افتتح الرئيس الكيني، أوهورو كينياتا، اليوم الجمعة، في نيروبي، الاجتماع الوزاري للدول الإفريقية واليابان، تحضيراً ل"مؤتمر طوكيو الدولي السادس للتنمية في إفريقيا" (تيكاد 6)، الذي تستضيفه بلاده، يومي27، 28 أغسطس الجاري، لمناقشة التحديات التي تواجه القارة الإفريقية في مجالات التنمية. ويشارك في مؤتمر طوكيو الدولي، 35 رئيس دولة إفريقية، إلى جانب وفد ياباني كبير يقوده رئيس الوزراء، "شينزو آبي"، كما تجاوز عدد المشاركين 6 آلالاف شخص، منهم 900 من الجانب الياباني، فيما يمثل إفريقيا 5 آلالاف مشارك، إضافة إلى منظمات دولية ومؤسسات مالية مهتمة بتنمية إفريقيا، بحسب مراسل الأناضول. وقال الرئيس الكيني، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري، إنه "مؤتمر تاريخي ينعقد في إفريقيا للمرة الأولى"، مشيراً أن "المؤتمرات الخمس السابقة كانت تستضيفها طوكيو". وأكد أن "المؤتمر يأتي في ظل التقدم الاقتصادي الذي تحققه إفريقيا في مجال التنمية بالتعاون مع شركائها، واليابان هي أهم شريك لإفريقيا"، معتبراً أن أن "الاستثمارات في إفريقيا تنمو بسرعة كبيرة وخاصة في مجالات البنية التحتية، الطاقة، والتعليم". وذكر "كينياتا" أن القارة السمراء تشهد تقدما في التحول الديمقراطي، وطفرة في التوسع في مجالات التكنولوجيا والاتصالات وزيادة الدخل. وأوضح أن ثمة تحديات تواجهها إفريقيا، تتمثل في تزايد البطالة نتيجة قلة فرص العمل، داعياً إلى "ضرورة التوسع في الصناعات والتحول الصناعي لإتاحة المزيد من فرص تمكن الشباب من العمل"، كما شدّد على أهمية دور القطاع الخاص في التحول الاقتصادي لإحداث فتح الفرص أمام الشباب. من جانبه، عبّر وزير الخارجية الياباني، "فوميو كيشيدا"، في كلمته، عن "ارتياحه للتعاون الياباني الإفريقي"، مشيراً أن "المؤتمر سيبحث آفاق التعاون بين بلاده وإفريقيا عبر مظلة الاتحاد الإفريقي". وأكد أن "اليابان شريك رئيسي لإفريقيا، لأنها قارة تستحق الدعم"، حسب قول "كيشيدا". ووصل الرؤساء المشاركين في القمة، نيروبي اليوم، وفي مقدمتهم "آبي"، حيث أجرى فور وصوله محادثات مع الرئيس الكيني، أوهورو كينياتا. وفي مؤتمر صحفي مشترك، للرئيس الكيني ورئيس الوزراء الياباني، في نيروبي، عقب محادثات بين الطرفين، في القصر الجمهوري، قال كينياتا إن "مؤتمر (تيكاد) يعتبر ركيزة مهمة أسست للشراكة بين اليابان وإفريقيا لتبادل التعاون حول التنمية والشراكة، وكانت منطلقاً لتأسيس التعاون الاقتصادي بين إفريقيا واليابان". بدوره، قال رئيس الوزراء الياباني إن "التصنيع هو مفتاح التحول الاقتصادي في إفريقيا، وأتعهد بالمزيد من الاستثمارات اليابانية في القارة الإفريقية، خاصة في مجالات التصنيع، والتكنوولوجيا، وتطوير الزراعة، ودعم القطاع الخاص". وعبر "آبي" عن ارتياحه لاستضافة كينيا المؤتمر "الإفريقي الياباني"، مؤكداً أن "اليابان ستقدم كل خبراتها لمساعدة إفريقيا في تعزيز التنمية، والتكنولوجيا، والبنية التحتية". وأفاد مراسل الأناضول، إن السلطات الكينية اتخذت إجراءات أمنية مشددة غير مسبوقة لتأمين المؤتمر، إذ نشرت أكثر من 5 آلاف جندي لتوفير الحماية للمشاركين. ويعتقد المراقبون أن الإجراءات الأمنية ربما تأتي تحسباً لأي عمل إرهابي، تقوم به "حركة الشباب" الصومالية، التي أعلنت تهديداتها أكثر من مرة للقيام بأعمال إرهابية في نيروبي. جدير بالذكر أن "تيكاد" تأسست عام 1993 في اليابان، في إطار الشراكة الإفريقية اليابانية، وتعتبر أول شراكة مع الاتحاد الإفريقي. وفى بداية تسعينات القرن الماضي، دشّنت اليابان "مؤتمر طوكيو الدولى للتنمية الإفريقية" (تيكاد)، بهدف جذب انتباه العالم إلى مدى أهمية وضرورة التركيز على القضايا الإفريقية الملحة. ويشارك الجانب الإفريقي تحت مظلة الاتحاد الأفريقي الذي يضم 54 دولة إفريقية. وقد استضافت العاصمة اليابانيةطوكيو، المؤتمر أعوام 1993 و1998، و2003 و2008، و1013. -