الفيلم يوثق لمحرقة «سيارة الترحيلات».. «توم هانكس» يدعو جمهوره لمشاهدته.. وموريس: لو منع من العرض سنكون في مأزق حتى قبل أن يعرض داخل دور السينما المصرية، أثار فيلم "اشتباك" جدلاً واسعًا، بعد أن هاجم بعض الإعلاميين الموالين للنظام صناع الفيلم، والذي تدور أحداثه حول داخل عربة ترحيلات تابعة تضم أشخاصًا من توجهات فكرية مختلفة، وتسير في شوارع القاهرة، بما فيها من مظاهر الحياة اليومية، والاحتجاجات والمظاهرات. وصورت أحداث الفيلم داخل عربة ترحيلات مكتظة بالمتظاهرين من المؤيدين والمعارضين، وتم تصوير مشاهده في مساحة لا تزيد بالحقيقة عن 8أمتار مربعة، حيث يتفاعل عدد كبير من الشخصيات ضمن دراما تتضمن لحظات من الجنون، العنف، الرومانسية والكوميديا أيضاً. ويعيد الفيلم إلى الأذهان حادثة سيارة الترحيلات التي كانت تنقل مجموعة من الشباب الذين ألقي القبض عليهم عقب فض اعتصام "رابعة" لأنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي، ولقوا حتفهم، عندما أطلقت الشرطة عليهم الغاز فماتوا واحترقوا واختنقوا. وقد كان العرض العالمي الأول لفيلم "اشتباك" في مايو الماضي بعد أن افتتح قسم "نظرة ما" بمهرجان كان السينمائي، حيث جاءت مشاركة الفيلم بعد 3سنوات من غياب السينما المصرية عن الاختيارات الرسمية للمهرجان الأكثر شهرة في الأجندة السينمائية الدولية، واختاره نقاد موقع "هوليوود ريبورتر" ليكون في قائمة أفضل 10أفلام عُرضت ضمن فعاليات الدورة ال 69 من المهرجان. "اشتباك" من تأليف خالد ومحمد دياب مخرج الفيلم، وهو إنتاج مشترك بين فرنسا، مصر، ألمانيا والإمارات العربية المتحدة، ويلعب بطولته نيللي كريم، طارق عبدالعزيز، هاني عادل، أحمد مالك، أشرف حمدي، محمد عبد العظيم، جميل برسوم وآخرين. وكدعم منه للفيلم، ناشد الفنان العالمي توم هانكس جمهوره لمشاهدة الفيلم، إذ كتب عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر": "يجب عليك مشاهدة فيلم "اشتباك" للمخرج محمد دياب لو توفرت لديك أي فرصة لذلك، ببساطة يجب عليك. الفيلم سيحطم قلبك، ولكن سينيره". وقال منتج الفيلم محمد دياب، إن "الفيلم يتعرض لهجوم كبير داخل مصر في الوقت الذي يحتفي به الجميع حول العالم"، موضحًا أن "هناك مخططًا داخليًا لمنع عرض الفيلم ولكن بطرق احترافية لصعوبة منعه بشكلٍ مباشر بعدما اختارته الصحف العالمية ضمن أفضل 10 أفلام في مهرجان "كان" الدولي. وأضاف دياب عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "سيُسمح للفيلم بالنزول يوم أو اثنين ثم يسحب مرة أخرى باعتبار أن الجمهور تجاهله، وفى أثناء ذلك لا يتم وضع بوسترات أو إعلانات الفيلم أمام السينمات، وكذلك تأخير صدور تصريح الرقابة الفنية أقصى وقت ممكن". وأكد أن "هناك خلطًا عند البعض، فالفيلم ليس موجهًا ضد أحد لكنه يرصد الهستريا والاستقطاب وجوهره الإنساني، وذلك طبقًا لآراء النقاد المصريين الذين شاهدوا الفيلم على اختلاف توجهاتهم"، لافتًا إلى أن أبطال الفيلم وفريق إنتاجه تعمدوا عدم تسليط الضوء على ما يحدث من مضايقات حتى لا تأخذ حيزًا أكبر من حجمها. وأشار إلى أن الرقابة أصرت أن تضع جملة لها محتوى سياسي في بداية الفيلم، وذلك لكي يحسب الفيلم لجهة على حساب الأخرى، لافتًا إلى أن ذلك نوع من أنواع الهستريا رغم أن السيناريو مجاز رقابيًا من غير ملاحظات. وأضاف: "النقاد دمعوا وحضنوني وأجازوا عرض الفيلم بدون ملاحظة واحدة بعدما شاهدوه في مهرجان "كان". وطالب منتج الفيلم، الجمهور بأن يدافعوا عنه، لأنه أصبح الآن موجودًا بين أيديهم، مشيرًا إلى أن عدم دخول الجمهور الفيلم يعنى أنه سيتم سحبه وعدم عرضه مرة أخرى، وليس ذلك فحسب، بل سيتم منع جميع الأفلام المستقبلية التى تأخذ نفس المنحنى، وذلك لأنه لا يوجد منتج بعد ذلك سيضع أمواله فى فيلم يعلم أنه خسران، بحسب وصفه. من جانبها، قالت الناقدة الفنية ماجدة موريس، إن "التضييق على حرية الإبداع يحدث إذا كان هناك منع لعرض العمل أو عدم إعطاء تصريح من الرقابة بالعرض أو تقطيع أجزاء من العمل". وأضافت موريس ل "المصريون"، أنه "إذا حدث ووقف عرض العمل بعد يومين من عرضه أو أكثر فهذا قد يتفق مع التضييق على حرية الفكر والإبداع"، موضحًا أن "الأعمال التي يمكن أن يتم إيقافها من الرقابة قد تكون بها أعمال منافية للآداب العامة وفى غير نطاق المستوى المسموح به". وتابعت: "الفيلم أخذ تصريح الرقابة قبل عرضه بيومين وهناك أفلام يخرج لها تصريح الرقابة قبلها "بساعة"، مرددة: "لا يجب أن نتهم الدولة بوقف الفيلم أو منع عرضه، وذلك لم يحدث حتى الآن". وفيما يخص إعلانات الفيلم على دور العرض، قالت إن "دور العرض ليست مملوكة للدولة، وإنما مملوكة لأشخاص فهم من يتحكمون بوضع إعلانات الفيلم في الوقت الذي يناسبهم وليس للدولة يد في هذا الوضع".