"رماد ومبان محروقة " كل ما تبقى من نظامين مختلفين كل البعد عن بعضهم البعض, ولكنهما متفقان فى المصير اللتى وصلت إليهما مقراتهما "الشاهد الوحيد" والحقيقى على طغيانهما . النظام الأول تمثل فى مبارك ورجالة, الذين عثوا فى الأرض فسادًا , 30 عامًا حكم فيها الرئيس المخلوع حسنى مبارك مصر، احتلت فيها مصر مراكز "أولى" فى الفساد والتعذيب وسوء الأوضاع المعيشية، وتراجعت مصر فى تلك الفترة فى تصنيفات التقارير الدولية، وأخذت تلك الأرقام فى التصاعد حتى بلغت ذروتها عام 2011، قبيل قيام ثورة 25 يناير. النظام الثانى تمثل فى مرسى وجماعة الإخوان المسلمين, هذا النظام الذى استمر عامًا واحدًا فقط, فعلى الرغم أن الرئيس المعزول محمد مرسى لم يكمل عامًا على توليه الرئاسة حتى ثار الشعب المصرى عليه وعلى جماعته " الإخوان المسلمين", مطالبين بعزلهم بسبب عدم مصداقيتهم والسعى وراء مصلحتهم الشخصية على حساب مصلحة الوطن, خاصة أنها كانت ضاربة بالدستور والحريات ومبادئ 25 يناير، وشعار الثورة "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية" عرض الحائط. وقد رصدت "المصريون" أهم مقار نظام جماعة الإخوان والحزب الوطني. المقر الرئيسيى للحزب الوطنى "بكورنيش النيل "منطقه نزاع بلا شك "سيلفت نظرك " ذلك الفراغ الذى ظل منذ ثورة يناير ، مبنى ذو واجهة محترقة تمت مساواته بالأرض مؤخرًا, هذا المقر الذى ولد مشاعر متباينة وأسئلة متعددة فى أذهان كل من وقف أمامه, ليكون عبرة لمن لا يعتبر . يعتبر مقر الحزب الوطنى، رمز القوة والنفوذ والسلطة فى مصر على مدار 37 عامًا, متواصلة بعد أن أسسه الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 1978 ، وخلفه فى رئاسته الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك، حيث سيطر الحزب الوطنى طيلة هذه السنوات على الحياة السياسية المصرية بالكامل إلى أن وصل لحد الفساد فى المرحلة الأخيرة من عمره، والتى انتهت بثورة 25 يناير 2011، لتنتهى أسطورة هذا المبنى. وبعد مرور 5 سنوات على واقعة حرقة, قررت الحكومة هدم المبنى والاستفادة من الأرض, لتشتعل المنافسة يومًا بعد يوم بين محافظة القاهرة ووزارة الآثار قبل دخول وزارتى الاستثمار والثقافة، لنيل حقهما للفوز بملكية الأرض والتى تقع فى أغلى منطقة والتى يصل سعر المتر فيها إلى 100 ألف جنيه. "مقر المقطم" أكبر مقار الإخوان المسلمين "خارج نطاق الخدمة" ارتبط بأذهاننا وفقًا لما تعرضه السينما المصرية بالمكان المشبوه, ولكن بعد تولى جماعة الإخوان المسلمين حكم البلاد, وإنشائها مقرًا جديدًا لحزب الحرية والعدالة بالمقطم, ارتفعت قيمة المنطقة بشكل كبير . مقر المقطم من أهم المقرات الإخوانية، والتى لها أهمية وقيمة كبيرة لدى أفراد الجماعة, ففى 22 مايو 2011 قام محمد بديع بافتتاح المقر العام لجماعة الإخوان المسلمين والمكون من 5 أدوار , لكن بعد قيام ثورة 30 يونيو , خرج الشعب ليطالب بإسقاط حكم المرشد, وقام