيف الأولى بالدويقة بمجرد أن تطأ قدماك منطقة الوحايد بالدويقة، وتحاول الحصول على "صباع حشيش"، أو "تذكرة هيروين"، لن تسمع غير اسم شادية، فهى أكبر تاجرة مخدرات فى المنطقة، كما يقول "م.ا" بائع متجول، مضيفًا أن "شادية" من تقوم بتوزيع الحشيش على صغار التجار بالمنطقة، وأن رجال شادية منتشرون بالوحايد، مؤكدًا أن الأجهزة الأمنية حاولت أكثر من مرة إلقاء القبض عليها دون جدوى. "أم شبارة" تخصص كافيهات خرجت شهرة النساء فى تجارة المواد المخدرة من نطاق القاهرة الكبرى، إلى بعض المحافظات، ففى السويس تمكنت مباحث المخدرات بمديرية أمن السويس، من ضبط 13 ألف قرص مخدر بحوزة "فتحية.ح" وشهرتها "أم شبارة"، والتى تزعمت تشكيلا عصابيًا للاتجار فى الأقراص المخدرة بالمحافظة وتوزيعها على رواد الكافيتريات والكافيهات بالسويس. الجسد أسهل وسيلة لتهريب المخدرات جسدهن كلمة السر فى تجارتهن، حيث إنه وسيلة سهلة ومضمونة فى نجاح عملية التهريب والإخفاء.. ذلك ما علل به اللواء مجدى البسيوني، الخبير الأمني، تصاعد نسبة النساء فى اتجار الكيف، قائلاً: قلة أعداد الشرطة النسائية تجعلهن فى منأى عن التفتيش من قبل رجال الشرطة" مضيفَا أن البدانة الجسمانية لدى تاجرة المخدرات أفضل من النحافة، لكونها عاملاً قويًا فى عنصر التهريب، حيث إن المرأة البدينة بخلاف النحيفة تنقل كمية أكبر من المواد المخدرة عن طريق ربطها فى أماكن من جسدها وإخفائها بملابسها الداخلية. أستاذ علم الاجتماع: الربح المادى الدفاع لاتجار النساء بالمخدرات "المال" هو الدافع الرئيسى لدخول الجنس الناعم تجارة الكيف ومناطحة الرجال، هذا ما قاله الدكتور طه أبوالحسن، أستاذ علم الاجتماع، مضيفا أن السبب الأول للجوء المرأة لطرق غير مشروعة، هو تحقيق الربح المادي، ونفى أبو الحسن أن يكون حب الاستطلاع وراء دخول المرأة عالم الجريمة، ولكن قد يكون شعورها بأنها بعيدة عن الملاحقة الأمنية لكونها امرأة، تجعل عنصر الشك لدى الأمنيين ورجال الشرطة بعيدًا عنها، بخلاف الرجل دائمًا ما تتوجه إليه أعين الملاحقين أمنيًا لتوافر عنصر الشك تجاههم، موضحًا أن تجار المخدرات يعتمدون كثيراً على استخدام النساء سواء فى إيقاع الرجال بتعاطى المخدرات أو فى جلبها، ويلجأ تجار المخدرات لشتى الحيل التى قد توقع بالمرأة ومنها فخاخ الحب والزواج والظروف الاجتماعية، وإقناعها بتلك الفكرة قد يدفعها للرضوخ لذلك، خاصة أن العائد المادى يكون مجديًا. الاضطرار قد يجعل المرأة تستعين بأبنائها لمعاونتها فى تجارة المخدرات.. بتلك الجملة أجاب أستاذ علم الاجتماع على تساؤلنا حول استغلال الجنس الناعم لأبنائهن فى تجارة الكيف، بأن المرأة تلجأ لذلك مضطرة وليس من باب توريث المهنة، كما يفعل بعض الآباء كالأطباء والمهندسين، ولكن شعورها الدائم بأنها فى دائرة الخطر يدعم لديها شعورًا بأن أولادها سيكونون أمنًا لها وحماية، ولن يفكروا فى الإضرار بها والإبلاغ عنها. واستطرد أبو الحسن، أن الاكتفاء المالى وتحقيق مبالغ معينة قد يجعل ممتهنة تجارة المخدرات تفكر فى تأمين مستقبل أبنائها وتعليمهم وإبعادهم عن حياتها الخطرة.