المطالبة بالحقوق والحريات عن طريق التظاهر، باتت أكثر صعوبة بل مستحيلة في ظل وجود قانون يمنع التظاهر ولا ينظمه. وتعتبر سلالم نقابة الصحفيين، هي قبلة الباحثين عن حقوقهم، فهي رمز للحريات في مصر، ومنبر لكل فئات الشعب ولكل طوائفه، وهذا الدور يمتد إلى ما قبل 25يناير 2011، فقد اتخذت حركة "كفاية" وأخواتها منها منبرًا للصدح بمطالبها. لكن النظام في مصر يرى أن الحريات تعوق عمله، وهذا ما أكده عدد من خبراء حقوق الإنسان، من أن الدولة تتعامل مع المتظاهرين وكأنه "أعداء للوطن" يهددون الأمن القومي، لأن الدولة تتخوف من عودت التجمعات والمظاهرات التي سوف تؤدى إلى اندلاع الاحتجاجات. وتنتشر قوات الأمن في محيط نقابة الصحفيين، وتغلق جميع المداخل المؤدية لمبنى النقابة قبل تنظيم أي وقفة احتجاجية. ومنعت قوات الأمن، تنظيم وقفة رافضة للتطبيع مع إسرائيل بعد زيارة سامح شكرى لإسرائيل، وهذه ليست هذا المرة الأولى، فقد أغلقت شارع عبدالخالق ثروت قعب دعوة حملة الماجستير والدكتوراه للتظاهر، بعد مطالبتهم بالتعيين فى الوظائف الإدارية بالدولة. وفى نفس اليوم، ألغت نقابة الصحفيين المؤتمر الصحفى لاتحاد طلاب مدارس مصر، بعد وضع قوات الأمن الحواجز الحديدية أمام الطرق المؤدية للنقابة، كما دفعت بعدد من قواتها؛ لمنع دخول طلاب الثانوية العامة إلى مقر النقابة لعرض مشاكلهم، فيما قررت لجنة حريات نقابة الصحفيين، برئاسة خالد البلشي، وكيل مجلس النقابة، إلغاء مؤتمر طلاب الثانوية. وبالأمس، فرضت قوات الأمن حصارًا مشددًا على النقابة ومنعت حركة المرور في شارع عبدالخالق ثروت تزامنًا مع الدعوة إلى التظاهر احتجاجًا على بيع الجنسية المصرية للأجانب. وقال محمود كامل، عضو مجلس نقابة الصحفيين، "النظام الحاكم يمنع المظاهرات والاحتجاجات التى تقوم على سلالم نقابة الصحفيين، في إطار سياسة تكميم الأفواه خوفًا من أى صوت معارض، حتى لا يتكرر نفس السيناريوهات التى حدثت أيام نظامى مبارك ومرسي، وبالتالى سوف يفتح الباب أمام معارضى النظام الحالي". وأضاف كامل ل"المصريون"، أن "الدولة تتعامل مع المتظاهرين وكأنهم أعداء يهددون الأمن القومي،" مطالبًا السلطة بالوقوف مع المحتجين والاستجابة لمطالبهم وحل مشاكلهم بدلاً من الاعتقال. قال الناشط الحقوقى حسين حسن حسين، عضو منظمة "الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان"، إن القيادات السياسية تتخوف من الوقفات التى تنظم على سلالم نقابة الصحفيين، موضحًا أن الشارع فى حالة غليان ضد النظام الحالي، خاصاً بعد التنازل عن الجزيرتين "تيران وصنافير" للسعودية، وإقامة السلام الدافئ مع إسرائيل . وأضاف حسن ل" المصريون": "النظام يعتبر أن التجمعات والمظاهرات سوف تؤدى إلى اندلاع أول شرارة ضده فى الشارع النظام، خوفًا من تسارع الأمور وتتحول إلى ثورة تطيح بالقيادات السياسية ويتكرر سيناريوهات 25يناير و30يوليو. وفى نفس السياق، قال الحقوقى محمد أبو ذكري، مدير مركز النضال للحقوق الإنسان، إن هناك محاولة منذ بداية حكم السيسى تضييق على الرأى العام الدولي، وتراجع عدد المعارضين له، لأنه متخوف من خضوعه لعقوبات خارجية من بعض المنظمات الدولية التى تتبع الحريات فى جميع دول العالم. وأضاف أبو ذكرى ل"المصريون "، أن النظام يسير على نهج نظام مبارك فى سياسات التجويع وإلهاء الشعب فى البحث عن لقمة العيش واتخاذ الطرق القمعية للمظاهرات. وأوضح، أن "النظام فى حالة تخبط للقبض على أشخاص ليس لهم علاقة بالسياسة بسبب القبض العشوائى الذى يتم من المقاهى والشوارع المجاورة لوسط البلد، وبالتالى هذا سوف يؤدى إلى زيادة أعداد المعارضين".