رئيس القطاع الديني بالوزارة: لن يكون بديلاً عن الخطبة المكتوبة.. أمين «دينية النواب»: استخدام المحمول أمر يحمد عليه الأئمة.. وكريمة: فتنة وبدعة ما أنزل الله بها من سلطان حيلة جديدة لجأ إليها العديد من الدعاة وأئمة المساجد في معظم محافظات الجمهورية، وهي استخدام التليفون المحمول للهروب من الخطبة المكتوبة "الورقة" التي أقرتها وزارة الأوقاف في صلاة الجمعة. وقال عمر حمروش، أمين سر لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب, إن استخدام التليفون المحمول أثناء خطبة الجمعة أمر يحمد عليه الأئمة وليس فيه شيء من الناحية الشرعية، باعتباره امتثالاً لتعليمات وزارة الأوقاف. وأضاف حمروش ل"المصريون": "استخدام التليفون المحمول أثناء الخطبة يقضي علي سلبيات الخطبة العادية, المتمثلة في إطالة الخطبة, والخروج عن المضمون, ويمنع استخدام الخطبة لأغراض خارجية", مشيرًا إلى أن "استخدام الأئمة للتكنولوجيا الحديثة يعتبر نوع من التجديد الهدف منه تنفيذ تعليمات الوزارة". وقال الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني بالأوقاف, إنه لايوجد مانع من استخدام التليفون المحمول من قبل الدعاة أثناء عرض الخطبة الجمعة إذا رأى الأمام أنها تساعده على ضبط أدائه. وأضاف طايع ل"المصريون" أن "الأئمة لم يطلبوا من وزارة الأوقاف استخدام التليفون المحمول خلال الخطبة, ولم تطلب الوزارة ذلك", مشيرًا إلى أن "الأمر عرض بشكل تجريبي". وأوضح رئيس القطاع الديني أن "الخطبة الورقية هي ما طلبته الوزارة، واستخدام التليفون المحمول لن يكون بديلاً عنها". وكانت وزارة الأوقاف أعلنت قبل عيد الفطر عن قيامها بتشكيل لجنة علمية لإعداد وصياغة موضوعات خطب الجمعة "بما يتوافق مع روح العصر من قضايا إيمانية وأخلاقية وإنسانية وحياتية وواقعية، مع الاستمرار في توحيدها، وتعميمها مكتوبة"، وفق بيان صادر عنها. من جانبه، قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه الإسلامي بجامعة الأزهر، إن "استخدام أئمة المساجد للخطبة المكتوبة سواء الورقية أو نقلاً عن الهاتف المحمول ما هي إلا فتنة وبدعة ما انزل الله بها من سلطان"، مشيرًا إلى أن قيام الوزارة بفتح باب الابتداع سيكون له تبعات كثيرة. وحذر كريمة وزارة الأوقاف من المساس ببيوت الله قائلًا: "إلا بيوت الله"، ودعا من كلفهم الدستور بحماية الشئون الدينية بالعمل من أجل حمايتها. وأضاف أن "تطبيق الخطبة المكتوبة سيجعل فن الخطابة ينهار وسيضرب مهارات الخطابة في مقتل". وأشار إلى أن "استخدام الأئمة للورقة أثناء الخطبة سيجعل منهم ببغاء يردد كل ما يسمع، الأمر الذي يضيع ويبطل معالم الجمعة". وتابع: "في حال غياب الأمام من الممكن لخادم المسجد أن يصعد المنبر يقرأ ما تملئه الورقة المكتوبة أو يستعاض بالمذياع كبديل للأمام ، لان الوزارة قد لغت دور وفكر الأمام وكتبت له نشرة". وختم أستاذ الفقه المقارن قائلاً: "منك لله يا وزير الأوقاف". وأعلنت هيئة كبار العلماء برئاسة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر في اجتماعها هذه الأسبوع، رفضها لقرار وزارة الأوقاف باستحداث ما تسمى ب "الخطبة المكتوبة" في مساجد مصر. واعتبرت هيئة كبار العلماء بالإجماع "هذه الخطوة تجميدًا للخطاب الديني". وقالت في سياق رفضها، إن "الأئمة يحتاجون إلى تدريبٍ جاد وتثقيف وتزويدهم بالكتب والمكتبات؛ حتى يستطيعوا مواجهة الأفكار المتطرفة والشاذَّة بالعلم والفكر الصحيح، وحتى لا يتَّكئ الخطيب على الورقة المكتوبة وحدها؛ مما سيُؤدِّي بعد فترةٍ ليست كبيرة إلى تسطيح فكرِه وعدم قدرته على مناقشة الأفكار المنحرفة والجماعات الضالة التي تتَّخذ الدِّين سِتارًا لها، وتستخدم من بين أساليبها تحريف بعض آيات القُرآن الكريم والأحاديث النبوية عن مواضعها، والتلبيس بها على أفهام عوامِّ المسلمين، "ممَّا قد يُصعِّب على الإمام مُناقشة هذه الأفكار وتفنيدها والرد عليها وتحذير الناس منها".