انتقدت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية, تصريحات المسئولين الفرنسيين المناهضة لارتداء البوركيني "لباس البحر للمرأة المسلمة", وقالت إنها محاولة للتغطية على عجزهم عن منع هجمات تنظيم الدولة. وأضافت الصحيفة في مقال لها في 28 أغسطس, أن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي وزعيمة حزب الجبهة الوطنية المتطرف ماريان لوبان أيدوا الحظر على البوركيني، كما دعا رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس للدفاع عن الجمهورية الفرنسية ضد مثل هذه "الاستفزازات" المتمثلة بارتداء البوركيني. وتابعت " السياسيون الفرنسيون لم يفعلوا شيئا في أعقاب الهجمات المتتالية التي شنها تنظيم الدولة, ولذا قرر عمدة بلدة فيلناف لوبي أن يقوم بعمل رمزي ضد التنظيم, فقرر حظر ارتداء البوركيني على شواطئ بلدته, وسرعان ما حذت 14 بلدة فرنسية حذو هذه البلدة في حظر البوركيني". وانتهت المجلة إلى السخرية من حملة فرنسا ضد "البوركيني", قائلة :" إن فرنسا عجزت عن مواجهة تنظيم الدولة، فاتجهت لمحاربة البوركيني". وكان تم تداول صور في 24 أغسطس عبر مواقع التواصل الاجتماعي تظهر شرطة مدينة "نيس" الفرنسية, وهي تجبر امرأة مسلمة على خلع "البوركيني" على شاطئ المدينة جنوبي فرنسا. وبعد نشر هذه الصور, انتقدت الأممالمتحدةوالولاياتالمتحدة وكندا في 25 أغسطس، حظر بلديات فرنسية ارتداء "البوركيني"، وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن الصور المتداولة لإجبار الشرطة الفرنسية سيدة على خلع "البوركيني" تدل على عدم احترام كرامة المرأة، وتتنافى مع حقوق الإنسان. وأضاف المتحدث الأممي أن المسئولين في مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة، يشعرون بالقلق من الإملاءات المتعلقة بالملابس. وحسب "الجزيرة", انتقد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أيضا قرار البلديات الفرنسية حظر البوركيني، داعيا إلى احترام حقوق الناس وخياراتهم. وفي السياق ذاته، قالت الولاياتالمتحدة إنها لا تؤيد حظر "البوركيني" في الشواطئ الفرنسية، غير أنها حذرت الأمريكيين المسلمين المسافرين إلى فرنسا من أن عليهم الامتثال لقوانينها. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية إليزابيث ترودو إن بلادها تؤمن بقدرة الناس على التعبير عن معتقداتهم الدينية بالطريقة التي يرونها مناسبة، وهو أمر ينسحب على حالة "البوركيني". وفي 26 أغسطس, علق مجلس الدولة الفرنسي قرار حظر "البوركيني", بعد أن أثار خلافات داخلية وقوبل باستنكار في الخارج. وأصدر المجلس قراره عقب طلب من رابطة حقوق الإنسان الفرنسية بإبطال حظر البوركيني في بلدة "فيلانوف لوبيه" المطلة على البحر المتوسط. ورحب المجلس الأعلى للديانة الإسلامية في فرنسا بقرار مجلس الدولة الذي جاء بعد انتشار صور على مواقع التواصل الاجتماعي لرجل شرطة مسلح يأمر امرأة مسلمة على شاطئ بمدينة نيس بأن تتعرى جزئيا، مما أغضب العديد من مسلمي فرنسا، وتسبب في حالة قلق عالمية. وحسب "الجزيرة", سيتعين على ثلاثين بلدية فرنسية حظرت السباحة بالبوركيني أن تتخلى عن تطبيق قراراتها امتثالا لحكم مجلس الدولة الذي يعدّ أعلى سلطة إدارية قضائية في البلاد.