أبدى أزهريون غضبهم الشديد من تصريحات الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، التي قال فيها، إن الأزهر مؤسسة علمية وليست دينية حسب توصيف القانون والدستور. ورأوا أن تصريحات الهلالي تهدف إلى إثارة البلبلة بدون سند أو برهان، مؤكدين أن الدستور ينص صراحة على "أن الأزهر مؤسسة دينية وإسلامية"، مطالبين الذين يقولون أنه مؤسسة علمية أن يقرؤوا الدستور قبل أن يتكلموا. وقال الدكتور محمود مزروعة، العميد الأسبق لكلية أصول الدين جامعه الأزهر، إن "الأزهر الشريف مؤسسة علمية دينية توجيهية"، مشيرًا إلى أن "هذا ليس فقط بنص الدستور أو القانون ولكن أيضًا بحكم الواقع". وأوضح مزروعة ل"المصريون"، أن "الجميع إذا نظر للأزهر وفروعه سيجدون أن الأزهر به مؤسسة للوعظ والإفتاء، بالإضافة إلى أنه مؤسسه علمية وتعليمية"، موضحًا أنها تجمع بين العلم الديني والدنيوي معًا، وهذا ملموس على أرض الواقع. وتابع: "التعليم بالأزهر قبل الإمام محمد عبده كان مقتصرًا على التعليم الديني فقط، لكن الشيخ محمد عبده أضاف له بجانب العلوم الشرعية العلوم الدنيوية من علوم الطب والاجتماع والتاريخ والهندسة وغيرها". واستدرك: "الذين يخطبون على المنابر ويوعظوا الملايين بالمواعظ الدينية"، متسائلاً: "كيف نقول أن هؤلاء تخرجوا من مؤسسة علمية فقط وليس مؤسسة دينية"؟ وأشار إلى أن "الجامعات المصرية تخرج طلابًا للدولة المصرية فقط، لكن الأزهر يخرج طلابًا لجميع الدول". ولفت إلى أن أعدادًا كثيرة تأتي من جميع الدول، سواء إسلامية وغير إسلامية، ليتعلموا العلوم الشرعية من الأزهر، وهؤلاء يعودون لبلادهم ليعلموا العلوم الدينية والدنيوية لشعوبهم. وقال الدكتور عبد الحليم محمد منصور، وكيل كلية الشريعة والقانون بتفهنا الأشراف الدقهلية، إن "الأزهر مؤسسة تعليمية دينية مسئولة عن نشر الإسلام الوسطى ومسئولة أيضًا عن نشر الدين الإسلامي في جميع الدول"، مشيرًا إلى أن أي كلام غير ذلك يعد كلامًا غير صحيح". وأوضح ل"المصريون" أن "الجميع ألان يطالب الأزهر بتجديد الخطاب الديني، ونشر الإسلام الوسطى، ومحاربة الأفكار الشاذة التي تسئ للإسلام والمسلمين"، متسائلاً: "كيف يقال هذا والجميع يطالب الأزهر بكل هذا"؟ وأضاف أن "فضيلة الإمام الأكبر يتم أخذ رأيه في جميع المسائل المتعلقة بالجانب الديني، والجميع يلجأ إلى الأزهر ومؤسساته عند الحاجة لفتوى تتعلق بالجانب الديني"، متابعًا: "لا يمكن أن يقال أن الأزهر مؤسسة تعليمية فقط". ولفت إلى أن الأزهر مؤسسة دينية تعليمية، تلعب دورًا تعليميًا مهما، ودور ديني لا ينكره أحد، فالأزهر ليس مقتصرًا على جانب واحد فقط، مشيرًا إلى أن الأزهر إذا تخلى عن هذا الدور سيترتب عليه انتشار الأفكار الإرهابية، علاوة على انتشار الأفكار المتعصبة. من جانبه، قال الدكتور شوقي السيد الفقيه الدستوري ، إن الدستور المصري ينص على أن الأزهر مؤسسة دينية وإسلامية، مطالبًا الذين يقولون إنه مؤسسة علمية يجب أن تخلع جلباب الدين نهى عن أن يقرؤوا الدستور قبل أن يتكلموا. وأضاف السيد ل "المصريون" أن المادة السابعة من الدستور تنص على ذلك صراحة: "الأزهر الشريف هيئة إسلامية علمية مستقلة، يختص دون غيره بالقيام على كافة شئونه". وأشار الفقيه الدستوري إلى أن "الأزهر كذلك هو المرجع الأساسي في العلوم الدينية والشئون الإسلامية، ويتولى مسئولية الدعوة ونشر علوم الدين واللغة العربية في مصر والعالم".