تحالفات أردوغان الدولية "هشة"

إيران وروسيا حلفاء جدد..

رأى الدكتور عصام عبدالشافى، الخبير السياسى، أن محاولة الانقلاب الفاشلة فى تركيا أظهرت التحالفات "الهشة" للرئيس التركى رجب طيب أردوغان، بعد تخلى داعميه الدوليين عنه.
وأوضح "عبدالشافى"، فى دراسة له نشرها "المركز المصرى للدراسات السياسية والاستراتيجية"، أن تركيا ترتبط بشبكة واسعة من التفاعلات مع عدد كبير من الوحدات الدولية، بحكم جغرافيتها السياسية، ودورها الإقليمي، وبالتالي تعدد دوائر سياستها الخارجية (الآسيوية، الأوربية، المتوسطية، الشرق أوسطية، الإسلامية)، وكان لهذا التفاعلات دور في الانقلاب تأثيرا وتأثراً، مشيرًا إلى أن ردود الفعل الأولية بعد محاولة الانقلاب عكست نوعاً من الدعم لهذه المحاولة من جانب عدد من الأطراف الإقليمية والدولية، مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، وبريطانيا وألمانيا والإمارات العربية و مصر، والنظام في سوريا.
وأضاف: "يمكن قبول دعم وتأييد الإمارات ومصر ونظام بشار، للانقلاب بحكم مواقفهم العدائية الصريحة من النظام التركي خلال السنوات الثلاث الأخيرة، ولكن كان المستغرب هو الموقف الأمريكي والأوربي، نظراً لأن تركيا حليف استراتيجي للطرفين، سواء من خلال عضويتها في حلف الناتو أو من خلال شراكتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، ولكن من خلال رصد عدد من التصريحات والمؤشرات التالية للانقلاب، ظهر دعم الطرفين (الأوربي والأمريكي) للانقلاب ولم يهتما بالانقلاب في ذاته وتوجيه اللوم للمتورطين فيه، بقدر اهتمامهم بتوجيه النقد للنظام التركي على ما قالوا أنه إقصاء وتجاوز للقانون والحريات، وفرض حالة الطوارئ. هذا في الوقت الذي أعلنت فرنسا حالة الطوارئ بعد عملية إرهابية في عاصمتها، وليس انقلاباً عسكرياً على نظام الحكم، وتم تمديدها حتى نهاية 2017، وكذلك فعلت الولايات المتحدة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 التي استهدفت بعض المنشآت ولم تستهدف نظام الحكم، ولم تتحرك آليات الجيش وتغلق الطرق وتقتل المواطنين في الشوارع والميادين".
وأكد أن الدول التي ترتبط سواء ارتباط تحالف أو ارتباط تبعية بالولايات المتحدة تبنت الموقف الأمريكي المؤيد للانقلاب، سواء كان هذا التبني بشكل واضح وصريح من خلال إعلامها أو تصريحات مسئوليها (فرنسا، ألمانيا، النمسا، مصر، الإمارات، سوريا)، أو بشكل غير واضح من خلال تأخرها في الإعلان عن مواقفها من الانقلاب (السعودية). رغم أن بعض هذه الدول، وخاصة الإقليمية أعلنت عن شراكات استراتيجية وتحالفات عسكرية مع تركيا قبل محاولة الانقلاب التركية الأخيرة.
وتابع: "وفي المقابل على الرغم من المواقف التي اتسمت بالطابع الصراعي أو على الأقل التنافسي بين تركيا من ناحية وكل من روسيا الاتحادية وإيران من ناحية أخرى، على خلفية تعارض المواقف في الملفين السوري والعراقي، إلا أن هاتين الدولتين كانت مواقفهما أكثر وضوحاً وحزماً في مواجهة محاولة الانقلاب في تركيا، وهو ما كان محل إشادة من جانب المسئولين الأتراك، بل وتم التأكيد على زيارة مرتقبة للرئيس التركي إلى روسيا الاتحادية، التي تم تجاوز أزمة طائرتها قبل وقوع الانقلاب، على أن تتم الزيارة في أغسطس الحالي".
وأوضح أن المحاولة الانقلابية التركية، وردود الفعل الغربية تجاهها لتكشف عن خلل في السياسة الدولية المعتادة، فتركيا التي يتم النظر إليها على أنها دولة علمانية، وتتشارك مع المنظومة الغربية في بنيتها القيمية، وخاصة ما يتعلق منها بالديمقراطية وحقوق الإنسان، برزت مؤشرات دعم أطراف من داخل هذه المنظومة للانقلاب على هذه القيم، بل والسير إلى أبعد مدى في إمكانية القبول بنظام حكم عسكري تسلطي، على حساب نظام جاء بإرادة شعبية وانتخابات اتسمت بمعدلات عالية من النزاهة والشفافية.
وتساءل فى دراسته: "وإذا كان مقبولاً من هذه الدول أن تقبل على سبيل المثال بالانقلابات العسكرية في الدول الأفريقية، لأنها تري في عسكر هذه الدول أدوات لتنفيذ أجندتها وحماية مصالحها، فكيف يمكن أن نقبل منها دعمها وتأييدها لمثل هذا التوجه في دولة تُمثل ركناً أساسياً في منظومتها منذ عام 1923 وحتى اليوم؟".