تزامن زيارة الوفد البريطاني إلى مصر، ولقائه بأعضاء مجلس النواب أواخر شهر يوليو الماضي مع زيارة وفد "المجلس لثوري المصري" لمكتب رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة تيريزا ماي، ما أثار جدلًا واسعًا، وتساؤلاً حول ما إذا كان الأمر يتعلق بالمصالحة بين "الإخوان", والنظام. وأكد النواب الذين حضروا الاجتماع مع البريطانيين، أنهم تطرقوا إلى أهمية عدم السماح بممارسة جماعة الإخوان لنشاط يخل بالاستقرار الداخلي في مصر من خلال نشاطها في بريطانيا. وطالبت لجنة الشئون الخارجية بمجلس للنواب، الجانب البريطاني بإجراء مزيد من الدراسات والأبحاث للتعرف عن قرب على حقيقة الفكر المتطرف الذي تعتنقه هذه الجماعة. أما وفد "المجلس الثوري" فأكد أنه ركزوا على الملف الحقوقي وعرض الأدلة على انتهاج النظام العنف ضد معارضيه. وقال المهندس محمد شريف كامل، الأمين العام للمجلس الثوري المصري إن "ممثلي المجلس في أوروبا قاموا بزيارة لمكتب رئيسة الوزراء البريطانية الأسبوع الماضي، وقدموا ملفًا حول الأوضاع المذرية في مصر، يتضمن ملخصًا لما تضمنه تقرير منظمة العفو الدولية لعام 2016 حول الوضع في مصر، وكذلك تقرير شامل حول الاختفاء القسري في ظل النظام الحالي في مصر ومنذ 3 يوليو 2013". وأضاف الشريف ل"المصريون" أن "وفد المجلس الثوري استهدف تقديم الملفات لمكتب رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة السيدة تيريزا ماى مهنئين إياها بتنصيبها رئيسة للوزراء، وتذكير الحكومة البريطانية بواجباتها القانونية الدولية". من جهته، قال النائب محمود يحي، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن "مصالحة الحكومة المصرية بجماعة الإخوان ستكون عن قناعة من النظام، لابضغط من جهات أجنبية. وأشار ل"المصريون" إلى أن "ما تردد حول أن زيارة وفد مجلس العموم البريطاني، كانت تهدف إلى القيام بمصالحة بين الحكومة المصرية، وبين جماعة الإخوان المسلمين، كلام عار تمام من الصحة ولا يوجد أي دلائل تؤكد ذلك، وكل هذا يعد تكهنات فقط". وأوضح أن الهدف الرئيسي من زيارة وفد مجلس العموم البريطاني، توطيد العلاقات بين بريطانيا وبين مصر، مؤكدًا أن بريطانيا حريصة على إقامة علاقات طيبة، مع مصر خصوصا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. واستطرد عضو لجنة العلاقات الخارجية قائلاً: "الصورة المغلوطة عن مصر، ستتضح بعد هذه الزيارة"، مشيرًا إلى قيام بعض الجماعات بتشويه صورة مصر بالخارج كجماعة الإخوان المسلمين، ومحاولة استغلال هذه الصورة المشوهة لصالحهم. وتابع: "مصر هي الأخرى تريد أن توطد علاقاتها مع الجانب البريطاني، وستؤدى هذه الزيارة إلى حدوث ذلك، وسيظهر قريبا الآثار الايجابية من هذه الزيارة". وأضاف أن "الزيارة التي قام وفد مجلس العموم البريطاني، سيكون له مردودة الايجابي على السياحة، خاصة بعد أن تأكد الوفد بنفسه من استقرار الأمن داخل مصر، وأن تامين المطارات على مستوى عال". وقال الدكتور سعيد صادق، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن زيارة بعض قيادات الإخوان لبريطانيا، هدفها الأساسي هي محاولة جماعة الإخوان، تحسين صورته أمام الحكومة البريطانية، وذلك بعدما ترددت أنباء عن تفكير الحكومة البريطانية في التضييق عليهم، ومنع إعطائهم حق اللجوء السياسي. وحول ما يتردد عن أن بريطانيا تقود مصالحة بين النظام المصري، وبين جماعة الإخوان المسلمين، قال صادق ل"المصريون" إن "كل هذا يعد إشاعات تروجها الإخوان، ولم يقم الوفد بأي محاولة لإجراء تصالح بين النظام المصري، وبين الجماعة". وأوضح أن الهدف الرئيسي من زيارة وفد العموم البريطاني إلى مصر، هي محاولة دعم السياحة. وأكد أن زيارة وفد العموم البريطاني هي محاولة من جانب بريطانيا للتأكد من تأمين المطارات المصرية، واستقرار الأمن المصري، لتقرر ما إن كانت ستعيد السياحة إلى مصر أم لا.