خرجت الي النور عدد من المراسلات للراحل نجيب محفوظ بمناسبة مرور 10 سنوات علي رحيله , مع عدد من الشخصيات العامة ومنهم الكاتب محمد حسنين هيكل، والرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، والدبلوماسي كوفي عنان، الأمين العام للأمم المتحدة السابق، وجاكلين كيندي، زوجة الرئيس الأمريكي الأسبق جون كنيدي، وصديق الأديب المصري المقيم بالسويد سعيد سالم. وكان من المقرر أن ترسلها هدى نجيب محفوظ، نجله الأديب، إلى وزارة الثقافة لوضعها في متحف نجيب محفوظ، لكن تعذر إرسالها بسبب تأخر إنشاء المتحف، وخشية ضياعها، وفق ما قالته نجله الأديب ل"بوابة الأهرام"، في تصريحات خاصة. لكن بعد انفراج أزمة المتحف، واعتماد وزارة الآثار دراسة صندوق التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة للبدء في ترميم وتجهيز تكية محمد أبو الدهب، وترحيل موظفي الآثار القابعين بالدور الأول من المتحف، صرحت هدى نجيب محفوظ، ل"بوابة الأهرام" أنها بصدد الترتيب لإرسالها للوزارة لوضعها بالمتحف. وقد أشارت "هدى"، التي أمدتنا بصور هذه المكاتبات، إلى أن أسرة الأديب الراحل سلمت وزارة الثقافة في عهد وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني، حوالي 1000 كتاب، بعضها نُسخ مُوقعة، والجوائز التي حصل عليها طيلة حياته، والمكتب الخاص به، وصورًا فوتوغرافية، وكذلك "برنيطة" الأديب الشهيرة، وغيرها. (مائة جنيه شهريًّا لمحفوظ من الأهرام) في 27 ديسمبر 1972، أرسل الكاتب محمد حسنين هيكل، باعتباره رئيس تحرير الأهرام، خطابًا للأديب نجيب محفوظ، يؤسس فيه لاتفاق جديد بين الأديب ومؤسسة الأهرام، فيما يخص استكتابه ونشر إبداعه بالأهرام دون غيرها. وقد جاء في الخطاب على لسان "هيكل" وفقاً لما نشرته جريدة الأهرام : "تأييدًا لما تم اتفاقنا عليه، فإن هذا التعاون على أسسه الجديدة، سيبدأ بينكم وبين مؤسسة الأهرام اعتبارًا من أول يناير 1972، وأن مؤسسة الأهرام ستدفع لكم مكافأة قدرها مائة جنيه شهريًا مقابل حقها في نشر كل ما تقدمونه إليها من إنتاجكم الذي لم يسبق نشره على أن تتولوا محاسبة مصلحة الضرائب بمعرفتكم عما قد يستحق من ضريبة باعتباركم مؤلفًا، وأن هذا الاتفاق يسري لمدة عام قابلة للتجديد إلى مدد أخرى وفق ما يتم عليه اتفاقنا في نهاية كل عام". وفي 31 مايو 1980، قبل حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل في الآداب بثماني سنوات، حمل صديق محفوظ المقيم في السويد سعيد سالم، نبأ وصفه في خطابه للأديب ب"الخطير"، يُبشره فيه بأنه على وشك الحصول على جائزة نوبل في الآداب عما قريب. وسرد "سالم" في خطابه المحمول على ظهر كارت معايدة، سر هذا النبأ، موضحًا أن التقى بصحفي سويدي وزوجته التي تترجم للأديب رواية "زقاق المدق" إلى اللغة السويدية، وقد أخبراه بأن نجيب محفوظ سيحصل على جائزة نوبل في الآداب، وقد حاول الاستزادة منهما عن التفاصيل إلا أنهما اكتفيا بذلك. (جاكلين كيندي تبدي إعجابها) وبعد حصوله على جائزة نوبل بعامٍ واحد، أرسلت جاكلين كنيدي أوناسيس، زوجة الرئيس الأمريكي جون كيندي الخامس والثلاثين، في 23 فبراير 1989 رسالة مكتوبة بخط اليد، موقعة، تُبدي فيها إعجابها الشديد بأعمال نجيب محفوظ الأدبية، وبخاصة "الثلاثية". وأوضحت "كيندي" في رسالتها المُكثفة المكتوبة باللغة الإنجليزية، أنها قامت بتحرير ومراجعة النسخة الأمريكية من الثلاثية، وذلك من خلال قراءتها لأول مجلدين من الثلاثية (الأول والثاني) باللغة الفرنسية، معبرةً عن شغفها العميق بقراءة الجزء الثالث من الثلاثية، كما أشارت إلى أن الترجمة للإنجليزية تبدو فكرة جيدة، ولكنها تستغرق وقتًا طويلًا، والشفيع في ذلك أن الجميع بإمكانه قراءة الثلاثية. وختمت "كنيدي" رسالتها بجملة تحمل شغفًا كبيرًا بالأديب نجيب محفوظ قائلة: "أتمنى أن أقابلك في يوم من الأيام". وحصلت جاكلين كنيدي على ليسانس في الأدب الفرنسي من جامعة جورج واشنطن بالولايات المتحدةالأمريكية، وعملت مراجعة ومحررة للكتب في العقدين الآخيرين من حياتها. (رسالة كوفي عنان) في 11 نوفمبر 1997، بعث الدبلوماسي كوفي عنان، الأمين العام السابع للأمم المتحدة، خطابًا للأديب نجيب محفوظ، بمناسبة أن عام 1998 يوافق الذكرى الخمسين لاعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي تبنته الأممالمتحدة في 10 ديسمبر 1948، يطلب منه إرسال رؤيته الخاصة وأفكاره حول إعلان حقوق الإنسان، في حدود صفحتين أو أقل، قبل نهاية يناير 1998، وذلك باعتباره أحد الحائزين على جائزة نوبل في الآداب عام 1988. وتلك دعوة يقدمها كوفي عنان للحائزين على جائزة نوبل من أنحاء العالم في جميع المجالات، ليطرحوا رؤاهم وتطلعاتهم الفكرية، حتى تستثمرها الأممالمتحدة ضمن احتفالية الخمسين. كما بعث الرئيس الفرنسي جاك شيراك، في 26 يناير 2003، رسالة للأديب تحمل تمنياته بسرعة التعافي، بعد تعرّضه لوعكة صحية، إثر نزلة برد حادة جعلته يتنفس بصعوبة وتأثرت ذاكرته قليلًا، نُقل بسببها إلى أحد مستشفيات العجوزة. كذلك هنأه "هيكل" في خطاب آخر يحمل تاريخ 15 ديسمبر 2003، بعيد ميلاده التاني والتسعين، بقوله: "أتابع كما يتابع الجميع غيري احتفالات عيد ميلادك الثاني والتسعين، وعلى وجه اليقين فإن هذة الحفاوة البالغة بك مبعث رضى كبير لكل العارفين بقيمتك والداعين لك بالصحة الموفورة بدنًا وفكرًا وخيالًا خلاقًا ومبدعًا".