استبعد خبراء سياسيون، خسارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في عام 2018، مرجعين ذلك إلى تطبيق الدولة لاستراتيجية القضاء على منافسي الرئيس. وأضافوا، أن أنصار السيسي يتبعون سياسات ممنهجة للترويج لإنجازاته، في ظل تخويف كل من يغرد خارج السرب من ملاقاة نفس المصير المفجع للمعارضة، وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين. وقال الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إنه "من المستحيل أن يخسر السيسي انتخابات 2018"، لأن "النظام قام بالقضاء على البدائل، والمصريون أصبحوا لا يرون غير المؤسسة العسكرية والنظام الحالي في قيادة الدولة". وأضاف غباشي ل"المصريون"، أن "البديل غاب عن الشارع المصري"، إذ إن "النظام استخدم استراتيجية واضحة لسد كل منافذ خروج البديل"، مشيرًا إلى سيطرته على كل المؤسسات، "وهو ما يجعل خسارة السيسي في الانتخابات القادمة أشبه بالمستحيل، لاختفاء البديل القوى في الشارع". وتوقع غباشي أن "يؤول الحال بالسيسي في النهاية إلى الترشح مقابل غريمه المعتاد حمدين صباحي". وقال الدكتور حسن نافعة، الخبير السياسي، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الحديث عن الانتخابات الرئاسية لعام 2018 لا يزال مبكرًا، مشيرا إلى أن المناخ السياسي للدولة سيقود تلك الانتخابات، موضحًا أن "الشعب هو صاحب الكلمة في اختيار رئيس لمصر أيًا كان "السيسي أو مرشح آخر". وأضاف نافعة ل"المصريون" أن هناك طرفًا آخر بعيدًا عن القوى السياسية والمدنية سوف يحدد مصير الانتخابات الرئاسية، وسيقوم بتنظيم صفوفه حول مرشح واحد ليكون رئيسًا للجمهورية في 2018، وهذا الطرف لا ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، وبالتالي خسارة السيسي أو نجاحه في الانتخابات القادمة ب2018 سوف يحددها الشعب". واستبعد الدكتور أحمد مهران، مدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية، خسارة السيسي الانتخابات الرئاسية المقبلة لعام 2018، لأن "النظام سيقوم بتنفيذ سيناريو انتخابات 2013، في إطار حلقة من مسلسل كامل يقدمه السيسي وصباحي خلاله الانتخابات القادمة، بالإضافة إلى الاستعانة بالبرلمان لمد أجل حكم النظام". وأضاف مهران ل"المصريون"، أن "النظام سيضع آليات لتوجيه الرأي العام عن طريق وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمطبوعة، سيستخدمها في الانتخابات الرئاسية القادمة، وسيكون هناك دور قوى لمؤيدي النظام في ذلك الوقت للتحكم في الرأي العام لصالح السيسي". وأشار إلى أن "النظام سوف يروج لإنجازات السيسي، وسيقوم المؤيدون بتخويف الشعب من ملاقاة نفس المصير الذي وصل إليه الإخوان"، لافتًا إلى أن "فكرة السيسي هو المنقذ الوحيد للدولة، كما حدث في 30 يونيو، ستفرض نفسها على المشهد السياسي القادم". وتابع: "اختفاء المعارضة" واحدة من أبرز سمات المرحلة القادمة، وبناءً على تعليمات من النظام الحاكم، الذي يدير مقاليد الأمور بخطة محكمة، مشيرًا إلى أنه لن يكون هناك مرشحون للرئاسة غير السيسي وحمدين صباحي، وهو ما يكرر مشهد 2013. في السياق ذاته، قال الناشط السياسي حازم عبدالعظيم، إن بعض دول الخليج بدأت في رفع يدها عن دعم الرئيس عبدالفتاح السيسي، لأن طريقته في إدارة الحكم وتنفيذه للمشروعات تفتقد للشفافية، وهذه الدول تحب الوضوح في كل شيء. وأضاف عبدالعظيم، في تصريحات له، أنه رغم الرفض الذي يلقاه النظام الحالي حتى من أقرب الداعمين له، إلا أن الحديث عن تجهيز بديل له "هبل"، لأن السيسي لن يسمح بذلك، فهو يدير الدولة بالحديد والنار، مشيرًا إلى أن مشروع البديل الذي طرحه الدكتور عصام حجي جيد جدًا، ولكن النظام الحالي لن يسمح له بالنجاح. كما استبعد إمكانية، وجود ترتيبات لتجهيز الفريق أحمد شفيق المقيم بالإمارات منذ 2012 ليحل بديلا للرئيس السيسي، مؤكدًا أن هذا الأمر لا يتعدى أحاديث تناقلتها وسائل الإعلام ولا أساس لها من الصحة.