استقبل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يوم السبت، وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في العاصمة أنقرة، بحسب مصادر في الرئاسة التركية. وجرى اللقاء المغلق في المجمع الرئاسي بأنقرة، واستغرق قرابة 35 دقيقة، بحسب ذات المصادر. وأوضحت أن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو حضر اللقاء، دون أن تذكر مزيدًا من التفاصيل عما تم تناوله بين الجانبين. بدورها قالت وكالة الأنباء القطرية الرسمية، إنه "جرى خلال المقابلة بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل دعمها وتطويرها، إضافة إلى بحث آخر التطورات في المنطقة لا سيما تطورات الأوضاع في سوريا، والسبل الكفيلة بوضع حد للأزمة المتصاعدة". وفي وقت لاحق، التقى رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، وزير الخارجية القطري، في مقر رئاسة الوزراء بأنقرة. وقالت الوكالة القطرية، إن اللقاء "تناول العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها ،إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك". وتعتبر هذه أول زيارة يقوم بها مسؤول عربي رفيع إلى تركيا منذ محاولة الانقلاب الفاشلة التي تعرضت لها البلاد، منتصف يوليو/تموز الجاري. وسبق أن أعلنت قطر رفضها لمحاولة الانقلاب، وهنأت على لسان أميرها، تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، السلطات التركية، على التفاف الشعب حول قيادته ضد محاولة الانقلاب. وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، ليلة الجمعة (15 تموز/يوليو)، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة "فتح الله غولن" (الكيان الموازي) الإرهابية، السيطرة على مفاصل الدولة. وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي. جدير بالذكر أن عناصر منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية - غولن يقيم في الولاياتالمتحدة الأميركية منذ عام 1999- قاموا منذ اعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الامر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الإنقلابية الفاشلة.