قالت الولاياتالمتحدة، إنها ما زالت تدرس الملفات المقدمة إليها من قبل السلطات التركية، والتي تثبت تورط زعيم منظمة "الكيان الموازي" الإرهابية فتح الله غولن، في محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت منتصف الشهر الماضي. وفي الموجز الصحفي الذي عقده المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر، الخميس، أوضح أن السلطات التركية قامت بتسليم واشنطن عددًا من الملفات بشأن غولن، و"نحن لا نزال في عملية دراستها". والثلاثاء الماضي، أعلن وزير العدل التركي بكر بوزداغ، أن وزارته أرسلت كتاباً ثانياً إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية من أجل تسليم غولن. ويجري وفد تركي برئاسة رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان التركي، طه أوزهان، هذه الأيام، زيارة إلى الولاياتالمتحدة، يبحث فيها مسألة تسليم زعيم منظمة "فتح الله غولن". وفي هذا الصدد، قال أوزهان، للأناضول أمس الخميس، إن الوفد حظي بفرصة ملموسة لبحث المسألة على مستوى وزارتي الدفاع والأمن الداخلي في الولاياتالمتحدة، لافتاً إلى أنهم شدّدوا على خطورة المنظمة الإرهابية، خلال مباحثاتهم مع المسؤولين الأمريكيين. وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو المنصرم، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة "فتح الله غولن"، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها، وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة. وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي. جدير بالذكر أن عناصر منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية - غولن يقيم في الولاياتالمتحدة منذ عام 1999- قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة؛ الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة. -