أثارت محاولة اغتيال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، يوم الجمعة، أثناء خروجه من مسجد فاضل بمدينة 6 أكتوبر، تساؤلات خاصة توقيت الهجوم، بعدما ربط المفتي السابق بين الهجوم، وما اعتبرها محاولة لإفساد الفرحة بالاحتفال بالذكرى الأولى لقناة السويس الجديدة. في الوقت الذي أرجع فيه محللون أسباب الاغتيال إلى فتاوى جمعة وموقفه العدائي من التيار الإسلامي، وبالأخص موقفه من جماعة "الإخوان المسلمين" الذين سبق وصفه لهم ب "الخوارج"، والتحريض على قتلهم إبان اعتصام "رابعة". ووفق رواية شهود عيان، فإن جمعة تعرض أثناء دخوله لمسجد فاضل بمنطقة غرب سوميد ب 6أكتوبر لصلاة الجمعة، لهجوم بالأسلحة الآلية من قبل 4أشخاص ثلاثة منهم قاموا بإطلاق الرصاص على 7دفعات متتالية بينما الرابع كان يؤمنهم، إلا أن حارسه الشخصي تبادل مع المسلحين إطلاق الرصاص مما تسبب في إصابته. وعلق جمعة على محاولة اغتياله قائلاً:" أوجه رسالة للرئيس عبدالفتاح السيسي، بأنه على طريق الحق"، واعتبر أن "محاولة الاغتيال جاءت لإفساد الفرحة باحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة". وهو ما ذهب إليه الدكتور محيي الدين عفيفي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، قائلاً إن "محاولة الاغتيال جاءت للرد على مقتل زعيم بيت المقدس ولإفساد فرحة المصريين بالاحتفال بذكرى افتتاح قناة السويس الجديدة". غير إن الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية قال: "لا أعتقد أن محاولة اغتيال الدكتور علي جمعه لها علاقة بكسر فرحة المصريين بالاحتفال بالذكرى الأول لمشروع قناة السويس الجديدة ". وأضاف صادق ل "المصريون": "منفذو الهجوم خططوا جيدًا منذ فترة للعملية"، موضحًا أن "الأمر لم يكن من قبيل المصادفة فهم يعلمون المكان الذي يؤدي صلاة الجمعة فيه". وأرجع السبب وراء محاولة اغتياله إلى انتقاده لجماعة الإخوان، والتحريض عليهم بالفتاوى ومواقفه العدائية منهم. وقالت الدكتورة جيهان رجب، القيادية بحزب "الوسط"، إنه لاعلاقة بين الاحتفال بالذكرى الأولى لافتتاح قناة السويس، مضيفة: "الأولى منها أن تكون بسبب أحداث فض اعتصام رابعة". وأضافت رجب ل "المصريون": "محاولة الاغتيال عمل لا نرضى به، ونشجبه"، مشيرة إلى أن "محاولة الاغتيال مرتبطة بمواقفه وفتاواه العدائية". وأكد أمين إسكندر، القيادي بالحزب "الكرامة"، والنائب البرلماني السابق أن محاولة الاغتيال "ترجع إلى تصنيف المفتي السابق من قبل جماعات معينة بأنه من فقهاء السلطان". وأضاف: "هذه المحاولة تذكرنا بمقتل الشيخ الذهبي على يد بعض المتطرفين"، موضحًا أن "الكثير من المتطرفين يعدونه من الفقهاء المتهاونين في التفسير". وتابع "محاولة الاغتيال في هذا التوقيت مثيرة للقلق وستثبت الأيام مدى خطورتها". فيما رأى المفكر والكاتب الدكتور جمال أسعد أن "محاولة الاغتيال تقف وراءها جماعات متطرفة تريد إرسال رسائل ليس فقط له ولكن للنظام". وأوضح أن "رسالة القائمين على محاولة الاغتيال الفاشلة تتلخص في الانتقام منه لأفكاره ومواقفه الدينية والسياسية على حدا سواء ورسالة أخرى لأمثاله لكي لا يسلكوا نهجه" . وتابع: "الرسالة الأهم التي يريد من قام بمحاولة الاغتيال توصيلها هي رسالة موجهة للنظام الحالي في مصر مفادها أنهم يقولون للنظام مازلنا موجودين ونتعامل ونقدر على فعل الكثير". وربط سامح عيد، الباحث في الحركات الإسلامية ، بين محاولة اغتيال عضو هيئة كبار العلماء بمقتل "أبو دعاء الأنصاري" زعيم "بيت المقدس" بسيناء. وقال "إن الأمر بعيد عن قناة السويس، في ظل انتقادات إعلامية تقول إنها السبب في تراجع سعر الجنيه وتردي الوضع الاقتصادي"، مشيرًا إلى مواقف وتصريحات جمعة عن اعتصام "رابعة العدوية"، لافتًا إلى أنه "من الشخصيات صاحبة التصريحات الأكثر عمقًا، ولذلك تم إدراجه على قوائم المستهدفين". في سياق متصل، قال أحمد بان الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن "من قام بمحاولة الاغتيال هم جماعة ترى فضيلة الدكتور علي جمعة خطرًا على مشروعها". وأضاف بان ل"المصريون" أن "وقوف الدكتور علي جمعة في وجه العديد من الجماعات التي تم تعرية أفكارهم وكشفت ألاعيبهم وهتك سترهم يعد سببًا رئيسيًا وراء محاولة اغتياله".