رفعت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، «سى آى إيه»، السرية عن وثائق حساسة وتقارير كانت ترفع يومياً إلى الرئيسين الأمريكيين السابقين، ريتشارد نيكسون، وجيرالد فورد، ويصل عددها إلى 2500 تقرير فى 28 ألف صفحة، تكشف كواليس الحرب الباردة. وذكرت الوثائق أن حرب أكتوبر كادت تسبب مواجهة نووية بين الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفييتى بشكل كبير لم يحدث منذ أزمة الصواريخ الكوبية. وكشفت إحدى الوثائق أنه قبل يوم من انطلاق حرب أكتوبر، كانت التقارير الاستخباراتية الأمريكية تقول إنه رغم ملاحظة تكثيف التدريبات العسكرية المصرية، فإن هذه التدريبات لا تبدو استعداداََ لخوض حرب ضد إسرائيل، بحسب صحيفة "المصري اليوم". وقالت الوثيقة «حتى فى اليوم الذى بدأت فيه الحرب لم تؤكد المذكرة اليومية صحة تقارير إسرائيلية بشأن هجوم وشيك، وأن أياً من الطرفين لديه أى استعداد لبدء الهجوم». فى المقابل كان المسؤولون الأمريكيون منشغلين بإمكانية قيام سوريا بتعبئة أنظمتها الدفاعية، بما يثير انزعاج إسرائيل، ويعزز مخاطر اندلاع اشتباكات عسكرية لم يعتزمها أى من الطرفين. وكشفت المذكرات اليومية لنيكسون عن حرب أكتوبر خلال الفترة من 6 حتى 25 أكتوبر، أن تقدم القوات المصرية إلى سيناء، والسورية إلى هضبة الجولان، كان أمراً مفاجئاً لإسرائيل والولاياتالمتحدة، وأنه فى الأسبوع الثانى من الحرب، تراجعت القوات السورية من الجولان، وتصدت إسرائيل لدخول تعزيزات الجيش المصرى فى سيناء، وأن الاتحاد السوفييتى مد مصر بالأسلحة. وتابعت أنه فى 14 أكتوبر، قدمت الولاياتالمتحدة مزيداً من الأسلحة لإسرائيل، وعرقلت مقترحاً فى الأممالمتحدة بوقف إطلاق النار، وأرسل الرئيس الروسى الأسبق ليونيد بريجنيف رسالة لنيكسون اقترح فيها أن ترسل الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفييتى قوات لمصر لتنفيذ وقف إطلاق النار، وهدد بريجنيف بأنه «إذا رفض نيكسون هذا الخيار، فإن الاتحاد السوفييتى سيضطر لاتخاذ خطوات أحادية الجانب». وقالت: «كان رد الولاياتالمتحدة أن وضعت قواتها النووية فى وضع التأهب يوم 25 أكتوبر، وردا على ذلك، ناقش قادة السوفييت إعلان التأهب لحرب موسعة مع الولاياتالمتحدة، وقال رئيس الوزراء السوفييتى حينها، إنه ليس من المعقول أن ينخرط الاتحاد فى حرب مع أمريكا من أجل مصر وسوريا».