قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية, إن الغرب هو المسئول عن المجازر المتواصلة في سوريا, بسبب تلكؤه منذ البداية في التدخل لردع نظام بشار الأسد. وأضافت الصحيفة في مقال لها في 31 أغسطس, أنه لو حدث التدخل الأمريكي البريطاني الفرنسي منذ تفجر الأزمة السورية, لكان أنهى الكارثة التي تشهدها البلاد حاليا. وتابعت " الكوارث التي ترتبت على عدم التدخل مثل مقتل مئات الآلاف ونزوح وفرار الملايين داخل البلاد وخارجها, هي مسئولية الغرب بالأساس". واستطردت الصحيفة " الرئيس الأمريكي باراك أوباما تراجع عن تهديده بتوجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد، بالرغم من تجاوزه للخط الأحمر الذي وضعته واشنطن بشأن ضرورة عدم استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين". وخلصت "واشنطن بوست" إلى القول إن سوريا تشهد دمارا على مستويات متعددة, ويبدو أن الحرب فيها لن تنتهي في المستقبل القريب. وكانت صحيفة "التايمز" البريطانية, قالت أيضا إن إنشاء منطقة يُحظر فيها تحليق مروحيات نظام بشار الأسد, سيعرقل استخدامه قنابل غاز الكلور وقنابل النابالم والبراميل المتفجرة, التي قتلت عشرات آلاف المدنيين السوريين خلال السنوات الخمس الماضية. وأضافت الصحيفة في مقال لها في 27 أغسطس, أنه إذا أراد المجتمع الدولي إنقاذ آلاف الأرواح واستعادة مصداقيته, فعليه التحرك لفرض منطقة حظر طيران، لأن النظام السوري لا يزال يحتفظ بكميات كبيرة من غاز الكلور. وتابعت " يجب على بريطانيا والولايات المتحدة الوقوف في وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين, وفرض منطقة حظر طيران فوق المناطق, التي تسيطر عليها المعارضة السورية". وأشارت الصحيفة إلى أن اكتفاء الغرب بإدانة مجازر نظام الأسد وروسيا ضد المدنيين السوريين, لم تعد تجدي نفعا, لأن المطلوب هو أفعال ملموسة على الأرض. وكان الكاتب البريطاني تيم مونتغمري, قال أيضا إن المناطق الآمنة هي الحل الأمثل في الوقت الراهن لإنقاذ أرواح السوريين من المجازر التي يرتكبها نظام بشار الأسد وحليفه الروسي. وأضاف مونتغمري في مقال له أيضا بصحيفة "التايمز" في 22 أغسطس, أن هناك تجربة سابقة في العراق أثبتت نجاح المناطق الآمنة في إنقاذ الكثيرين دون الحاجة لموافقة الأممالمتحدة. وتابع " رئيس الوزراء البريطاني الأسبق جون ميجور كان صاحب فكرة تشكيل مناطق آمنة للأكراد في شمال العراق والشيعة في جنوبه بعد حرب الخليج عام 1991". واستطرد " التحالف الدولي حينها قام بإسقاط جوي ضخم للمساعدات الإنسانية, كما فرض حظرا جويا فوق هذه المناطق الآمنة". وأشار الكاتب إلى أن ما فعله نظام صدام حسين ضد الأكراد والشيعة لا يقارن بوحشية نظام بشار الأسد, ورغم ذلك سارع الغرب حينها لإقامة المناطق الآمنة, مستنكرا عدم اتخاذ خطوة مماثلة في سوريا. وكانت "التايمز", قالت أيضا في 22 أغسطس, إن النظام السوري قتل من شعبه, ما فاق بكثير المجازر التي وقعت في السابق في رواندا, وقيل وقتها إنها "لن تتكرر أبدا". وأضافت الصحيفة, أن بعض التقديرات تشير إلى أن عدد القتلى في المجازر التي ارتكبها نظام بشار الأسد بلغ 470 ألفا، وهو يفوق عدد من قتلوا في رواندا. وتابعت " رغم تركيز الغرب على جرائم تنظيم الدولة, إلا أن الحقيقة هي أن معظم القتل في سوريا تم بواسطة نظام الأسد وحليفه فلاديمير بوتين". واستطردت الصحيفة " إحصاءات الشبكة السورية لحقوق الإنسان تشير إلى أن أكثر من نصف ال204 مذابح التي وقعت في النصف الأول لهذا العام تمت بواسطة جيش الأسد، بينما كانت الغارات الروسية مسئولة عن 66 مذبحة". وكان الكاتب الأمريكي مايكل غيرسون, قال في وقت سابق إن المجازر المتواصلة في سوريا منذ أكثر من خمس سنوات, ما كانت لتحدث لولا صمت إدارة الرئيس باراك أوباما. وأضاف غيرسون في مقال له ب"واشنطن بوست" الأمريكية في 27 مايو الماضي, أنه بينما تحدث أكبر كارثة إنسانية في العصر الحديث في سوريا، اكتفت إدارة أوباما بموقف المتفرج. وتابع " هذا الموقف يعود إلى أن إدارة أوباما كانت تسعى وراء صفقتين فقط , هما نزع الأسلحة الكيميائية من النظام السوري, وإبرام الاتفاق النووي مع إيران". واستطرد الكاتب " المجازر ستتواصل في سوريا لسنوات أخرى, ما لم تتدخل أمريكا لإيقاف نظام بشار الأسد, الذي اقتراف أبشع الجرائم بحق الشعب السوري". وأضاف " نظام الأسد يستخدم وسائل أخرى أكثر فظاعة من الأسلحة الكيميائية, كالبراميل