فى سرعة البَرْق تحرَّكت الإدارة الأمريكية لنصرة رعاياها بمصر والمتهمين فى قضية تمويل منظمات المجتمع المدنى، ولا عجب فى ذلك أن يتحرَّك رئيس الأركان الأمريكى لإنقاذ هؤلاء من السجن أو المحاكمة، ويزور البلاد بعده وزير النقل، وتجرى السفيرة الأمريكية اتصالات مُكَثَّفة بالمسئولين لإطلاق سراح الأمريكان الذين تورَّطوا فى القضية.. إنَّما العجيب أشد العجب أن تتقاعس مصر وتتخلّى عن نصرة أحد العلماء الأبرار وأحد الصادعين بالحق فى وجه الأنظمة الفاسدة وباكورة الثورة الشيخ الضرير عمر عبد الرحمن الذى يقبع فى السجون الأمريكية دون جريمة، وقد حُكِم عليه فى قضية مُلَفَّقة محاباة للرئيس المخلوع حسنى مبارك. العجب كل العجب.. أن تتغافل السلطة المصرية مطالب الجماهير التى نظمت عشرات المظاهرات تطالب بالتدخُّل للإفراج عن الدكتور عمر وهى لا تحرك ساكنًا ولا تكلِّف نفسها مجرَّد طلب الإفراج عن الشيخ الضرير من السلطات الأمريكية. وأسرة الدكتور عمر تفترش الأرض وتلتحف السماء أمام السفارة الأمريكية منذ 7 أشهر كاملة والمجلس العسكرى يتجاهل القضية تمامًا كأنَّ الأمر لا يخص إنسانًا مصريًا مظلومًا يجب المنافحة عنه. كل الفرص الآن سانحة أمام المجلس العسكرى للمطالبة الرسمية بالإفراج عن الدكتور عمر مقابل ال19 أمريكيًّا المتهمين بالتجسُّس وتمويل منظمات المجتمع المدنى. نحن نطالب الأغلبية الإسلامية فى البرلمان بنصرة وتفعيل قضية الدكتور عمر عبد الرحمن شيخ الحركة الإسلامية، والذى يعانِى المرض والتعذيب فى سجون أمريكا، وذلك باستدعاء وزير الخارجية لتقاعسه فى المطالبة بإطلاق سراح الشيخ الضرير، ومعرفة أسباب عدم تقديم الخارجية المصرية طلبًا لأمريكا بخصوص عودته لبلاده حتى الآن. والفرصة اليوم مهيَّأة لمساومة أمريكا والضغط عليها؛ فلدينا 19 أمريكيًا متهمًا نستطيع أن نعقد بهم صفقةً ناجحةً كما حدث مع الجاسوس الإسرائيلى جلعاد شاليط، والذى تَمَّ إطلاق سراحه والإفراج عنه مقابل 1027 أسيرًا فلسطينيًا كلهم من المقاومين الفلسطينيين وعلى رأسهم أحلام التميمى والمحكوم عليها ب16 حكمًا مؤبدًا أى يصل إلى 400 سنة سجنًا". وليس شاليط بأعز عند قومه من مكانة شيخ الحركة الإسلامية فى قلوب مُحِبّيه. لقد آن الأوان لهذا الفارس أن يترجّل.. لقد آن الأوان أن يعود الرجل الشجاع الذى عارض نظام الرئيس المخلوع بكل قوة، فهو أول من أفتى بالخروج على الحاكم الظالِم، وأوَّل من قال الحق عند سلطان جائر. فهو باكورة الثورة المصرية والتى اكتملت يوم الخامس والعشرين من يناير.. فلا تنسوه أيها السادة فى صلاتكم وسجودكم بالدعاء أن يفرِّج الله كربه ويردَّه إلى وطنه سالِمًا غانِمًا.. العار سوف يلحقنا جميعًا إن تخلينا عن الشيخ عمر لأنه رمز وطنى أصيل ناضَل ونافح من أجل كرامة وحرية هذا الوطن.. نعم الإثم سوف يلاحقنا جميعًا إذا لم نتحرَّك لإطلاق أسير مسلم سُجِن وعذِّب من أجل دينه وعقيدته.. إننى أطالب الدكتور سعد الكتاتنِى بضرورة فتح ملف الدكتور عمر عبد الرحمن ودور النظام البائد فى سجنه وتعذيبه وتلفيق التُّهم له من أجل التخلُّص منه لمعارضته القوية لمبارك..كما أطالبه بسُرْعة الضغط لإطلاق سراحه قبل أن يموت الشيخ الضرير فيلحقنا العار جميعًا.