سجل سكان ألمانيا في عام 2015، أكبر زيادة منذ نحو 23 عاما، بعد أن دخلت البلاد أعداد قياسية من المهاجرين. وتدفق أكثر من مليون من الفارين من الحروب والفقر في الشرق الأوسط وإفريقيا وغيرهما على ألمانيا، أكبر الدول الأوروبية سكانا، العام الماضي نتيجة لاقتصادها القوي وقوانين اللجوء اليسيرة نسبيا وإعانات البطالة الكبيرة. وقال مكتب الإحصاء الاتحادي إن المهاجرين في 2015 سجلوا عددا قياسيا بلغ مليونا و139 ألفا، وإن هذا العدد يزيد على الضعف بالمقارنة بعام 2014. وتسببت سلسلة من الهجمات العنيفة على المدنيين أعلن تنظيم "داعش" المسؤولية عن بعضها، في إثارة مناقشات داخل البلاد حول ميزات وعيوب الهجرة. وسوف تجرى الانتخابات الاتحادية العام المقبل، وقال بعض السياسيين الألمان إن تدفق المهاجرين سيساعد في تخفيف حدة أزمة العمالة الماهرة، في وقت تنخفض فيه المعدلات العمرية للسكان ومعدلات المواليد. ويخشى آخرون من أن يكون مثل هذا العدد الكبير من المهاجرين الذين يفتقر كثير منهم إلى المهارات اللغوية والتدريب المناسب لألمانيا، عبئا على الميزات الحكومية والأهلية التي يتمتع بها السكان. وبلغ الفرق السلبي بين عدد المواليد وعدد الوفيات في ألمانيا 188 ألفا في 2015، وزاد السكان إجمالا 978 ألف ليصل عدد السكان إلى 82.2 مليون نسمة، وهي أكبر زيادة سكانية منذ 1992. وقالت وزارة الداخلية إن 1.1 مليون مهاجر وصلوا إلى ألمانيا العام الماضي بهدف طلب اللجوء، لكن أقل قليلا من 480 ألف مهاجر قدموا طلبات بالفعل، وواجه طالبو اللجوء تأخيرات في تقديم طلباتهم. وقال مكتب الإحصاء إن الأرقام التي استخدمها في حساب المهاجرين تعتمد على الأعداد المسجلة في مكاتب التسجيل.