فى الوقت الذى تشهد فيه الدولة اهتمامًا بالتراث والمتاحف الأثرية تناسى مسئولو الشرقية ما فعله الزعيم أحمد عرابى ووقفته فى وجه الخديوى وقولته الشهيرة " لقد خلقنا الله أحرارًا ولم يخلقنا عبثًا أو تراثًا ولن نستعبد بعد اليوم " وشوهوا تمثاله الشهير فى ميدان قرية هرية رزنة. وشهدت المحافظة، حالة من الاستياء الشديد خاصة بين أهالى قرية هرية رزنة مسقط رأس الزعيم بعد تشويه التمثال ودهانه باللون الأخضر فى ظل الاحتفال بوقفته الشهيرة فى التاسع من شهر سبتمبر الجارى. وتداول رواد موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" صورة لتمثال الزعيم أحمد عرابى بمدخل القرية بعد أن قام مسئولو التجميل بتشويهه ببويات وألوان باللون الأخضر لا تتناسب معه، حيث أثار ذلك سخرية نشطاء موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك من مسئولى التجميل بالمحافظة والمسئولين عن حملة تحيا مصر واستخدموا فى انتقادهم عبارات "دول مش مسئولين تجميل دول مسئولين تشويه" و"يخرب بيتهم شوهوا التمثال" و"ده عرابى ولا الراجل الأخضر". ووصف أهالى القرية، ما حدث للتمثال بالفضيحة، ودشن محمد العوضى أحد أهالى القرية حملة لجمع توقيعات الأهالى للتقدم بشكوى إلى رئيس الوزراء للتحقيق فى الفضيحة. وأعرب الأهالي، عن استيائهم الشديد من مسئولى المحافظة والذين لم يتحركوا دائمًا إلا بعد وقوع الكارثة مؤكدين أنه بعد إثارة قضية تمثال عرابى فى وسائل الإعلام تم دهانه مرة ثانية وعودته إلى هيئته الأصلية. ومن منزل عرابي، قال عبد الفتاح عرابى – حفيد عرابي- 66 عامًا أن ما حدث من تشويه لتمثال جدى يعد وصمة عار فى جبين مسئولى المحافظة فلم يكفهم الإهمال الشديد، الذى يشهده المتحف ووصل الإهمال إلى تشويه تمثاله بمدخل القرية، لافتًا إلى أن متحف الزعيم أحمد عرابى تحول الآن إلى مقبرة دفن بها تراث وحضارة مصر . وأكد ل"المصريون"، أن متحف جده كان يحتوى على قاعة بانوراما و1654 قطعة آثار وغيرها من محتويات مدرسة شهداء بحر البقر، وتم التحفظ على كل هذه الأشياء فى مخزن بمنطقة تل بسطة علاوة على مجموعة من اللوحات التاريخية الموجود بها صور الزعيم وتحكى قصة وتاريخ نضاله . كما أوضح محمد عرابى نجل حفيد الزعيم، أن الإهمال لم يكن فقط فى تشويه التمثال وغلق المتحف وإنما وصل إلى ميدان الزعيم فى مدينة الزقازيق فبعدما كان قبلة للقادمين إلى المحافظة تحول الآن إلى سويقات وغرز شاى وموقف للسيارات بل وإلى مرتع للحمير . فيما أضاف محمد العوضي، أحد النشطاء بالقرية، أن بيته يعانى أيضاً من عدم الاهتمام على الرغم من كونه مسجلاً بالآثار ولكن لا يعرفه الكثيرون وخاصةً بعد إغلاق المتحف ولم يتم ترميمه حتى الآن، موضحًا أن زيارات المحافظين ما هى إلا مجرد شو إعلامي، مطالباً الرئيس عبد الفتاح السيسى ووزير الآثار بسرعة إنهاء إجراءات ترميم متحف عرابى ومنزله حتى نتمكن من استقبال الوافدين من أبناء المحافظة.