بعض الشباب بإلقاء زجاجات المولوتوف على مكتب الإرشاد مما نتج عنه احتراق المقر وتحول مع مرور الوقت لمقلب قمامة . الوطنى المنحل ب"الجيزة" ثانى أكبر المقرات على الرغم أنه لم يحرق مثله مثل المقر الأول, إلا أن ثورة الغضب نالته بشكل ما, حيث إنه تعرض للسلب وفرغ من محتواه تمامًا "من أجهزة كهربائية و كمبيوتر " . هذا وقد تحول إلى مكان، لحجز دورات الكمبيوتر واللغة الإنجليزية، وهو النشاط الذى اعتاد تقديمه الحزب المنحل عن طريق «جمعية جيل المستقبل»، التى أسسها نجل الرئيس المخلوع "جمال مبارك". وعلى الرغم أن لجنة هندسية أكدت أن المبنى لا يصلح ولابد من هدمه, إلا أن الدولة قامت بترميمه الأمر الذى قد يؤدى إلى انهياره فى أى وقت . "وسط البلد" ثانى أكبر مقرات الحرية والعدالة مقر الحرية والعدالة بمنطقة وسط البلد يحتل المرتبة الثانية للحزب، بعد "مكتب الإرشاد" نظراً لأهمية المكان الكائن به وهو شارع منصور أمام وزارة الداخلية، وكان يعتبر مقر إدارة حملة الانتخابات الرئاسية التى أجريت عام 2012 ودفعت جماعة الإخوان لخوض الانتخابات بالمعزول محمد مرسى. كما أن هذا المقر كان يشهد دومًا عقد اجتماعات الهيئة العليا للحزب وقياداته لمناقشة وطرح آخر المستجدات على الساحة السياسية لعرضها على الرئيس المعزول محمد مرسى. ولم ينل هذا المقر نصيبه مثل أغلب المقرات من التعرض للحرق أو اقتحامه وسرقته نظراً لموقعه المتميز القريب من وزارة الداخلية، حيث كان يتمتع بتأمين عالٍ، إلى أن قامت الحكومة بتشميعه عقب صدور حكم قضائى بحل حزب الحرية والعدالة والتحفظ على مقراته. "مقار فرعية للحزب الوطنى" " الكيت كات" جراج لسيارات الباعة الجائلين مبنى تابع لشركة الدلتا تم بناؤه سنة 1985 وأجره الحزب الوطنى من الشركة، وتحول هذا المقر إلى مقلب قمامة، حيث إن سور المبنى يحاط بالقمامة وسيارات الباعة، رغم وجود لافتة فوق القمامة مكتوب عليها "حافظوا على نظافة الشارع". " إمبابة " خرابة للمدمنين توجد ملصقات إعلانات على جدران المبنى، وعقب انتهاء الثورة قامت الشركة بعرض المقر للإيجار فى مزاد، ولكن لم يأت بالسعر المطلوب فهو الآن مغلق وتم تحويله إلى خرابة. " منشية التحرير " وحدة صحية جديدة مقر بشارع متحف المطرية، شرق القاهرة، وكان يتردد عليه قبل ثورة يناير الباحثون عن الوظائف ومن يريدون حل مشاكلهم، ومن يريدون رؤية أطفالهم، فى قضايا الأحوال الشخصية والرؤية، وقالت حارسة العقار: "إن يوم رؤية الأطفال كان لازم يحصل مشاكل كتيرة وخناقات، وعندما بدأت الثورة وتم حل الحزب الوطنى قام بعض الجيران برفع لافتة الحزب من على بلكونة المقر، حتى لا يتم حرقه، ويتردد أنه سيتحول لوحدة صحية تابعة لحى عين شمس". مقر "القلعة" وكر للبلطجية مقر الحزب الوطنى بمنطقة القلعة، عبارة عن مبنى أثرى استغرق على الطراز الفرعونى القديم، وقد استولى عليه الحزب، ولكن تم إتلاف المبنى الأثرى عقب ثورة يناير، ولم يتم ترميمه حتى