"الدول العربية بدأت تعرف وتقدر أهمية إسرائيل".. هكذا استهل موقع "ميدا" الإخباري العبري تقريرًا نشره اليوم، معلقًا على رفض وزير الخارجية المصري سامح شكري وصف قتل إسرائيل للأطفال الفلسطينيين ب "الإرهاب"، وعدم وجود رد فعل عالمي على هجوم إسرائيل على قطاع غزة مؤخرًا. وقال: "هذان الأمران ليسا من قبيل الصدفة؛ ففي الوقت الذي ينسحب فيه النظام الإقليمي أمام القوى المتطرفة، تتحول إسرائيل من المشكلة إلى الحل". وأضاف: "في الفترة الأخيرة زادت التحديات التي تمثل تهديدات فعلية على العالم العربي؛ أبرز هذه التحديات هي إيران وداعش وتدهور وضع الدولة وصعود الإرهاب داخل البلاد، الأمر الذي يعتبر الإسلام هو دافعه الأساسي". وتابع: "التحدي الإيراني تعزز العام الأخير عبر الاتفاق النووي الذي توصل إليه الغرب مع طهران، ومئات المليارات من الدولارات التي سيحصل عليها اقتصاد الجمهورية الإسلامية؛ نتيجة لرفع العقوبات عنها بموجب الاتفاق، هذه الأموال سيتم استثمارها في صب المزيد من الزيت على نيران التوتر وسفك الدماء بالمنطقة، مثل اليمن والعراقوسورياولبنان؛ ما سيمثل تهديدًا مباشرًا على عدد من الدولة مثل السعودية والإمارات، ما سيسهل لطهران تصدير ثورتها الإسلامية لأنحاء أخرى من العالم، وعلى رأسها أوروبا وأمريكا". وأكمل: "تحدي داعش مستمر في تهديد سورياوالعراق بشكل مباشر، إلا أن تأثيره يتزايد في بؤر إضافية مثل ليبيا وشبه جزيرة سيناء، كذلك في الأردن تلاحظ نشاطات هدفها إعداد العقول لليوم الذي يأتي بعد رحيل الملك، ورغم فقدانه مناطق في الحرب مع جيشي العراقوسوريا، إلا أن نهاية داعش لاتبدو في الأفق وهو مستمر في تنفيذ إرهابه والدعاية الخاصة به لفترة كبيرة". واستدرك: "في هذا الوضع المحزن الذي يعيش فيه العالم العربي، يمكن لإسرائيل أن تحصل على مصادقة إقليمية لدورها؛ فهي لا تمثل تهديدًا على أي دولة أخرى، عدا المنظمتين الإرهابيتين في الشرق الأوسط وهما حماس في قطاع غزة وحزب الله في لبنان، وكذلك داعش ستكون هدفًا محتملاً لتل أبيب في اللحظة التي سيمس فيها التنظيم حدود إسرائيل". وأشار إلى أن "أول دولة عربية اكتشفت الحل الإسرائيلي هي مصر؛ التي تتقاسم مع تل أبيب القلق من الإرهاب ومن داعش التي أقامت فرعا لها في شبه جزيرة سيناء، ومنذ منتصف 2013، تعمل مصر السيسي ضد حركة حماس الفلسطينية، وأغلقت معبر رفح الحدودي ودمرت اقتصاد الأنفاق التي يحفرها رجال غزة داخل الأراضي المصرية"، لافتة إلى أن "هناك شائعات أن إسرائيل تساعد بطرق مختلفة مصر في الحرب المشتركة للدولتين ضد داعش". وذكر أن "تحالف تركيا مع حركة حماس وضعها في الجانب غير الصحيح من التاريخ، أنقرة تحاول أن تخفي ميولها الإسلامية عبر إعادة العلاقات مع كل من إسرائيل وروسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، لكن في نفس الوقت لا يمكن لتركيا إخفاء عدائها لمصر السيسي ولتل أبيب، وهما الدولتان التي تقفان اليوم في جبهة واحدة ضد الإرهاب الإسلامي، الذي يعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أحد داعميه المتحمسين جدا". وأوضح أنه "في الوضع الحالي؛ والذي تحولت فيه إسرائيل من مشكلة إلى حل، لم تعد العلاقات مع الأخيرة أمرا مخجلاً، ودول عربية وغير عربية عديدة لا تنفي وجود اتصالات بينها وبين ما كانوا يسمونه (الكيان الصهيوني)". ورأى أن "التحديات الحقيقية التي تهدد وجود النظام السياسي في الشرق الأوسط لم تعد إسرائيل من بينها، ودول كثيرة بالمنطقة وخارجها تفهم الآن أن إسرائيل هي ركيزة الاستقرار".