المتفجرة, لإبادة السوريين". وكانت مجلة "نيوزويك" الأمريكية, قالت هي الأخرى إن السر وراء عدم تدخل الرئيس الأمريكي باراك أوباما لوقف مجازر النظام السوري ضد المدنيين, هو إيران. وأضافت المجلة في مقال لها في 12 مايو أن التدخل الأمريكي بالأزمة السورية كان سيعرض المفاوضات بشأن النووي الإيراني للخطر. وتابعت " أوباما ركز على التوصل لاتفاق نووي مع إيران أكثر من الاهتمام بردع نظام بشار الأسد ووقف قتل المدنيين في سوريا". ونقلت عن بن رودز نائب مستشارة الرئيس الأمريكي للأمن القومي, قوله إن التدخل الأمريكي في سوريا ما كان سيجعل الأمور أفضل، وإن تجربة غزو العراق هي دليل على ذلك. ورفضت المجلة هذا التبرير, قائلة إن فشل التدخل العسكري بالعراق لم يمنع القوات الأمريكية من حماية الإيزيديين بالبلاد، كما لم يمنع إدارة أوباما من إقامة وجود عسكري أمريكي على الأرض لمواجهة تنظيم الدولة بكل من العراقوسوريا. وخلصت إلى القول إن الصفقة النووية مع إيران وراء صمت أوباما إزاء المجازر بسوريا. وكانت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية, قالت أيضا إن كثيرين يرون أن اتفاق التهدئة في سوريا, كان خدعة جديدة تهدف للتحضير لحملة روسية إيرانية لتشديد الخناق على مدينة حلب شمالي البلاد. وأضافت المجلة في مقال لها في 24 إبريل الماضي أن قوات إيرانية شوهدت جنوبي حلب، كما لم يسمح نظام بشار الأسد بمرور المساعدات الإنسانية لمئات الآلاف المحاصرين في سوريا بشكل عام. وتابعت "روسيا قامت بتقليص وإعادة نشر قواتها في سوريا, ولكنها لم تنسحب من البلاد بشكل كامل، بينما لا تزال منظومة صواريخ اس 400 المتطورة في مكانها للدفاع عن قواعدها العسكرية، وكذلك من أجل منع أميركا ودول الجوار السوري من إقامة منطقة حظر طيران في سوريا, دون موافقة من موسكو". واستطردت المجلة " روسيا نشرت أيضا قوات خاصة في سوريا من أجل تحديد أهداف مستقبلية للضربات الجوية الروسية، كما قامت بتحريك طائرات مروحية إلى قواعد في شرقي مدينة حمص وسط البلاد". وأشارت إلى أن واشنطن بدأت تتحرك أيضا نحو الموقف الروسي، وأن هناك مؤشرات على التقارب بينهما فيما يتعلق بالأزمة السورية, موضحة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قام بتسليم مسودة دستور إلى وزير الخارجية الأمريكي جون يري مبني على وثائق أعدها خبراء قانونيون مقربون من نظام بشار الأسد. وتابعت المجلة "مسودة الدستور هذه تتضمن بقاء الأسد في السلطة مع احتمال وجود ثلاثة نواب له". وفي 29 يوليو الماضي, قال موقع "ديلي بيست" الأمريكي أيضا, إن صمت إدارة الرئيس باراك أوباما على استخدام المقاتلات الروسية القنابل العنقودية, وهي أحد الأسلحة الفتاكة, ضد المدنيين في سوريا, يعني أنها أصبحت غير معنية بالأزمة السورية. وأضاف الموقع في تقرير له, أن إدارة أوباما يبدو أنها ألغت المدنيين السوريين والمعارضة السورية السلمية من اهتماماتها, بصمتها على المجازر التي ترتكبها القوات الروسية ونظام بشار الأسد ضد المدنيين. وتابع " أحدث دليل على التخاذل الأمريكي, هو الصمت أيضا إزاء تدمير المستشفيات والمدارس والمساجد والبنية التحتية في سوريا, التي يحميها القانون الدولي، والصمت كذلك عن أكبر حصار لمدنيين في حلب منذ حصار الصرب لسراييفو في الفترة ما بين 1992 و1995 ". وأشار الموقع إلى أنه طرح عدة أسئلة على وزارة الخارجية الأمريكية بشأن استخدام روسيا القنابل العنقودية ضد المدنيين السوريين، وما إذا كانت واشنطن قد أثارت هذا الأمر مع موسكو، إلا أنه لم يحصل على أي إجابة. وفي 3 يوليو الماضي, كشفت صحيفة "واشنطن بوست" أيضا أن إدارة الرئيس باراك أوباما سلمت مؤخرا اقتراحا جديدا إلى روسيا بشأن سوريا, يحقق للرئيس فلاديمير بوتين ما كان يسعى له منذ شهور. وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها, أن هذا الاقتراح يعتبر استمرارا للتنازلات الأمريكية أمام روسيا في سوريا, ويتضمن استهداف فصائل من المعارضة السورية المناوئة لنظام بشار الأسد ممن تعتبرها موسكو "إرهابية", وذلك في مقابل توقف روسيا عن قصف المناطق التي تنتشر فيها المعارضة المعتدلة المدعومة من الغرب. وتابعت " هذا التعاون الجديد بين موسكووواشنطن سيستهدف بالقصف جبهة النصرة المناوئة لنظام الأسد". وحذرت الصحيفة من أن هذا التعاون الأمريكي الروسي الجديد سيساعد فقط في تعزيز نظام الأسد، الذي تسببت مجازره ضد المدنيين في تعاظم قوة تنظيم الدولة "داعش".