روى الدكتور محمد محسوب - وزير الشؤون القانونية والنيابية الأسبق - أغرب واقعة مر بها مع البرلماني السابق "عصام سلطان" أثناء التحقيق مه في قضية إهانة القضاء . وقال "محسوب" في تدوينة : " 1094 .. بالتمام عدد الأيام التي قضاها حتى الآن البطل عصام سلطان في سجون (الانقلاب) .. آلاف من إخوانه معه لا يقلون قيمة في قلوبنا.. كانت قضية إهانة القضاء قد بدأت قبل الانقلاب تبشر بقرب ميلاده، فانتُدب للتحقيق القاضي ثروت حماد.. حضرت أول جلسة تحقيق مع عصام فلم أستمع في التحقيقات إلا ما يشرف به أي مناضل.. وما يخجل منه أي قاضي أو محقق يدرك أبسط قواعد العدالة.. ومع ذلك فإن القرار بعد جلسة التحقيق تأخر كثيرا.. ثم علمناه من المواقع الإخبارية ونحن وقوف خارج حجرة التحقيق ننتظر الفرج.. كان القرار "إخلاء سبيل مع كفالة".. إخلاء سبيل مما ولما؟ " حسب روايته. وأضاف: " هكذا كانت المؤسسات تستأسد علينا قبل الانقلاب وكأنه وقع فعلا.. فتصور ماذا ستفعل إذا وقع..أدركنا منذ هذه اللحظة أن عصام على رأس قوائم (الانقلاب) القادم..ليس هو فقط بل آلاف غيره.. بل المحروسة بمن فيها وما عليها.. جاء الانقلاب وصدرت قرارات الحجز على المال والضبط والإحضار فكان نصيب عصام منها دائما نصيب الأسد.. فالأسد بعض صفاته" حسب تعبير. وأردف: "قٌبض عليه يوم 29 يوليو قبل مجزرة رابعة ب16 يوما.. لكنه اليوم متهم في قضية فضها.. لا تتعجب (فالانقلابات) مدهشة.. والاندهاش منها لا يؤثر في مسيرتها.. وبدلا من قضية إهانة القضاء التي بدأت قبل (الانقلاب) وتوسعت بعده حتى شملت من حضر مع المتهمين للدفاع أمثالي، ومن وقف في طريق قاضٍ يوما فحملها له في نفسه.. فقد صدر حكم على عصام بالحبس في قضية إهانة أخرى وقائعها أنه تجرأ وألقى السلام على المحكمة.. فالقضاء لدينا تهينه لو أبديت رأيا بأحد أحكامه المنزهة ولو بصفتك ممثلا للشعب.. وتهينه لو ألقيت عليه السلام.. فهو لا يقبل ممثلي الشعب الحقيقيين ويستفزه إلقاء السلام.. كان الحكم بسنتين.. بينما البطل عصام سلطان قضى منها ثلاثة، نعم ثلاثة.. فسنة (الانقلاب) بألف سنة مما نعرف.. وكنا للأسف نعرف.. ومازالت قضية إهانة القضاء الأولى تجري على مهل لتحصد آخرين.. بينما انقضت قضية إهانة القضاء السريعة التي عاقبت ملقي السلام بتمام مدة العقوبة.. ومع ذلك يبقى البطل معتقلا لأي سبب ودون سبب ورغم أن السبب يخجل من كونه سببا..عصام نموذج للمصري الشجاع الذي لم تكن له جريمة سوى الشجاعة في لحظة أراد الانقلاب أن يفرض فيها سُنة الجبن.. يعيش الشجعان خلف قضبان السجون.. ويموت الجبناء في جلودهم كل ساعة" حسب وصفه.