الآن، ليصبح وكرًا للمدمنين والبلطجية، ومقلبًا للقمامة. "المنيل " إعادة ترميمه مقر المنيل بين المدرسة و"النقطة" عبارة عن مبنى مكون من دورين، يوجد بين مدرسة "على الجارم" ونقطة شرطة المنيل، وفى يوم جمعة الغضب، تم حرق جزء من المقر، وعقب انتهاء الثورة تم ضم المقر للمدرسة مرة أخرى، وتم ترميم هذا المبنى، وبعد ذلك تم تقسيمه بين النقطة والمدرسة. مقار فرعية لجماعة الإخوان المسلمين مقر سانت تريزا "عيادة أسنان" استأجرت جماعة الإخوان شقة بالدور الرابع بأحد العقارات الكائنة بشارع شبرا الرئيسى، كى تكون مقرًا وبعد 30 يونيو قام الشباب بتكسير المقر وقام صاحب العقار باسترداد الشقة وتأجيرها مرة أخرى، لتتحول إلى عيادة دكتور أسنان. مقر الجماعة بشارع مصر والسودان "مركز طبى" قام الحزب باستئجار فيلا من مالكها وكان أفراد الجماعة يقومون بأغلب اجتماعاتهم بذلك المقر وعقب انتهاء ثورة 30 يونيو قام بعض الشباب بإشعال النيران بمقر الحزب وسرقة كافة محتوياته من أجهزة كمبيوتر ومستندات وقطع أثاث، وقام ا صاحب الأرض باستردادها وقام بتأجيرها مرة أخرى لشركة خدمات طبية وهى شركه تعمل على إدارة المستشفيات وقامت تلك الشركة بتجديد العقار مرة أخرى ووضع لافتة عليه مكتوب "مركز طبى الواحة". " إمبابة" شقة للبيع تقع أمانة حزب الحرية والعدالة، لمنطقة إمبابة بطريق كورنيش النيل، بالقرب من قسم شرطة إمبابة وقام مالك العقار بتعليق لافتة كبيرة مكتوب عليها شقة للبيع وإمكانية استخدامها فى غرض السكن أو مقر إدارى. أوسيم حضانة ل "ميكى ماوس" مقر حزب الحرية والعدالة الكائن بمنطقة أوسيم بشمال الجيزة، ويمثل هذا المقر أهمية بالغة بالنسبة لجماعة الإخوان حيث يعد بمثابة المكان الوحيد لهم بمركزى شرطة منشأة القناطر وأوسيم الواقعين بأقصى شمال محافظة الجيزة. هذا المقر عقب نجاح الرئيس المعزول محمد مرسى، فى الانتخابات الرئاسية عام 2012، اتخذته مكاناً لإدارة اجتماعاتهم المستمرة بين قيادات الحزب لاختيار المرشحين الذين يدفعون بهم لخوض انتخابات مجلس الشعب تحول إلى حضانة ل "ميكى موس ". "ميت عقبة""سيسى رئيسى مازال خالياً ومكتوباً على مدخله "سيسى رئيسى" يقع مقر حزب الحرية والعدالة "الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين" بالعقار رقم 180 بمنطقة ميت عقبة بالقرب من نادى الزمالك الرياضى، هو عبارة عن شقة تقع بالدور الأرضى وقام الثوار بإشعال النيران بها عقب ثورة 30 يونيه تعبيرا عن غضبهم من حكم الإخوان. قناة فضائية ب"العجوزة " استأجرت جماعة الإخوان مقرًا لها بالدور الأول فى العقار رقم 64 شارع طاهر الأسمر الكائن بمنطقة العجوزة، ويعتبر بمثابة غرفة عمليات الجماعة بالمنطقة حيث كان ملتقى لقيادات الجماعة لعقد الاجتماعات الدورية للحزب. ومع بداية هجوم الثوار قاموا باقتحام المقر وأشعلوا النيران فيه محطمين أبوابه، وقامت إحدى القنوات الفضائية باستئجار الشقة لتكون مكتبًا إداريًا لها.