فجر مقترح النائب معتز محمود، رئيس لجنة الإسكان والمرافق بمجلس النواب، بمنح الجنسية المصرية للعرب مقابل دفع مبالغ مالية أو ودائع بنكية، أزمة جديدة داخل البرلمان، حيث انقسم النواب ما بين معارض للفكرة؛ باعتبار أن الوطن ليس للبيع، ومؤيد لها باعتبارها تنشط الاقتصاد المصري. ورغم اختلافهم حول المقترح إلا أن التخوف والقلق كان عاملًا مشتركًا جمع المؤيدين والمعارضين، فمؤيدو الفكرة اعتبروها من باب "المضطر يركب الصعب" خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد في الفترة الحالية. ومن جانبه وصف النائب أشرف عزيز إسكندر، عضو مجلس النواب عن حزب الوفد بالفيوم، مقترح بيع الجنسية بأنه غريب ومزعج في نفس الوقت، مشيرًا إلى أن مجرد طرح المقترح يثير في النفس ريبة وتخوف حتى وإن كانت أهدافه نبيلة. وتساءل عزيز عن عدد العرب الراغبين في الحصول على الجنسية المصرية، وعن المبلغ الذي سيقدمونه لخزانة الدولة، وهل يستحق المخاطرة الناتجة عن الموافقة على المقترح، مشيرًا إلى أن الشارع المصري يعاني من عدم الاستقرار أمنيًا، وأن ذلك المقترح سيثير بلبلة في الشارع. وأضاف عزيز ل"المصريون"، أن التحريات الأمنية التي اشترطها النائب معتز محمود على طالبي الجنسية المصرية، لا يمكن الاعتماد عليها لقبول الشخص، مشيرًا إلى أنه قد تفلت من التحريات الأمنية عدة حالات؛ مما يؤدي إلى حصول إرهابيين على الجنسية ومنهم أهالي حماس، الأمر الذي يعد خطرًا على الأمن المصري. وأشار عزيز إلى أن هناك العديد من الطرق لإنعاش الاقتصاد المصري بدلًا من طلب المعونة من العرب، مطالبًا الشعب بالتكاتف والعمل للنهوض بالبلاد من أزمتها الاقتصادية، مضيفًا أن إهمال العمل وطلب المعونة "عيب". وفي نفس السياق أعلن النائب بدير عبد العزيز، عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، رفضه القاطع لمقترح النائب معتز محمود، قائلًا "مصر ليست للبيع". وأضاف عبد العزيز ل"المصريون"، أن هناك بدائل كثيرة للنهوض بالاقتصاد بدلًا من التلاعب بالجنسية، مشيرًا إلى أن القرار سيثير بلبلة في الشارع المصري. بينما أبدى النائب أحمد العوضي، عضو لجنة الدفاع والأمن الوطني، موافقة مبدئية على مقترح بيع الجنسية، مشترطًا لقبول المقترح بشكل نهائي أن يقدم النائب معتز محمود دراسة وافية عنه وعن أهميته في إنعاش الاقتصاد المصري. وأضاف العوضي ل"المصريون"، أن المقترح قد يساهم بالفعل في النهوض بالبلاد من أزمتها الاقتصادية، مستبدلًا كلمة "بيع" بكلمة "منح"، مشيرًا إلى أن العرب أخوة أشقاء وعند حصولهم على الجنسية المصرية فإنه من البديهي أن يقوموا من تلقاء أنفسهم بالتبرع لحل الأزمة. وشدد على ضرورة دقة التحريات عن الأشخاص المطالبين بالحصول على الجنسية، مؤكدًا أن الوضع الأمني في مصر لا يحتمل أي أخطاء.