حضرت يوم الأربعاء الماضي، وكان آخر يوم لشهر أغسطس من العام الحالي، احتفالية لجنة الثقافة، بالمجلس القومى لحقوق الإنسان، تلك الاحتفالية لتكريم أفضل الأعمال الدرامية "المسلسلات" التى عرضت فى شهر رمضان المبارك ولمست الجوانب الإنسانية. وقد نال مسلسلا جراند أوتيل، والميزان الجائزتين الأولى والثانية، بينما حجبت الثالثة للعام الثالث على التوالي! وقد اعتاد مجلس حقوق الإنسان منذ تأسيسه عام 2003م، على تكريم الأعمال الفنية الناجحة فى ماراثون السباق الرمضاني، ما عدا عام 2012، وهو عام حكم الإخوان المسلمين وتشكيلهم للمجلس الإخوانى "كما أطلق عليه" بعد سقوط حكم آل مبارك عام 2011.. وبعد سقوط الإخوان، تم تشكيل المجلس الحالى برئاسة محمد فائق. وهكذا يتضح أن المجلس القومى لحقوق الإنسان المصري.. مجلسًا يتماشى ويتماهى مع أيديولوجية الدولة، ويتغير بتغيير نظام الحكم فيها! وفى كل الأنظمة لم يتغير، فهو أسس للفشخرة وللمظاهر الكاذبة وغالبية أعضائه المعينين للمجاملة، ورد الجميل أحيانًا، ونادرًا ما يتخلى عن اجتماعات الغرف المكيفة، ويتفاعل مع الشارع المصري! وبالعودة للاحتفالية، والتى أقيمت بفندق متواضع بحى الدقي، بحضور كوكبة من رجال الصحافة والفن، وستة فقط من أعضاء المجلس من أصل 25 عضوًا، فلم يحضر كمال الهلباوى مثلًا. وربما لأن المجلس كان فى إجازته السنوية "أغسطس من كل عام" والأعضاء ربما كانوا خارج البلاد، أو أن الأمر برمته لا يعنيهم فى شيء. كان للظروف الاقتصادية التى تمر بها البلاد، أثر سيئ على حفل التكريم السنوي، فلم يقع الاختيار على فندق أكثر شهرة، أو على الأقل اختيار قاعة أكبر حجمًا واتساعًا، أو الاتفاق مع إحدى الشركات المنظمة للمعارض أو الاحتفالات أو الندوات.. إلخ لتتولى هى مسئولية التنظيم، بدلاً من الهرجلة والزحام التى شهدتها القاعة، بسبب التنظيم السيئ! وبرغم هذا انتهت الاحتفالية على خير الحمد لله وعقبال العام القادم. وأخيرا.. وعلى هامش ذكر سيرة المجلس القومى لحقوق الإنسان.. أود أن أوجه رسالة للمواطن المصري.. أنت من فرطت فى حقك، وأنت من تنازلت، وأنت من ارتضيت بالدونية فى حياتك ومعيشتك وكرامتك، وأنت من تركت الإنسانية التى هى أسمى المطالب، ولم تضعها بالمرة فى قائمة متطلباتك وأولوياتك، وبدلتها بالذى هو أدنى، فلا تلومن إلا نفسك! وأعلم أنه لن يمسح دمعك إلا يديك، لا مجلس قومى ولا غيره!